بين النجاحات خارجيا والأزمات داخليا.. عامان على تنصيب "السيسي" رئيسًا

تقارير وحوارات

تنصيب السيسي رئيسا
تنصيب السيسي رئيسا للجمهورية - أرشيفية


يراهما البعض أنهما أسوء عامان مرا في تاريخ مصر الحديث، في المقابل يراهما البعض الآخر أنهما أعظم أيام عاشها المصريين.. هكذا ينقسم الشعب المصري حول "العامين" اللذان مرا عليهم في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي توافق الذكرى الثانية لتنصيبه رئيسًا على مصر اليوم.
 

يستند الفريق الأول أن الرئيس سجن في عهده الشباب، وضيق الحريات، ورفع الأسعار، ولم يحارب الفساد، وخلق حالة من الانقسام الشعبي .. بينما يرى الفريق الثاني أنه نجح فيما فشل فيه آخرون بأن انتشل مصر من الضياع على يد الإخوان، ووضع لبنة العديد من المشروعات القومية الغير مسبوقة.

 
وتستعرض "الفجر" في هذا التقرير لقطات من الانجازات والإخفاقات التي تحققت في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال العاميين الماضيين.


15 زيارة لعواصم غربية
اهتم الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ أول يوم لتوليه المسئولية بملف السياسة الخارجية في مقدمة الملفات التي سرعان ما شرع الرئيس في معالجتها، والعمل على استعادة مصر لمكانتها الإقليمية، والدولية التي تستحقها، وأخذ في ترتيب أوراق الدبلوماسية المصرية لتتبوأ مصر دورها المحوري مجددًا.

وبذلت الدولة المصرية جهودًا جبارة في ملف السياسة الخارجية، وتحققت نتائج إيجابية بارزة في هذا الملف أهمها استعادة عضوية مصر في الاتحاد الأفريقي، واستعادة الدور المصري المهم في أفريقيا، وفوز مصر بالعضوية غير الدائمة بمجلس الأمن.

كما نجحت في عقد صفقات اقتصادية، وعسكرية مع العديد من الدول من بينها فرنسا، والصين، وروسيا، واليونان، وقبرص، وتوقيع اتفاق إعلان المبادئ بين مصر والسودان وإثيوبيا بشأن سد النهضة، وتزايد الاعتراف الدولي بإرادة المصريين في ثورة 30 يونيو ووصلت رحلاته إلي و 15 زيارة مكوكية لعواصم غربية.
 

9 مشاريع قومية
مشروع المليون وحدة سكنية، قناة السويس الجديدة، المثلث الذهبي للتعدين، إعادة تقسيم المحافظات، شبكة الطرق الجديدة، المليون فدان، منخفض القطارة، توشكى، مركز لوجستي عالمي للحبوب.. مشاريع قومية أعلنها الرئيس منذ أن كان وزيرًا للدفاع حتى الآن، نفذ بعضها ولم يكتمل البعض الآخر لضعف التمويل أو لاختلافات بين الشركات.

 
ميدان التحرير خال من التظاهر
 
نحج الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال عامين من حكمه على تجفيف منابع التظاهرات وفرض الأمن على ميدان التحرير ومنطقة وسط البلد، وبات يشهد حالة من الهدوء النسبي والانسياب المروري، وغيره من الميادين، يرى أنصاره أن هذه الخطوة جيدة لاستقرار البلاد بعدما ملوا التظاهرات المتكررة، وتراها المعارضة دليل آخر على الديكتاتورية وتكميم الأفواه.


مؤيدون للسيسي انقلوا عليه
حازم عبدالعظيم، رئيس لجنة الشباب بحملة الرئيس السيسي سابقًا، ممدوح حمزة، إبراهيم عيسى، فنانون، ورجال أعمال.. قائمة عريضة كانوا في الصفوف الأولى لثورة 30 يونيو، ودعموه في انتخابات الرئاسة لكنهم مع مرور الوقت أصبحوا من أشد المعارضين والساخطين على ولاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وانضموا لخندق المعارضة، وذهب البعض منهم للمطالبة برحيله.
 
موت المعارضة
في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، باتت المعارضة محرمة وهو ما كشفته الأيام الأخيرة، من سجن أي توجه يغرد خارج سرب الدولة، رأينا ذلك في سجن 47 شابًا معارضًا لرد جزيرتي "تيران وصنافير" للمملكة العربية السعودية بموجب اتفاقية ترسيم الحدود بين مصر والسعودية، كما اختفت حركات ثورية ساخطة على إدارة الرئيس للبلاد.
 
ارتفاع الدولار لـ 11 جنيه
يعد هذا الأمر من أخطر الأشياء التي أثرت على شعبية الرئيس خلال العامين الماضيين، في ظل الحالة الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد فقد تفاقمت أزمة الدولار بحِدة شديدة خصوصاً في الأسابيع القليلة الماضية، حيث ارتفع سعر الدولار كاسراً حد 11 جُنيهاً مِصرياً في السوق السوداء ما لارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة.
 
حبس الشباب
رغم أن الرئيس عبدالفتاح السيسي، أطلق على أحد أعوامه بعام الشباب، إلان أن كثيرين أنكروا عليه حبس ما يقرب من 4 آلاف شابًا بحسب تقديرات منظمات حقوقية، وآخر تقدر العدد بنحو 6 آلاف، ما جعل البعض يسمي أعوام الرئيس السيسي بـ"أعوام حس الشباب".
 

مستقبل وطن: إنجازات السيسي أكبر من وضعها في ميزان
في هذا الإطار يقول المهندس أشرف رشاد، القائم بأعمال رئيس حزب مستقبل وطن، إن حجم إنجازات الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال عامين من حكمه أكبر من وضعها في الميزان، ولا يمكن تحقيقها في عشرات الأعوام.
 
وأضاف رشاد، في بيان عن الأمانة العامة للحزب، بمناسبة مرور عامين على تنصيب السيسي رئيسا،  أن الرئيس صدق ما وعد به وكان على قدر الثقة وأكثر، وأنه أعاد مصر لسابق عهدها وريادتها على كافة المحافل الدولية والإقليمية.
 
وتابع البيان: "أن الرئيس ضرب للعالم أجمع أن الشخصية المصرية لا يمكن أن تعجز أمام المنح والشدائد والتحديات وأثبت بما لا يدع مجالًا للشك أن مصر ولادة وأن الخير سيظل في شعبها إلى يوم الدين".
 
ورأى رئيس الهيئة البرلمانية لمستقبل وطن، أن ما حققه السيسي في عامي توليه مقاليد الحكم بالبلاد،  والتي اعتبرها فترة بسيطة في ظل حجم المؤامرات والتحديات على المستويين الداخلي والخارجي، لا يمكن لأحد  إنكارها حتى في أضغاث أحلامه فهي أجل من أن تُنكر.
 
وأردف:" لم نعهد السيسي خلال عاميه المنقضيين إلا سباقًا للوقت شاعرًا بالفقراء يبذل كل ما في وسعه من أجل تحقيق تطلعات وأحلام المواطنين ويسعي جاهدًا لرسم البسمة والسعادة علي شفاة الشيوخ قبل الشباب، يسافر هنا وهناك من أجل إعادة التوازنات في العلاقات مع الدول ويفتح ويعيد علاقات أخرى جديدة كانت بعيدة عن الحسابات".
 
وأشار الأمين العام، إلى أن الرئيس السيسي على المستوى الداخلي حقق مجموعة من الإنجازات على كافة المحاور كان أهمها: إعادة اللحمة والترابط بين كافة أطياف الشعب المصري، والبدء في تنفيذ أكبر شبكة بنية تحتية في تاريخ مصر الحديث، وإعادة التوازن للاقتصاد من خلال توجيهاته .
 
ممدوح حمزة: خيب ظني
على الجانب الآخر يقول الناشط السياسي المهندس ممدوح حمزة، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي "خيب ظنه" في كثير من الأمور التي كان ينتظرها منه حين انتخبه رئيسًا للجمهورية، مؤكدا أنه لن ينتخبه مرة ثانية، بعد مرور عامين على تولي السيسي الحكم.
 
وأضاف حمزة، في تصريح صحفي، أنه كان يؤيد السيسي حتى الـ 6 أشهر الأولى من حكمه، غير أنه تراجع عن موقفه لعدة أسباب أولها مشروع حفر قناة السويس الجديدة، مبررًا أنه استنفد أموال الدولة ولم يحقق الفائدة المرجوة، وكذلك بسبب زيادة القروض من الخارج والاعتماد على الشركات الأجنبية.
 
وأردف أن السيسي يعتبر الإنشاءات إنجازات، وحوّل الدولة إلى ما وصفه بـ "شركة مقاولات كبرى"، مستطردا أن من بين الأسباب التي دفعته للتراجع عن تأييد السيسي هى الأداء الاقتصادي السيئ وعدم الاهتمام بالصحة والتعليم وعدم الصدق في التعاملات، وتزايد اهتمامه بالغرب.
 
وشدد الناشط السياسي، على أن من أحد أسباب التراجع عن تأييد السيسي هو تعامله مع الشباب وحبسهم، مشيرا إلى أن أول ما كان يتوقعه من السيسي هو إلغاء قانون التظاهر، وليس قمع الشباب وسجنهم.