في ذكرى أخطر قرار للراحل "عبدالناصر".. 6 مشاهد تجسد يوم "التنحي"

تقارير وحوارات

الرئيس جمال عبدالناصر
الرئيس جمال عبدالناصر - أرشيفية

ها هي الساعة تدق 8.45 دقيقة من صباح يوم الاثنين 5 يونيو 1967، لتزحف الطائرات الإسرائيلية، محملة بغاراتها الجوية على المطارات المصرية، والعديد من المناطق الأخرى، لتدمّر ما يقرب من 25 مطاراً حربياً، وما لا يقل عن 85% من طائرات مصر وهي راقدة على الأرض مثل الأرانب، فيما يعرف بحرب النكسة، التي انتهت باحتلال سيناء بأكملها، فضلا عن الضفة الغربية، والجولان وبعض المناطق الأخرى من الدول العربية.
 
 عبد الناصر يطلب التنحي
وقعت النكسة بوقعها الشديد، ليس فقط على الشعب المصري، بل كان لها آثارها القوية على رئيس مصر في حينها وهو الرئيس جمال عبد الناصر، الذي ظهر لتوه من خلال شاشة التلفزيون في لحظات هي الأسوأ في تاريخ مصر، ففي مثل هذا اليوم الـ 9 من يونيو، أعلن ناصر على شاشات التلفزيون للمصريين هزيمة بلاده، في كلمات مؤثرة، يقول فيها: " أقول لكم إنني على استعداد لتحمل المسؤولية كلها، ولقد اتخذت قرارًا أريدكم جميعًا أن تساعدوني عليه.. لقد قررت أن أتنحى تمامًا ونهائيًا عن أي منصب رسمي وأي دور سياسي، وأن أعود إلى صفوف الجماهير، أؤدي واجبي معها كأي مواطن آخر".
 
 الشعب ينتفض معترضا على الاستقالة
وبعد هذه الكلمات التي قالها جمال عبد الناصر، انتشرت النار في الهشيم، ليدخل الشعب في نوبة من البكاء والصراخ والعويل، معترضا على خطاب التنحي وإعلانه "بالفم المليان" عدم قبول استقالة الرئيس عبد الناصر، وملأت المظاهرات الشوارع بعد أن تدفقت أعداد المصريين الكثيرة من المتعاطفين مع الرئيس عبد الناصر، ليهتفوا بحرارة عالية:  "احنا جنودك، يا جمال".
 
زكريا محي الدين يرفض
بعد هذه الهزيمة النكراء التي وقعت على أيدي الجيش الإسرائيلي في عام النكسة، وما أعقبه من أحداث، قرر الرئيس جمال عبد الناصر، أن يكلف زكريا محيي الدين، بإدارة شؤون البلاد، وتولي منصب رئاسة الجمهورية، إلا أن الأخير رفض هذه المسئولية تماما.
 
السادات يعلن التراجع
وفي تلك الأثناء، والمعركة لا تزال في طور الاحتدام، ونفوس المصريين معبئة بالغيظ والحنق من جهة على ما لحق ببلدهم من نكسات، ومن جهة أخرى تفيض قلوبهم تعاطفا مع رئيس الدولة جمال عبد الناصر، يخرج  أنور السادات، وكان رئيس مجلس الأمة وقتها، ليعلن أن الرئيس جمال عبد الناصر نزل إلى إرادة الشعب، وقرر العدول عن التنحي، وعاد مرة أخرى لمنصبه، بعد الاعتراضات الشعبية. 
 
تغييرات بالجيش وحملة إقالات
وفي يوم 11 يوليو، عين الرئيس الراحل جمال عبد الناصر محمد فوزي كقائد عام للقوات المسلحة بديلا عن المشير عبد الحكيم عامر، لكن وعلى إثر هذا، حدثت احتجاجات من الموالين لعامر في الجيش، كان رد ناصر هو إقالة ثلاثين من الموالين لعامر في الجيش.
 
خطة للإطاحة بالرئيس
وضع عامر وحلفائه خطة للإطاحة بالرئيس جمال عبد الناصر في 27 أغسطس ولكن عامر انتحر في 14 سبتمبر، وعلى الرغم من توتر علاقته مع عامر، تحدث ناصر عن فقدانه "الشخص الأقرب إليه وبعد ذلك، بدأ عبد الناصر في إعادة تسليح الجيش، ووصل خبراء سوفييت لتدريب الجيش المصري على السلاح الروسي، ليستعيد أرضه بعد ذلك في حرب الانتصارات 1973.