د. رشا سمير تكتب: سوبرمان يتحدى باتمان وشاومينج يتحدى الوزارة!

مقالات الرأي



(قررررب.. قررررب.. احجز نسختك من الآن.. فرصة العُمر..

اختار كُليتك.. طب.. هندسة.. إعلام.. على كيفك..

نسخة امتحان الثانوية العامة.. أوكازيون.. عربي -إنجليزى-ودين بـ75 جنيه)

هذا هو الإعلان الذى يجب أن تعرضه القنوات الفضائية فى رمضان..

إنها الحقيقة المؤلمة يا سادة!.. فلكى يتم تسريب امتحان الثانوية العامة كل عام بنفس الطريقة يجب أن يكون السيناريو هزليا إلى هذه الدرجة..

الأكيد أن وضع الامتحانات يتم على الرصيف المجاور لقهوة كتكوت بواسطة الأستاذ عبدالفضيل الذى لا يعرف عن الفضيلة سوى اسمه.. ويتم نقلها للوزارة فى توك توك 3 راكب مع الواد محمد سنجة.. وتُحفظ فى دولاب أمين مفتاحه مع دادة بهيجة بتاعت الحمامات! (يعنى من الآخر سرية تامة)!.

فبعد تسريب امتحان اللغة الدينية المختوم بختم الوزارة وإلغائه.. وبعد أن قام أحد أساتذة اللغة العربية الأشهر بالهرم ببيع نموذج امتحان اللغة العربية بـ25 جنيها ونموذج الإجابة بنفس المبلغ، ووسط إنكار شديد من الوزير والوزارة لنفى الواقعة.. وبعد حبس 12 مسئولا من قيادات الوزارة.. وبعد الرد المُفحم المعتاد من كل المسئولين بالوزارة: إحنا ماعندناش تسريب دى إشاعات!..

بعد كل هذا وذاك تظهر صفحة «شاومينج بيغشش الثانوية العامة».. الطالبان اللذان قررا أن يقوما بفك كرب الطلبة وأولياء أمورهم البؤساء.. ثم يتم القبض عليهما والتصريح بإغلاق الصفحة.. فيقوم الطالبان وبكل بساطة بالتحدى الأعظم.. وهو الجزء الثانى من فيلم شاومينج يتحدى الوزارة!.. أيوه بقى.. هو ده الكلام..

للمرة الثانية على التوالى وبنجاح ساحق يتم تسريب امتحان اللغة الإنجليزية فى تمام الموعد الذى حدده الموقع للتسريب (طبعا الحرامى المحترم لازم يحافظ على مواعيده علشان يبقى له مصداقية مع الزباين)!..

وفى التحقيقات مع الشابين المتهمين بتسريب الامتحانات قالا إنهما يقومان بذلك بمقابل مادى فى هيئة كروت شحن لخطوط التليفونات المحمولة، ويتم إرسالها لهما من خلال المراسلات التى تتم على تلك الصفحة، ثم يقومان ببيع الرصيد (والله كتر خيرهم وبصراحة الهدف نبيل.. يعنى لا ساندوتش ولا ألفين جندى، الناس عايزين رصيد علشان يصبحوا به على مصر)!.

اعترافات لا تحمل سوى المزيد من الاستهزاء بالدولة ومحاولات إسقاطها.

امتحان الثانوية العامة يؤديه على مستوى الجمهورية 560 ألف طالب وطالبة.. أؤكد لكم أن نصفهم على الأقل لا يستحقون النجاح والباقون ينجحون دون أن يتعلموا شيئا لأنهم نتاج نظام عقيم أنتجته دولة فاشلة.

إن نظام وضع الامتحانات نظام مهترئ وبائس لا يمت بصلة لامتحان المفترض أنه يقرر مستقبل أمة.

الطلبة لا يبحثون سوى عن النجاح لدخول كليات القمة ومن ثم الجلوس على المقاهى بلا عمل.. أطباء أكثر من المرضى ومهندسون فاشلون وخريجو جامعات لا يعرفون من هو سعد زغلول!

الطلبة أمام المدارس أشكالهم شبيهة بالكائنات الفضائية، يدخنون السجائر ويتلفظون بألفاظ يجرمها القانون ويتحرشون بالفتيات فى وضح النهار.

هؤلاء يا سادة هم نتاج تعليم فاشل عقيم طالما نادينا بتطويره ولا حياة لمن تنادى..

هؤلاء سيدى الرئيس هم الشباب الذين تنادى بتمكينهم ودعمهم.. ولكن الدولة لا تهتم فى الحقيقة بوضع منظومة محترمة لتعليمهم..

وزارة التربية والتعليم بها فساد يكفى لمائة عام قادمة من الجهل..

المسئولون فاسدون والمعلمون بلا ضمير والمدارس بلا رقيب.. والأقلية المحترمة تصارع من أجل البقاء ضد التيار..

التسريب ليس اختراع اليوم.. فتسريب امتحان الثانوية العامة عادة وربنا ما يقطع لنا عادة، الجديد فى الأمر فقط هو الأسلوب.. فمن براشيم يدخل بها الطلبة إلى اللجان.. إلى أهالى تقتحم المدارس وتغشش الطُلاب بمكبرات صوت.. إلى التطور الطبيعى للحاجة الساقعة وهو الغش عن طريق الفيسبوك والواتساب!..

لن أطالب السيد وزير التربية والتعليم بالاستقالة.. لأنه بصراحة منور ويكفى وجوده ونفسه معانا.. وعلى العكس فأنا أطالب بالإفراج عن المسئولين المتهمين بتسريب الامتحان!..

الحل ليس فى تغيير قيادة.. الحل ليس فى حبس مسئول أخطأ أو استقالة وزير لأن زيد زى عبيد!..

الحل.. انسف حمامك القديم!

الحل هو التخلص من نظام الثانوية العامة العقيم الأبله ووضع نظام تعليمى محترم..

الحل إغلاق كليات القمة لمدة عامين لتخفيف الأحمال..

الحل الاهتمام بالتعليم الفنى الثانوى وخلق بديل للشهادات البالية.. الحل تطهير وزارة التربية والتعليم واستبدال موظفيها بموظفين يمتلكون ضمائر بمقاييس ومعايير مختلفة لديهم قُدرة على الرؤية وتحمل الأمانة.