"الفجر" تخترق مقاهي المفطرين في نهار رمضان.. وصاحب مقهى: "بنتشعبط في رضا ربنا" (تقرير بالصور)

تقارير وحوارات

مقاهي المفطرين في
مقاهي المفطرين في نهار رمضان

لشهر رمضان حرمته وقدسيته في العالم الإسلامي بشكل عام، وفي مصر بصفة خاصة، حتى أصحاب الديانات الأخرى يلتزمون الآداب والذوق العام مع المسلمين الصائمين، فيراعي بعضهم عدم الظهور أثناء تناول الطعام والشراب أمام الصائمين، لكن خلال السنوات الماضية بدأت ظاهرة المجاهرة بالإفطار خاصة لمن هم في سن المراهقة.

وأصبحت المجاهرة بالإفطار في نهار رمضان أمرًا مثيرًا للجدل المجتمعي، مما دعى قوات الأمن مداهمة عدد من المقاهي خلال حملات أمنية موسعة طالت جميع محافظات مصر، تنفيذًا للفتوى الصادرة عن دار الإفتاء المصري الأسبوع الجاري بتحريم المجاهرة بالإفطار أمام الصائمين، مما وصفته بأنه خروج عن الذوق العام وانتهاك لحرمة الدين الإسلامي الحنيف .  

مقاهي المُفطرين "شيشة وشاي" وساتر للتخفي

ورصدت "الفجر"، خلال جولة لها على بعض المقاهي بمنطقة السيدة زينب وحي الحسين ومنطقة وسط البلد، تحايل بعض أصحاب المقاهي على فتوى دار الافتاء بعدم المجاهرة بالإفطار بإقامة سواتر بمحيطها ليتخفى خلفها المفطرين أثناء جلوسهم وتناولهم المشروبات.

كما رصدت "الفجر" تواجد عدد ليس بالقليل خلف هذه السواتر، وكان اللافت للنظر أن أعمارهم تخطت سن المرهقة، بل أن أغلبهم تخطى العقد الرابع من العمر، فمنهم من يجلس ليلعب الدومينو وهو يمسك بيده كوب الشاي وآخر واضعًا في فمه الشيشة.

فحينما تسير بجانب المكان إلا وتستمع لعبارات، بعضها يقول: "هات شيشة سلوم و2 شاي سُكر برة مع دومنة"، وأخرى: "قهوة فرنساوي بُن تقيل"، كأنك في ليلة من ليالي الرمضانية قبل توقيت السحور، ولست في "عز الضهر".

أما عن العاملين بالمقهى فحدث ولا حرج أيضًا، فعادة صانع السُم أن لا يتذوقه، ولكنهم يذوقونه فيي هذا الوضع، حيث أن أغلب العمال لا تترك شفاههم "السيجارة" إلا يلحقونها بأخرى.

الأمر المثير للدهشة، والذي لاحظته "الفجر" أن هناك من يحتسون المشروبات في نهار رمضان تزين جباههم علامات الصلاة، ويظهر في ملامحهم سّمات المصري "المُتدين بطبعه".

مقاهي تمسكت باحترام الآداب العامة

على الجانب الآخر، رفضت بعض المقاهي فتح أبوابها لهؤلاء المُفطرين في نهار رمضان مؤكدين على احترامهم للذوق العام وإن فطر البعض . 

بداية، يقول عماد الشافعي، صاحب أحد المقاهي بمنطقة وسط البلد، إنه يرفض فتح أبواب المقهى الخاص به للمفطرين في نهار رمضان، حفاظًا على الذوق العام، والتزامًا بتعاليم الإسلام، مضيفًا: "إحنا بنتشعبط في رضا ربنا"، على حد وصفه . 

ويستند الشافعي، في حديثه إلى عقد اتفاقية ودية مع أصحاب المقاهي وقوات الأمن بعدم فتح المقاهي قبل آذان المغرب، وفي حالة اضطراره إلى فتح المقهى يقوم بوضع ساتر يغطي الواجهة، حتى لا يتمكن المارة في الشوارع المطلة على المقاهي من مشاهدة المفطرين بنهار رمضان داخل المقهى.

قرار الانتصار للذوق العام

أما دار الإفتاء المصرية، فانتصرت للذوق العام معلنة في فتوى صريحة لها أن المجاهرة بالإفطار في نهار رمضان لا تدخل ضمن الحرية الشخصية للإنسان، بل هي نوع من الفوضى والاعتداء على قدسية الإسلام.

وبررت دار الإفتاء، فتواها التي نشرها عبر صفحتها الرسمية على "الفيسبوك" والتي أثارت جدلًا كبيرًا عّبر مواقع التواصل الاجتماعي بأن "المجاهرة بالفطر في نهار رمضان مجاهرة بالمعصية، وهي حرام فضلًا عن أنها خروج عن الذوق العام في بلاد المسلمين، وانتهاك صريح لحرمة المجتمع وحقه في احترام مقدساته.

كما كان لوزارة الداخلية دورًا كبير وفعال في مواجهة هذه الظاهرة الغير محببة في مجتمعاتنا، فشنت حملة موسعة تضمنت جميع المقاهي في محافظات الجمهورية، لمطاردة المجاهرين بالإفطار في نهار رمضان، تنفيذاَ لفتوى دار الإفتاء التي حرمت هذا الفعل.

القانون

يُذكر أن تلك الإجراءات الحاسمة والمشددة تجاه المُفطرين في نهار رمضان، تأتي في الوقت الذي لم يضع فيه المُشرع قانونًا صريحًا يعاقب على ذلك الفعل، رغم مطالبة بعض علماء الأزهر الشريف بسن قانون يكون سيفًا حادًا على رقاب مثل هؤلاء المنبوذين.

لكن تستند الفتوى إلى نص المادة 206 من الدستور المصري، الذي أقر: "الشرطة هيئة مدنية نظامية، في خدمة الشعب وولاؤها له، وتكفل للمواطنين الطمأنينة والأمن وتسهر على حفظ النظام العام، والآداب العامة، وتنفيذ ما يفرضه عليها الدستور والقانون من واجبات، واحترام حقوق الإنسان وحرياته الأساسية، وتكفل الدولة أداء أعضاء هيئة الشرطة لواجباتهم، وينظم القانون الضمانات الكفيلة بذلك".