عائلة الهاشميين فى الأردن

عربي ودولي

عائلة الهاشميين -
عائلة الهاشميين - ارشيفية


يرجع نسب الهاشميين، وهم العائلة الحاكمة في الأردن حاليا، إلى هاشم الجد الأكبر للنبي محمد من قريش من قبيلة بني كنانة, والتي تنحدر بدورها من النبي إسماعيل, ابن النبي إبراهيم. لقد ظل الهاشميون يحكمون أجزاء من إقليم الحجاز في الجزيرة العربية في الفترة ما بين عام 967م حتى عام 1925م، دون انقطاع، وقد حكم الفرع الهاشمي الذي ينتمي إليه له الملك حسين مكة المكرمة منذ عام 1201م إلى عام 1925م.

حكم الهاشميون الأردن منذ تاسيس امارة شرق الأردن عام 1921 بعد الثورة العربية الكبرى التي قادها والده ضد الأتراك. كان الأردن قبل ذلك جزءا من ولاية الشام التابعة للدولة العثمانية منذ عام 1516، في أثناء الحرب العالمية الأولى قامت الثورة العربية الكبرى بقيادة الشريف حسين بن علي شريف مكة في ظل الدولة العثمانية.

وكانت بريطانيا تدعم هذه الثورة، ولكنها رتبت بالاتفاق مع فرنسا لاحتلال الدول العربية التابعة للدولة العثمانية، وهو الترتيب الذي عرف باتفاقية سايكس بيكو عام 1916، ووضعت الأردن تحت الانتداب البريطاني على فلسطين، ونشأت في ظل هذا الانتداب إمارة شرق الأردن، التي كانت تتمتع بحكم ذاتي.

أعلن استقلال الأردن عن بريطانيا في 25 ايار 1946، وسميت "المملكة الهاشمية لشرق الأردن", وملكا عليها عبد الله بن الحسين. بالإضافة إلى تعيين إبراهيم هاشم ذو الأصول السورية رئيسا للوزراء، وفي عام 1949 سميت الأردن "المملكة الأردنية الهاشمية". أصبح الأردن عضوا في هيئة الأمم المتحدة في مطلع الخمسينيات من القرن الفائت, واعلنت وحدة ضفتي نهر الأردن في 24 نيسان 1950. 

الضفتين كانتا شرق الأردن، والضفة الغربية ذلك الجزء الذي تبقى فلسطين بعد حرب 1948 التي شارك فيها الجيش العربي الأردني، وقيام دولة إسرائيل على أرض فلسطين.

في عام 1951 تولى طلال بن عبد الله الحكم بعد اغتيال الملك عبد الله أثناء دخوله إلى المسجد الأقصى لأداء صلاة الجمعة، ثم أعفي الملك طلال من الحكم في 11/8/1952، بنائا على تقرير طبي يرى عدم قدرته على تولي مقاليد الحكم.

تسلم الملك حسين سلطاتة الدستورية رسميا في الثاني من شهر أيار عام 1953, من مجلس وصاية على العرش, لكون الحسين وقتها—17 عاما—لم يبلغ السن القانونية للحكم حسب دستور 1952 وهي 18 سنة قمرية. وبقي في الحكم حتى وفاته في عام 1999, بمرض السرطان. حاكما لاكثر من 47 سنة.

في عام 1999 تولى عبد الله الثاني بن الحسين الملك بعد وفاة والده الملك حسين، بعد عزل الأمير حسن بن طلال عن ولاية العهد قبل اسبوع من وفاة الملك الحسين، بعد أن بقى مدة 34 سنة وليا للعهد، وتعيين ابنه عبد الله الذي أصبح فيما بعد ملكا على البلاد.

الشريف الحسين بن علي بن محمد بن عبد المعين بن عون ملك الحجاز, من أحفاد أبي نمي ابن بركات الحسنيُّ الهاشمي : أول من نادى من الحجاز باستقلال العرب، آخر من حكم مكة من الأشراف الهاشميين. ولد في الاستانه سنة هـ ـ 1854م.وانتقل معه إلى مكة، وعمره ثلاث سنوات.قاد الثورة العربية الكبرى عام 1916

أسس الملك عبد الله إمارة شرق الأردن في 21 نيسان 1921م عندما أقام أول نظام حكومي مركزي في مجتمع معظمه عشائري وبدوي. وطوال السنوات الثلاثين التالية، ركز على بناء الدولة، ووضع الأطر المؤسسية للأردن الحديث.سعى إلى الحكم الذاتي والاستقلال، بإقامة شرعية ديمقراطية، بوضع أول دستور للأردن في عام 1928عرف باسم المجلس التشريعي، وإجراء الانتخابات لأول برلمان في عام 1929م. 

وخلال هذه العقود الثلاثة أيضاً، عقد الملك سلسلة من المعاهدات بين إنجلترا وشرق الأردن، كان آخرها في 22 آذار 1946م بالمعاهدة الإنجليزية-الشرق أردنية التي أنهت الانتداب البريطاني وحققت لشرق الأردن استقلالا كاملاً ولتصبح الدولة باسم "المملكة الأردنية الهاشمية" في 25 ايار 1946م.

شارك الأردن في أول مؤتمر له وكان مؤتمر قمة انشاص في 28 أيار 1946م بعد ايام من استقلال الدولة. خلال الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948، كان الجيش العربي الأردني فعالاً في الدفاع عن القدس وأجزاء أخرى من فلسطين. نجح الجيش العربي في إلحاق الهزيمة في القوات اليهودية في باب الواد واللطرون والقدس وحافظ على القدس الشرقية رغم الهجمات الإسرائيلية عليه, وانتهت الحرب في منتصف شهر تموز 1948م وبعدها جرى توقيع عدد من اتفاقيات الهدنة بين الأطراف العربية وإسرائيل في مؤتمر رودس. وبموجبها تم ترسيم حدود منطقة شرق الأردن مع فلسطين.
عام 1951م توجه الملك عبد الله إلى القدس لأداء صلاة الجمعة مع حفيده الحسين بن طلال. ليقضي شهيداً على عتبات المسجد الأقصى وعلى مقربة من ضريح والده الحسين بن علي.

يمتد نسبه إلى الحسن بن علي بن أبي طالب زوج فاطمة الزهراء بنت الرسول, والحسين يمثل الحفيد المباشر الثاني والأربعين للنبي محمد.

والده هو الملك طلال بن عبد الله بن الحسين، من مواليد مكة، وهو الابن الأكبر للملك عبد الله بن الحسين، تولى الملك طلال العرش ملكاً على الأردن في 6 سبتمبر 1951م، بعد اغتيال والده الملك عبد الله بن الحسين، ونظراً للظروف الصحية للملك طلال بن عبد الله، تولى ابنه الأمير حسين ملكاً دستورياً على الأردن.

في الثاني من مايو عام 1953م، وبعد بلوغ الملك حسين السن القانونية، تسلم سلطاته الدستورية. وتولى الملك حسين الحكم في بلد لا موارد لديه، مكبل بمعاهدة مع بريطانيا وتشكل المساعدات المالية البريطانية ميزانيته. ويترأس جيشه الجنرال البريطاني (جلوب باشا) وعدد من الضباط الإنجليز، وبدأت رحلة المتاعب التي لا تنتهي، وبلغ الخلاف بينه وبين جلوب مداه عام 1956م، حينما عجز الملك عن إقناع جلوب بترقية عدد من الضباط الأردنيين وتهيئتهم لقيادة الجيش في المستقبل، فكان أول قرار تاريخي يتخذه الملك حسين هو طرد الجنرال جلوب ومعاونيه من الإنجليز، وتعريب قيادة الجيش الأردني، وإنهاء المعاهدة البريطانية. وقوبل قرار الملك بارتياح عربي وتأييد شعبي.

ركز الملك حسين على بناء اقتصاد قوي وبنية تحتية صناعية لدعم مخططات التنمية البشرية، فتم تأسيس وتطوير الصناعات الرئيسية في الأردن مثل الفوسفات، البوتاسيوم، الاسمنت، كما تم بناء شبكة مواصلات في كل أنحاء الأردن.

عدد الحكومات التي شكلت في عهد الملك حسين 82 حكومة. وكان الملك يسرع إلى تشكيل حكومة جديدة كلما عصفت بالبلاد أزمة اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية. يُعتبر الملك حسين واحد من أقدم الزعماء العرب حكماً، فقد أمضى في الحكم 46 عاماً.

في عام 1958م، تم الاتحاد بين مملكتي الأردن والعراق، رداً على وحدة مصر وسورية التي تمت في فبراير 1958م، وبعد خمسة أشهر من الوحدة، حدثت ثورة العراق وقُتل الملك فيصل ملك العراق، وانتهى، بذلك، حُكم العائلة الهاشمية المالكة بالعراق.

في عام 1964م، بدأ التوتر بين منظمة التحرير الفلسطينية والأردن. وحاول الملك حسين الاتفاق مع رئيس المنظمة، أحمد الشقيري، من دون جدوى.

في حرب يونيه 1967م، لم يكن الملك راغباً في دخول الحرب، ولكن عندما أدرك أنها واقعة، لا محالة، دخلها وفيها خسر الضفة الغربية, ومنها اتخذت المنظمات الفدائية من الأردن ساحة للمقاومة. واضطرب الحكم في الأردن بحيث أصبح الملك عام 1970م معزولاً، وفي سبتمبر (أيلول) 1970م، حدثت المواجهة الشاملة بين فصائل المقاومة الفلسطينية والجيش الأردني، والتي أطلق عليه أيلول الأسود. وفي عام 1972م، اقترح مشروع المملكة المتحدة بين الأردن والأراضي الفلسطينية التي تنسحب منها إسرائيل. وشارك الملك حسين في حرب 1973م.

في عام 1974م، وفي مؤتمر القمة الذي انعقد في الرباط، اعترف الملك حسين بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل وحيد للشعب الفلسطيني، وكانت الموافقة عن اقتناع بأن المنظمة لابد وأن تشارك في أية مفاوضات تتعلق بالقضية. اشترك في تكوين مجلس الاتحاد العربي الذي ضم مصر والعراق والأردن واليمن. 

وفي 1988م فك الارتباط القانونية والإدارية مع الضفة الغربية ممهداً الطريق للفلسطينيين لإعلان دولتهم المستقلة في حالة انسحاب إسرائيل منها.

بعد حرب 1967م، لعب الملك حسين دوراً أساسياً في صياغة قرار الأمم المتحدة رقم (242) الذي ظل منذ صدوره يمثل مرجعية لكافة مفاوضات السلام اللاحقة. كما لعب دوراً محورياً في عقد مؤتمر مدريد للسلام في عام 1991م. في أكتوبر عام 1991م، شارك الفلسطينيون في مفاوضات مؤتمر السلام في الشرق الأوسط، الذي عقد في مدريد تحت رعاية الولايات المتحدة وروسيا، في إطار الوفد الأردني. عقد معاهدة السلام بين الأردن وإسرائيل في 26 أكتوبر عام 1994م. بعد لقاءات سرية مع اسحق رابين، رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل. ووصف المعاهدة بأنها "تحقيق الحلم".

رحلة الملك حسين مع المرض طويلة، فقد صارع مرض السرطان على مراحل متعددة. ففي عام 1992م، تم استئصال إحدى كليتيه بعد إصابتها بالسرطان، ثم أُكتشف إصابته بالسرطان في الغدد الليمفاوية، وقد أجرى عمليتين جراحيتين في عام 1997م، ومر بست مراحل من العلاج الكيماوي ثم أجريت له عملية زرع النخاع الشوكي، عاد بعدها إلى عمان وبعدها بأسبوع واحد عادت أعراض المرض تظهر عليه، مما اضطره للعودة للولايات المتحدة، حيث أجريت له عملية زرع نخاع عظْمِي للمرة الثانية، ولكن صحته تدهورت بشكل كبير، مما استدعى نقله إلى بلاده يوم الخميس 4 فبراير 1999م.حيث توفي في صباح يوم 21 شوال عام 1419هـ الموافق 7 فبراير 1999م الساعة الحادية عشر وثلاث وأربعون دقيقة صباحاً بتوقيت عمان.

شيعت جنازته يوم 8 فبراير 1999م، وشارك في جنازته عدد كبير من زعماء الدول العربية والأجنبية.

ينتمي الملك عبد الله الثاني إلى الجيل الثالث والأربعين من أحفاد النبي محمد. وقد تسلم جلالته سلطاته الدستورية ملكا للمملكة الأردنية الهاشمية في في السابع من شباط عام 1999 اليوم الذي توفى فيه والده الملك الحسين بن طلال.

ولد الملك عبد الله الثاني في عمان في الثلاثين من كانون الثاني 1962م، وهو الابن الأكبر للملك الراحل الحسين طيب والأميرة منى الحسين. تلقى علومه الابتدائية في الكلية العلمية الإسلامية في عمان عام 1966م، بداية، لينتقل بعدها إلى مدرسة سانت إدموند في ساري بإنجلترا، ومن ثم بمدرسة إيجلبروك وأكاديمية ديرفيلد في الولايات المتحدة الأمريكية لإكمال دراسته الثانوية.

يسير على منهج داعم لسلام في الشرق الأوسط, ولايجاد حل سلمي لصراع العربي الإسرائيلي. والمضي نحو مزيد من مأسسة الديمقراطية والتعددية السياسية, وعلى تقوية علاقات الأردن الخارجية، وتقوية دور المملكة في العمل من أجل السلام والاستقرار الإقليمي. وقد انضم الأردن في عهده، إلى منظمة التجارة العالمية، وتم توقيع اتفاقيات تجارة حرة مع ست عشرة دولة عربية، وتوقيع اتفاقية التجارة الحرة مع الولايات المتحدة الأمريكية، واتفاقية الشراكة بين الأردن والاتحاد الأوروبي، لأرساء أساس لإدماج الأردن في الاقتصاد العالمي.

اقترن جلالة الملك عبد الله الثاني بالملكة رانيا في العاشر من حزيران 1993م، ورزقا بنجلين هما الأمير حسين الذي ولد في 28 حزيران 1994م، والأمير هاشم الذي ولد في 30 كانون الثاني 2005م، وبابنتين هما سمو الأميرة إيمان التي ولدت في 27 أيلول 1996م، والأميرة سلمى التي ولدت في 26 أيلول 2000م. وله أربعة أخوة وست أخوات. ويحمل الملك عبد الله الثاني العديد من الأوسمة من الدول العربية والأجنبية. وهو مؤهل كطيار، وكمظلي في مجال الهبوط الحر بالمظلة. ومن هواياته سباق السيارات (وقد فاز ببطولة سباق الرالي الوطني الأردني)، وممارسة الرياضات المائية والغطس خاصة أنه قد تدرب على أعمال الضفادع البشرية، ومن هواياته الأخرى اقتناء الأسلحة القديمة.

يسعى إلى تحرير الاقتصاد, ك تخفيض عبء المديونية، وتقليص عجز الموازنة، وتبني سياسة اقتصادية تحررية، والاندماج في الاقتصاد العالمي، وتعزيز العلاقات الاقتصادية مع الدول العربية، والقضاء على البطالة والفقر.