هدم منزل عمره 100 عام بوسط البلد.. وأصحابه يستغيثون: "هنروح فين؟" (فيديو)

الفجر السياسي

اصحاب المنزل
اصحاب المنزل


أحلامهم البسيطة.. التي لا تكاد تتخطى منزلًا بسيط للعيش فيه، قد تمحى في لحظات، عند وصول قرار إزالة لمنزلهم البسيط من المحافظة، وفي لمح البصر، تجد منزلك البسيط تحت أقدامك، وبدلًا من أن يأويك، أصبحت الأرض هي التي تأويه، فتلقي بنظرة أخيرة عليه، لترى تشققات وتصدعات الحائط التي حملتها عشرات السنين، ممزوجة بالألم والفقر، ترسم على وجوه ساكنيه.

لا تكاد هذه القصة الصغيرة تختلف كثيرًا عن قصة منزل بسيط، يقع بشارع شمبليون بوسط البلد، على الرغم من أن عمره كاد أن يقارب مائة عام، إلا أن قرار إنهاء حياته قد صدر، ليست المشكلة في قرار إزالة المنزل فقط، ولكن تصبح المعضلة الأكبر دائمًا، هي أين يسكن أهل المنزل، الذين قد يصل بهم الحال، إلى أن يقطنوا فوق أنقاض منزلهم، إذا تكرمت المحافظة وتركت لهم أرضًا يملكونها منذ أكثر من مائة عام.

"هنروح فين يابنتي إحنا مولودين ومتربيين هنا، ومنعرفش مكان غير هنا، والمحافظة عاوزة تاخد الأرض، ومش عارفين نجيب منين حجج الملكية اللي بقالها أكتر من مية سنة" .. هكذا قالت الحاجة أم محمد، إحدى أقدم ساكني المنزل العجوز، بصوت يتحشرج من الألم والخوف من المستقبل، الذي لم يعد يتبقى فيه سوى بضع سنين قليلة.

لم يعد يتبقى أي حل، إلا أن تقوم المحافظة بإرسال مجموعات من الأمن المركزي، التفت حول المنزل، لا أدري إن كان خوفًا على أرواح الساكنين، أو أن ذلك كان قرارًا جاء دون تفكير، ولأن حلول المشاكل دائمًا عند الدولة كانت العصا الغليظة، فكان هذا هو الحل، لمواجهة سكان المنزل وإخراجهم من حياتهم، الذين تتراوح أعمارهم بين الأطفال والمسنين فقط .. واليوم أصبح سكان المنزل يقطنون الشارع كمئات غيرهم، لم ولن يلتفت إليهم أحد.