التفاصيل الكاملة للاشتباك العسكري الدامي بين "حزب الله" وجيش بشار الأسد

وقالت مصادر إن سرعة نفي دمشق للاشتباكات يدل على قلق من الطرفين من وقع تسرّب هذه المعلومات التي نقلها ناشطون سوريون.

وتدخل سلاح الطيران السوري لدعم وحدات من الجيش كانت تتعرض لنيران عناصر حزب الله، فيما أفادت مصادر أن مجموعات من ميليشيا شيعية عراقية شاركت الحزب اللبناني في الاشتباك مع الوحدات العسكرية السورية.

وقالت المصادر إن الجانبين استخدما المدفعية وقذائف الهاون والرشاشات المتوسطة والثقيلة في منطقتي حيلان والبريج ومناطق أخرى في ريف حلب الشمالي، فيما تحدثت أنباء أخرى عن أن الاشتباكات اقتربت من محيط سجن حلب المركزي، وعن قطع طريق حلب-ماير-نبل-الزهراء-عفرين.

ونقل نشطاء سوريون أن اشتباكات أخرى اندلعت بين حركة النجباء العراقية وحزب الله من جهة والقوات السورية التابعة لنظام الرئيس بشار الأسد من جهة أخرى في بلدة الحاضر بريف حلب الجنوبي.

وقالت مصادر لبنانية إن سبب الاشتباكات يعود إلى عملية نوعية قامت بها “الفرقة 13” من الجيش الحر عندما تسللت من جبهة خان طومان عبر خطوط الجيش، واستهدفت مجموعة من حزب الله متمركزة في موقع خلفي بصاروخ من طراز “تي إيه دبليو” (تاو) موجه، ما أدى إلى مصرع 8 من عناصر الحزب وجرح 6 معظمهم في حالة خطرة.

واتهمت عناصر من الحزب الله وحدات الجيش بالتقاعس في معارك “الملاح” و”البريج” التي أدت لسقوط قتلى وجرحى، كما اتهموا القوات السورية أيضا بخذلانهم في ريف حلب الجنوبي وتركهم “فريسة سهلة” لجيش الفتح دون دعم حقيقي لهم.

وتقول المصادر إن الاشتباكات اللفظية تطورت إلى استخدام السلاح الخفيف، ثم لجأ الطرفان إلى الأسلحة الثقيلة، قبل أن يتطور الصدام إلى استخدام الطيران الحربي.

وذكرت أنباء أخرى أن عناصر الحزب قتلوا في اللحظات الأولى للاشتباك الضابط المسؤول عن الكتيبة السورية وهو برتبة مقدم، إضافة إلى ستة من الجنود انتقاما لما حدث لرفاقهم، قبل أن تتوسع الاشتباكات.

وحاولت مواقع إلكترونية قريبة من دمشق تفنيد المعلومات التي تناقلها الناشطون على نطاق واسع، غير أن مواقع لبنانية مناهضة لحزب الله في بيروت رصدت رسالة على فيسبوك نشرها عضو مجلس الشعب السوري شريف شحادة تزامنت مع أخبار الاشتباكات.

وقال شحادة في رسالته “الجيش السوري هو قائد الوطن ولا سيادة فوق سيادة البوط (الحذاء العسكري) السوري.. القوات الرديفة التي تساعد الجيش السوري على بسط السيطرة، عليها أن تعلم أنها جاءت لحماية سوريا وليس لبسط سيطرتها”. وعززت هذه الرسالة من مصداقية الأنباء عن الاشتباكات.

ورصد النشطاء رسالة أخرى على فيسبوك، قبل أن تتم إزالتها لاحقا، نسبت لكنانة علوش مراسلة قناتي “الدنيا” و”سما” التابعتين لحكومة دمشق.

وتقول رسالة علوش إن “الخلاف في النبل والزهراء جرى بعد الخلاف بين عناصر من حزب الله مع عناصر المقاومة التابعة لمدينة النبل، واعتداء الحزب على عناصر الجيش السوري”، مضيفة أن على “القوات الرديفة للجيش العربي السّوري أن تعلن أن جيش الوطن هو فخر الأمة، وهو من ساند حزب الله بحربه مع إسرائيل”، منهية تعليقها بالقول “لا تلعبوا معنا”.

وتشعر عناصر حزب الله بالغبن إزاء قوات الجيش السوري. وشهدت معارك دارت مؤخرا في حلب، استياء قيادة الجيش لمعاملة الحزب لجنود وضباط تابعين لها بطريقة مستفزة جعلتهم يشعرون و”كأنهم عناصر تحت إمرة الحزب”.

وقال مصدر عسكري لـ”العرب” إن سبب معارك المنطقة الفاصلة بين ‘تلة الميسات والبريج في ريف حلب الجنوبي هو انسحاب مجموعات من الحزب وكذلك الميليشيات العراقية بعدما شاهدوا عناصر من الجيش يهربون من معركة (خلصة) على وجه الخصوص.