هل تصبح "إريتريا" ورقة مصر الرابحة لوقف بناء "سد النهضة"؟

تقارير وحوارات

الحرب بين أثيوبيا
الحرب بين أثيوبيا وإريتريا - أرشيفية



 
حرب ضروس بين إثيوبيا وإريتريا.. ومطالب بدعم مصر للأولى ضد الثانية
 خبير عسكري: الحرب توقف بناء السد
 يسري: ادعموا إرتريا ضد إثيوبيا
 مرزوق: يجب الوقوف بجانب إريتريا
 

 
جددت الحرب التي اندلعت منذ 3 أيام على جبهة تسورونا الواقعة في سلسلة جبلية مشتركة بين إثيوبيا وإريتريا، وأسفرت عن سقوط عدداً كبيراً من القتلى، آمال بعض الساسة والخبراء المصريين الذين طالبوا باستغلال هذه الأزمة ودعم الجانب الإريتري واتخاذها كورقة ضغط على إثيوبيا لوقف بناء سد النهضة.


جزور الحرب بين البلدين
لطالما كانت الجبهة الإريترية ـ الإثيوبية مشتعلة منذ العام 1961 أي التاريخ الذي بدأت فيه إريتريا التي كانت خاضعة للحكم الإثيوبي حربها لنيل استقلالها بعد انتهاء عصر الاستعمار الإيطالي للبلدين.

تخلّلت معركة الاستقلال حربان أهليتان في إريتريا دامت الأولى بين عامي 1972 و1974 والثانية بين عامي 1980 و1981.


أدت الحربان الأهليتان اللتان بدأتا بخلفيات دينية بين مُسلمي الساحل الإريتري ومسيحيي الجبال إلى سيطرة الجبهة الشعبية لتحرير إريتريا وهو تنظيم ماركسي يقوده إسياس أفورقي.



 لاحقاً تحوّل أفورقي إلى زعيم وطني في البلاد مع إعلان استقلال إريتريا عن إثيوبيا رسمياً، وفقاً لاستفتاء شعبي في العام 1993 بعد سنوات من اعتماد الجبهة الشعبية لتحرير إريتريا أسلوب حرب العصابات التي دفعت القوات الإثيوبية لخارج البلاد.



كلّفت هذه الحرب 230 ألف قتيل من الجانبين، مع العلم أن من مسببات الهزيمة الإثيوبية أيضاً هو تعرّض البلاد لمجاعة قاتلة في مطلع الثمانينات من القرن الماضي خلّدها المصوّر البرازيلي سيباستياو سالغادو، كما أن نظام منغيستو هايلي ماريام في أديس أبابا قتل أكثر من نصف مليون إثيوبي وكان ذلك من الأسباب التي ساهمت في هزيمة إثيوبيا.


مصر تتابع الحرب
وبصرف النظر عن الحرب بين البلدين؛ لكن مصر تتابع بشغف هذه الخلافات منذ الشرارة الأولى لاندلاعها، لترى ما ستسفر عنه هذه الحرب من نتائج، وعينها على "سد النهضة"، إذ ذهب بعض الساسة والخبراء العسكريين للمطالبة باستغلال هذه الحرب لمساندة إرتريا كورقة ضغط على إثيوبيا لوقف بناء سد النهضة.


وكان وزير الإعلام الإثيوبي، جيتاشو رضا، قال إن بلاده أنجزت 70% من بناء سد النهضة الإثيوبي، وأعرب عن رفضه لما ذكرته تقارير مصرية حول استغلال إثيوبيا للجان الفنية من أجل كسب الوقت في بناء السد.


وتسبب بناء سد النهضة في توتر العلاقات بين مصر وإثيوبيا، إذ تتخوف القاهرة من تأثير سد النهضة، الذي تبنيه إثيوبيا على نهر النيل، على حصتها السنوية من مياه النيل، والتي تقدر بـ55.5 مليار متر مكعب، بينما يؤكد الجانب الإثيوبي أن سد النهضة، سيمثل نفعاً لها، خاصة في مجال توليد الطاقة، وأنه لن يمثل ضرراً على السودان ومصر.
 
خبير عسكري: الحرب توقف بناء السد
وفي هذا السياق يقول اللواء جمال مظلوم، الخبير الاستراتيجي والعسكري، إن الحرب بين إثيوبيا وأريتريا سيكون لها تأثير على بناء سد النهضة، لافتا إلى أن إثيوبيا دولة فقيرة ولا تستطيع الإنفاق على قواتها المسلحة إلى جانب إنفاقها على بناء السد.
 
وأوضح "مظلوم" في تصريح له، أنه سيتم التوقف عن البناء بالسد حال اندلاع حرب، مشيراً إلى أن مصر ستقوم بدور الوساطة بين الدولتين للتهدئة دون الانحياز لأحد الطرفين كما تفعل دائمًا.
 
إبراهيم يسري: ادعموا إريتريا ضد إثيوبيا
وافقه في الرأي السفير إبراهيم يسري، مساعد وزير الخارجية ومدير إدارة القانون الدولي والمعاهدات الدولية الأسبق، الذي طالب القيادات السياسية باستغلال الحرب الدائرة بين البلدين لكسب "بنط" في خلافاتها مع إثيوبيا بشأن السد.
 
وناشد السفير في تصريح خاص لـ"الفجر"، المسؤولين بأن يدعموا "اريتريا" ويستخدمونها كورقة ضغط رادعة ضد إثيوبيا.

مرزوق: يمكن الوقوف بجانب إريتريا
لكن على الجانب الآخر استبعد السفير معصوم مرزوق مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن تؤثر الاشتباكات التي اندلعت بين إثيوبيا وإريتريا وتقود البلدين للدخول في حرب كاملة، مؤكدًا أنه من غير المنطقي القول بأنه سيكون لها تأثيرات مستقبلية على سد النهضة تصب في صالح مصر.
 
وأضاف "مرزوق" أن هذه الاشتباكات تعود لنزاعات قديمة بين البلدين،منذ أن تحررت إريتريا عن إثيوبيا، وجرى ترسيم الحدود بينهما، مشيرًا إلى أن منطقة الاشتباكات بعيدة تمامًا عن السد.
 
وأشار مساعد وزير الخارجية الأسبق، إلى أنه في حالة اندلاع حرب بين البلدين، فمن الممكن أن تقف بعض الدول العربية بجانب إريتريا ودعمها ولكن بشكل غير مباشر، مرجعا ذلك إلى أن الدول العربية كلها تعاني من أزمات اقتصادية ولديها حروب داخلية، مؤكدًا أنه ليس من مصلحة مصر قيام حروب بالمنطقة؛ لأنها تعود بالسلب وتكون نتائجها الاستقطاب والدخول في حروب.
 
"الهريدي": اشتباكات إثيوبيا وإريتريا لن تؤثر على سد النهضة
أما السفير حسن الهريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، فقال إنه ليس من مصلحة البلدين اندلاع حرب بينهما، مشددًا على ضرورة حل ذلك النزاع سياسيًا، مضيفا أنه لن يكون لمصر مصلحة في اندلاع حرب بين البلدين، مشيرًا إلى أن مصر تسعى لحل النزاعات الأفريقية والعربية دائمًا، وفي حالة قيام حرب بينهما ستكون مصر أول الأطراف التي تسعى لتقديم حلول سياسية لإنهاء الأزمة، مستبعدًا أن يكون لتلك الأزمة تأثير على سد النهضة لوقوعه بعيدًا عن منطقة الاشتباكات.

إثيوبيا تتهم مصر بدعم إريتريا
على الجانب الآخر اتهمت الحكومة الأثيوبية مصر بأنها تساعد إريتريا في الحرب الأثيوبية الإريترية بسبب سد النهضة، لكن رسميا لم تعلن مصر موقفها من الصراع الدائر بين البلدين حتى الآن.