ماجدة خير الله تكتب: طارق لطفي زعق له النبي.. وكتب شهادة ميلاد جديدة

الفجر الفني

طارق لطفى
طارق لطفى


فى أول مشهد ظهر فيه على الشاشة، وهو يعزف الساكسفون فى فيلم “عفاريت الأسفلت” للمخرج عاطف الطيب، كنت على يقين أن موهبة طارق لطفى لابد وأن تفرض نفسها، وأن يكون فى يوم أحد أهم نجوم السينما والتليفزيون، ولكن هذا اليوم تأخر كثيرا، وظهرت على الساحة أسماء لمعت -بحق أو بدون حق- ثم خفت بريقها وتلاشت، وتوارت وبقى هو يكمل السباق فى هدوء، وكأنه لا يعنيه من سبقه أو من لحق به، وفجأة.. وكأن نبيا زعق له، وقدم لأول مرة بطولة مسلسل رمضانى هو “بعد البداية، وبلا ضجيج ولا صخب إعلامى.. أصبح المسلسل وبطله فى قائمة أفضل خمسة مسلسلات، ولا تعرف كيف قرر السيناريست “عمرو سمير عاطف” أن يُراهن على طارق لطفى فى دور يحتاج لقدرة حركية، ولأداء متمكن، ومتلون، وكانت النتيجة نجاحا كبيرا وضعه فى المكانة التى كان يستحقها.


ولكن -أحيانا- النجاح الكبير يؤدى إلى ارتباك، وقد يكون مثل بيضه الديك، وغالبا ما تكون الخطوة التالية أكثر صعوبة، ولكن مسلسل “شهادة ميلاد” يؤكد أن جعبة عمرو سمير عاطف تحمل كثيرا من المفاجآت، وأن قدرات طارق لطفى لم تكتشف بعد، خصوصا أن المخرج أحمد مدحت، قد نجح فى التعامل مع موهبته، وقدم إيقاعا لاهثًا لا يجعل المشاهد قادرا على إدراة رأسه بعيدًا عن جهاز التليفزيون.


أهم التيمات التى تلقى نجاحًا مع سيناريست شاطر ومخرج موهوب، تيمة الإنتقام، أو تلك التى تضع البطل التراجيدى فى حالة هرب من خطر يتهدده، أو يبحث عن سر يقلب حياته رأسا على عقب، ومسلسل “شهادة ميلاد” يلعب على تلك التيمات الثلاث.. “علي” أو “طارق لطفى” ضابط شرطة ناجح تنقلب حياته عندما يكتشف من خلال ملف يحمل شهادة ميلاده الأصلية، أن والده أكبر “تايكون ومافيوز ورجل عصابة”، له مصالح متشابكة وأخطبوطية مع رجال لا يعرفون الرحمة، وعندما يُقتل الأب، يصبح “علي” هو الوريث الوحيد لإمبراطورية قائمة على كل ما هو غير مشروع وفاسد.. إنه يطارد أشباحا لا يعرف أين تختبىء، ويهرب من أشباح أخرى تهدد حياته. ميزه المسلسل أنه يلعب مع المشاهد الذكى لعبة التوقعات، فكلما اعتقد المشاهد أنه قد توصل إلى معرفة بعض الأسرار بجهوده الذاتية، يكتشف أن ما كان يتوقعه لا علاقة له بسير الأحداث التى لا تهدأ ولا تخلو من الإثارة والتشويق، مما يجعلك تتعجل الأيام حتى تصل إلى معرفة النهاية وترتاح!