العرب اللندنية: تأهب إخواني لمواجهة بوادر تقارب بين القاهرة وأنقرة

أخبار مصر

مرسي وأعوانه - أرشيفية
مرسي وأعوانه - أرشيفية


 أكدت مصادر سياسية لصحيفة العرب اللندنية، أن جماعة الإخوان المسلمين في مصر تعيش حالة من الترقب والقلق خوفا من تحول في الموقف التركي منها، في ظل الحديث عن تقارب متوقع بين القاهرة وأنقرة، ورغبة الأخيرة في إغلاق ملف خلافاتها مع مصر، أسوة بما حدث مع روسيا وإسرائيل.

 

ويخشى التنظيم الدولي للإخوان حدوث مصالحة بين البلدين تؤثر بشكل كبير على مستقبل قياداته التي تتخذ من اسطنبول مقرا أساسيا لها منذ فرارها من مصر عقب ثورة 30 يونيو 2013، خاصة أن عددا كبيرا منها مطلوب للمثول أمام محاكم مصرية.

 

ولتحاشي المصير المجهول، عبرت جماعة الإخوان عن ترحيبها بخطوات التطبيع التي اتخذتها تركيا مع إسرائيل، في خطوة وصفها مراقبون بأنها تطور لافت داخل الجماعة في توقيت بالغ الحساسية، ينذر بتحولات أخرى أكثر درامية.

 

ورحبت الجماعة، في بيان مساء الثلاثاء، بتطبيع العلاقات بين أنقرة وتل أبيب، وثمنت الاتفاق الذي وُقِّع وشمل ثمانية بنود أساسية، بدا معظمها يصب في صالح إسرائيل.

 

ووصفت الاتفاق بأنه في صالح الفلسطينيين، ومحاولة لرفع الحصار عن قطاع غزة، بحسب البيان الذي وصلت إلى “العرب” نسخة منه.

 

وقوبل البيان بعاصفة من الغضب بين قواعد الجماعة معتبرين الترحيب بالتطبيع التركي مع إسرائيل مرحلة جديدة من التنازل عن بعض الثوابت الإخوانية التي كانت دوما تنتقد علاقات النظام المصري مع إسرائيل منذ توقيع اتفاقية سلام معها عام 1979، ونظمت مظاهرات في مناسبات عدة كانت تهتف بالموت لإسرائيل والمتعاونين معها.

 

وشن شباب الجماعة عبر صفحاتهم على مواقع التواصل هجوما حادا على البيان ووصفوه بـ”الرخيص الذي يسعي لاسترضاء الدولة التركية على حساب المبادئ والثوابت”.

 

لكن خبراء يرون أن جماعة الإخوان تتعامل ببراغماتية شديدة، وسياستها تتحدد وفقا لمصالحها المباشرة، بعيدا عن أي شعارات جوفاء أو أيديولوجيات جامدة، وهي سياسة معروفة وظهرت في محطات مختلفة.

 

وأشار متابعون إلى أن الإخوان يغازلون النظام التركي، ويوفرون غطاء معنويّا يوحي بعدم وجود تنازلات قدمتها أنقرة لتل أبيب، حرصا منهم على استمرار دعمها لهم، وسط ذيوع معلومات تفيد بأن “مصير الإخوان هو العقدة التي تعطل عودة العلاقات بين القاهرة وأنقرة”.

 

وبرأي مصطفى زهران، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، هناك تغير داخل الحالة الإخوانية عموما، حيث تسعى الجماعة للتكيف مع المتغيرات الإقليمية والدولية والاستفادة من أخطاء تجربتها السابقة، وتجنب تكرار الفشل.

 

وأوضح لـ”العرب” أن ترحيب الإخوان بعودة العلاقات بين تركيا وإسرائيل ليس فقط محاولة للحفاظ على الدعم التركي، إنما هو أيضا رسالة موجهة إلى تل أبيب، تنطوي على مباركة أي تطورات تقدم عليها حماس معها.

 

وأكد صلاح الدين حسن الخبير في شؤون الحركات الإسلامية لـ”العرب” أن موقف الإخوان من إسرائيل قائم على مبدأ المصلحة.

 

وأشار إلى أن النفعية التي تدير بها الجماعة علاقاتها ليست جديدة، وهي جزء من خطابها الحقيقي.

 

ولفت إلى أن الجماعة لم تكن في حاجة إلى إصدار بيان، وكان من الممكن أن تصمت لكنها سعت إلى مغازلة تل أبيب، وإظهار موقف داعم لسياسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للحفاظ على عناصرها في الأراضي التركية.

 

وكشف الباحث عن عدم وجود تحولات في موقف الجماعة من إسرائيل، الأمر الذي كانت معالمه واضحة منذ مطلع الألفية الجديدة، حيث نص أول مشروع برنامج لحزب سياسي للإخوان على احترام الاتفاقيات والمعاهدات الدولية، ومن ثم تنطلق تقديراتها من عدم الذهاب لمحاربة إسرائيل، وكانت مواقفها اللينة من تل أبيب إبان السنة التي حكمت فيها الجماعة مصر خير دليل.

 

وتوقع أن يزيد موقف الجماعة من الخلافات في صفوفها، في ظل رفض الكثير من القواعد لسياسة التنازلات التي تتبعها قيادات كبيرة في الإخوان.