الطبطبة والدلع في الإدارة

ركن القراء

بوابة الفجر



(لازم نحطم معلش عدو يحطم مسيرتنا، نفضل ما نتقدمش معلش)، تذكرت هذا الإعلان رغم عدم وجوده فى التلفزيون فى الفترة الحالية وذلك لكثرة استعمال كلمة "معلش" في مؤسسات الدولة، ولكن لا يمكن لهذه الكلمة أن تجد مكانا فى الإدارة.

في المؤسسات.. من تربى وتعود عليها تظل معه حتى سن المعاش، والمصيبة استخدامها في الإدارة، فالطبطبة والدلع من أهم أسباب فشل المؤسسات والإدارات، وخصوصاً عندما يستخدمهما شخص له كادر كبير، كرئيس مؤسسة مثلاً ، فعندما نسأله:"لم تركت هذا المدير في مكانه رغم ارتكابه لأخطاء شديدة؟ نجده يرد علينا بـ:"معلش" فاضل له سنة ويطلع معاش، تحملوه هذه السنة"، هذا على سبيل المثال وليس الحصر، فهذا هو قمة الفشل بعينه ..!!! 

ما ذنب المؤسسة التي تتحمل - شهرا أو عدة شهور- شخصا غير قدير بالإدارة لكي يخرج معاشا على درجة معينة..!؟؟؟  أو "معلش" لشخص أخطأ وله وسائط كثيرة .

أين دور الشباب فى تولي المسئوليات؟ لو كان المسئول شابا وتبقى له على المعاش عشرون سنة مثلا، ولا يعرف شيئا عن الإدارة وأتى بالمجاملات، ما ذنب المؤسسة أن تتحمله طيلة هذه السنين؟  هناك برنامج رئاسي لتأهيل الشباب للقيادة، والذى يدرب الشباب اقتصاديا وسياسيا، هذا البرنامج لم يأت من فراغ، فنحن في حاجة لشباب يعرف معنى القيادة والإدارة، وهذا البرنامج يرعاه الرئيس السيسي ومؤسسة الرئاسة وهو مشروع رائع. 

أسباب الفشل الإدارى 
الطبطبة والدلع هما نوع من الفشل الإدارى وذلك  يأتي من أعلى الهرم الإدارى  بسبب انعدام تفعيل  الرؤية والرسالة للمؤسسة، أو بمعنى آخرعدم وجود أهداف محددة واضحة للمؤسسة وواضحة لجميع الموظفين، وانعدام التخطيط للوصول لهذه الأهداف.. ومن نماذج الطبطبة والدلع:
1- كثرة المجاملات، واختيار الكوادر على سياسة الولاء والطاعة وليست للخبرة والكفاءة.
2- المركزية الشديدة للإدارة.
3- التضخم التنظيمي والوظيفى.
4- غياب المسئولية والرقابة الذاتية والانتماء إلى المؤسسة، وجعل المصالح الشخصية أبدى من مصلحة المؤسسة.
وأخيرا.. لكل مدير فى أى مؤسسة: لازم نحطم كلمة "معلش" لكي تتقدم البلد ونمحو هذه الكلمة من قاموس الإدارة، فالله سبحانه وتعالى خلق الجنة والنار ولم يخلق الجنة فقط، ولهذا.. لا تسامح المخطئ، وكن شجاعا، ولا تتبع سبيل الأيدى المرتعشة فى الإدارة وإلا ستغرق المؤسسة.
 
كتب: دكتور/ مصطفى أبو العينين، أستاذ التخدير والرعاية المركزة بطب الأزهر.