من "التدميس" لـ "التغميس".. رحلة طويلة للفول (فيتشر)

صور

بوابة الفجر


 

"الفول" .. هو طبق كثيرًا ما حير المواطن المصري، كيف نشأ؟ ومن أين أتى؟ وكيف أصبح من عادات وتقاليد الشعب؟ وكيف لا تخلو منه مائدة فقير أوغني؟ وكيف وصل إلى أن يستهلك منه الشعب المصري نحو 300 ألف طن في السنة؟ حسب تقرير صادر عن شعبة الغلال بالغرفة التجارية بالقاهرة.

كانت "قدرة الفول" تصنع قديمًا من الألومنيوم، ثم أصبحت تصنع من النحاس، وهي إناء ضخم على شكل بيضوي، يحوي أكبر قدر من هذه الأكلة الشعبية، التي اعتاد المصريون على أكلها لمئات السنين، وربما الآلاف، ولا تسألني عن السبب، إن كان لرخص ثمنها وتوافرها، أو لطعمه الذي اعتادوا عليه كل صباح، أو لفوائده الغذائية، التي قد تكون عوضًا عن اللحوم.

لا يعلم الكثيرون، أن الفول المدمس قديمًا كان يجهز عن طريق دس قدر الفول بين أكوام القمامة التي يتم إحراقها بالمستوقدات، بعد غلقها جيدًا بواسطة قطعة من القماش، مما يعطي الفول المدمس مذاقًا خاصًا يختلف عن الفول العادي، ولكن اختلفت هذه الطريقة كثيرًا، عن الأعوام السابقة.

 ونجد نموذجًا لذلك في منطقة سوق السلاح بالسيدة نفيسة، فترى "قدر الفول" مصطفة في نظام، يأتي ويذهب عليها العمال ينظفونها، ويملأونها بالفول لإعداده، حتى يصل لبطون ملايين المصريين، دون أن يسألوا عن طريقة إعداده، ولكنهم اعتادوا عليه دائمًا.