ارتفاع أسعار الشيكولاتة ينعش أسواق مسليات الفقراء

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


صاحب محل حلوى: الشيكولاتة للأغنياء.. والدولار السبب في ارتفاع أسعارها

صاحب مقلى: الاقبال على مسليات الغلابة كثيفة.. والزيادة بسيطة

مواطنون: السوداني نصبنا.. وآخرون العيد ما يحلاش غير بالشيكولاتة


ساعات معدودة وينتهي شهر رمضان الكريم، ليحل عيد الفطر المبارك، والذي اعتاد فيه المصريين شراء حلوى العيد من شيكولاتة وفول سوداني ومكسرات وترمس، ذلك بالإضافة إلى "كعك وبسكويت" العيد، لتكتمل مائدة العيد المعتادة، إلا أن الأحوال الاقتصادية المتدنية التي تعاني منها البلاد بالتزامن مع ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة، جعلت المواطنين يعزفون عن الشراء.

وتشهد الأسواق والمحال التجارية الخاصة بالمسليات، اقبالًا ضعيفًا من قِبل المستهلكين، وذلك نظرًا لارتفاع أسعارها الملحوظ هذا العام، ما جعل البعض يقول إن شراء الشيكولاتة هذا العام لـ"الأغنياء فقط"، والترمس والسوداني للفقراء، وذلك لانخفاض أسعارهم والتي أطلق عليهم أصحاب المحلات مكسرات الغلابة.

وتنقلت "الفجر" بين الأسواق والمحال التجارية لرصد حالة البيع والشراء بالتزامن حلول عيد الفطر.

الشيكولاتة للأغنياء فقط

في البداية يقول علي فرج، صاحب محل حلوى بمنطقة "فيصل"، إن الاقبال هذا العام ضعيفًا مقارنة بالسنوات الماضية، معللاً ذلك بأن أسعار الشيكولاتة ارتفعت بنسبة 25%، حيث وصل سعر الشيكولاتة المحشو بالمكسرات إلى 90 جنيهًا، لذا الاقبال عليها ضعيف، يقتصر فقط على الطبقة الغنية، بينما الشوكولاتة ذات الأسعار المنخفضة فيقبل عليها الطبقة المتوسطة، بسبب الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشونها.

وأضاف "فرج"، "حتى الأغنياء أصبح  يكتفوا بشراء كيلو بدلاً من كميات، مع خلطها بأخرى أرخص في السعر، كونها شىء أساسي على المائدة في العيد"، مشيرًا إلى أنه مع نهاية شهر رمضان من كل عام كانت الحركة لا تتوقف في محلة ليلاً نهارًا لا سيما من بعد الفطار إلى يوم الوقفة، ولكن رمضان هذا في ركود ملحوظ على عملية الشراء، والأكثر اقبالا بشكل بسيط "الطوفي"، نظرًا لسعره المنخفض لدى البعض.

وأشار "فرج"، إلى أن ارتفاع الأسعار يرجع لارتفاع أسعار الخامات كالزيوت والسكر ومادة الكاكاو، نظرًا لاستيردها في ظل ارتفاع الدولار الأمريكي، ناهيك عن استيراد البعض منها جاهزة، مستكملاً أسعار الشيكولاتة فالسادة منها تتراوح سعرها ما بين 30 إلى 55 جنيهًا، فضلاً عن "الطوفي" التي يزيد عليها الاقبال بشكل متوسط نظرًا لسعرها فهي في متناول البعض، فتبدأ سعرها من 20 إلى 38.

بينما يتربع السوداني والترمس على عرش سوق "عيد الفطر" وذلك لانخفاض أسعارهم والتي يصل سعر كيلو السوداني لـ16 جنيهًا والترمس لـ8 جنيهًا البلدي، والمستورد 7 جنيهات.

الإقبال على مسليات الغلابة

وفي هذا الصدد أوضح أحمد الصعيدي، صاحب مقلى، أن الاقبال على المسليات ( السوداني، والترمس)، هذا العام كبيرًا وبشكل ملحوظ كالعام الماضي بالرغم أن الأسعار زادت هذا العام بفارق بسيط عن العام الماضي، حيث وصل سعر الكيلو للفول السوداني من نوع "أرامنش" الطري 15 جنيها، ومقلي 16 جنيها، فيما بلغ سعر الكيلو للفول السوداني الأمريكي الطري 17 جنيها، ومقلي 19 جنيها.

وتابع "الصعيدي"، أن سعر الترمس البلدي(المر) 8 جنيهات، والترمس المستورد(السكري) 7 جنيهات، بينما بلغ سعر الكيلو للحمص 11 جنيهات، مشيرًا إلى أن الاقبال على الترمس المستورد أكثر لأنها سريع في التسوية وسعره متوفر للجميع:" المقلى بقالها 10 أيام التردد عليها كثيرًا والناس بتفضل تشتري السوداني والترمس لأن سعرهم في متناول جميع الفئات، والكل بيحب يفرح ولاده لو بحاجة بسيطة، وأهي منها فرحة وكسروا سعر الشيكولاتة الغالية".

ولفت "الصعيدي"، إلى أن ارتفاع الشيكولاتة كان سبب في زيادة ربحه هذا العام، لأن المواطنين اتجهو بشكل كبير إلى المسليات بسيطة السعر، مشيرًا إلى أن الركود التي كان يصيب محله الفترة الماضية انتعش مع حلول عيد الفطر.

تباين آراء المواطنين

تقول مها عبد الرحمن، ربة منزل، إن شراء السوداني والترمس عادة اعتادت عليها منذ أن كانت طفلة وهي ترى أنهم مرتبطين بالعيد، وعقب زواجها التزمت بهذه العادة، وقبل العيد بثلاثة أيام تبدأ بشرائهما للاستعداد للعيد، لافتة إلى أنها لا تستطيع شراء كيلو أو نصف شيكولاتة بهذه الأسعار المرتفعة، فبتكتفي بشراء "السوداني، والترمس": "وأهو العيد بيعدي، والولاد بتفرح، ولو عيالي طالبو بشتري ليهم بالقطعة، وأهو بتكفي الغرض.. ونصبنا كده".

فيما ترى نجلاء محمد، موظفة في أحد القطاعات الحكومية، أن أسعار الشيكولاتة أفسدت فرحة أطفالها، فهي لم تشتري سوى "طقم" من الملابس لكل طفل من أبنائها، لضعف الحالة المادية، خاصة وأن شهر رمضان كانت تكلفته عالية واستحوزت الميزانية مع امتحانات الثانوية العامة، ومع ذلك مضطرة تفرح أطفالها، ولكنها اكتفت بشراء بعض المسليات الأبسط في السعر، من أجل فرحة أسرتها، لاسيما ولديها طفلين: " الأطفال في السن الصغير بيبص لبعضو.. وربنا يسامح الحكومة رفعت كل شىء علينا ولا عارفين نرفع ظهرنا.. وأصبحت حتى المسليات صعبة علينا" متساءلة إلى متى تظل الأسواق بلا رقابة، وإلى متى تل ارتفاع الأسعار هكذا؟، "حسو بينا بقى".

"العيد ما يحلاش غير بالشيكولاتة.. والعيال بتستنها كل عيد"، بهذه الكلمات عبرت سعاد رشدي، عن ضرورة شرائها لشيكولاتة بالرغم من ارتفاع أسعارها، نظرًا لفرحة أبنائها، لكنها قامت بشراء كمية قليلة بسبب ارتفاع الأسعار بشكل جنوني، بحسب وصفها.