إسرائيل تعود لـ"إفريقيا" بعد انقطاع 10 سنوات.. وخبراء: فشل مصر سبب عزلتها عن القارة السمراء

تقارير وحوارات

رئيس حكومة الاحتلال
رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو- صورة أرشيفية


رجوع إسرائيل كارثة جديدة.. ونتيجة للفشل المصري 

إسرائيل تريد تعطيش الشعب المصري


في زيارة مفاجئة لإفريقيا من قِبل إسرائيل أثارت العديد من الانتباه، والتحفظات، لا سيما إتيانها في تلك اللحظات الحرجة، حيث بدأ رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، أمس الإثنين، زيارة إلى القارة الإفريقية تشمل 4 دول هي أوغندا وكينيا ورواندا وإثيوبيا وتستهدف تنفيذ خطة من 9 بنود بهدف توثيق العلاقات التجارية معها بعد سنوات من القطيعة. 


وانضم إلى نتنياهو 80 رجل أعمال من 50 شركة إسرائيلية بهدف خلق علاقات تجارية مع شركات ودول إفريقية، فيما أعلن عن أن زيارة نتنياهو، إلى إفريقيا تبدأ من أوغندا وكان في استقباله الرئيس الأوغندي يورى موسفينى، ويتوجه بعدها إلى كينيا ورواندا وإثيوبيا، حيث سيلتقي رؤساء تلك الدول ورؤساء المؤسسات الأمنية والاقتصادية فيها بحسب مكتبه، بحسب وكالة الأناضول.


ووقد قدمت صحيفة معاريف تقريرا خطيرًا عنونته بـ " بعد زيارة نتنياهو لمنابع النيل.. حان الوقت لنغزو إفريقيا" وبهذا العنوان تؤكد على أن إسرائيل لا تزال لاعبا أساسيا في قضايا الأزمات التي تحتاط بالدول خاصة بمصر، لا سيما أنها المعنية بقضية سد النهضة الذي أصبح واقعا مريرًا على المصريين، إذ يمثل خطورة شديدة على حصتهم في المياه، مع العلم أن أثيوبيا بدأت فعليا في تخزين مياه سد النهضة، بحسب تصريحات رئيس الوزراء الأثيوبي "ديسالين" فإن إثيوبيا ستبدأ تخزين 14 مليار متر مكعب من المياه وذلك لتشغيل توربينين من توربينات السد، لبدء توليد الكهرباء، وهي الخطوة التي عدها الكثيرون إعلان انتصار أديس أبابا في مفاوضات سد النهضة.


وبناء على هذا تطرح "الفجر" العديد من التساؤلات حول تحركات إسرائيل مجددًا خاصة بعد قطيعتها التي دامت أكثر من 10 سنوات في إفريقيا وما الذي يحمله المستقبل في إفريقيا؟ وكيف ستتعامل مصر مع ما يحدث؟


رجوع إسرائيل كارثة جديدة 


وفي ضوء تلك التساؤلات، أكد اللواء محمد علي بلال قائد القوات المصرية في الخليج سابقًا، أن هناك تحركات كثيرة لدولة إسرائيل تأتي مريبة تثير العديد من التساؤلات والشكوك، من بينها هبوطها مرة أخرى بعد قطيعة دامت 10 سنوات على إفريقيا من جديد، فضلا عن استعادة العلاقات مع تركيا، وكذلك التقارب الحاصل بينها وبين روسيا.


وأضاف في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن رجوع إسرائيل مرة أخرى إلى إفريقيا يعد بمثابة كارثة كبرى، حيث أنها ستعقد الأمور كثيرًا بين إفريقيا وبين مصر خاصة في قضية سد النهضة مع أثيوبيا، لافتا إلى أن الأيام المقبلة ستشهد مزيدًا من المشكلات مع قدوم إسرائيل إلى إفريقيا، لا سيما أن إسرائيل لديها أيدي في السابق بالأساس بموضوع بناء سد النهضة.


وشدد على أن مصر لابد أن تنتبه أكثر من ذلك إلى الدول الإفريقية وتعمق علاقاتها أكثر بتلك الدول بحيث لا تترك  فراغا تستغله إسرائيل، منوها إلى أن قضايا الداخل المصري تزايدت كثيرًا في الآونة الأخيرة، فأثرت على قضايا الخارج خاصة إفريقيا.   


إسرائيل تريد تعطيش الشعب المصري


من ناحيته أكد الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية، أن العلاقات المتوترة بين مصر وأثيوبيا على خلفية سد النهضة والمياه، فتحت المجال واسعًا على مصراعيه لإسرائيل في الدخول إلى قلب إفريقيا ومغازلة هذه الدول مرة أخرى التي تعد عمقا هاما لمصر.


وأضاف في تصريحات خاصة لـ "الفجر" أن إسرائيل لديها علاقات قوية للغاية مع أثيوبيا، حيث يتواجد الكثير من الإثيوبيين في الجيش الإسرائيلي، فضلا عن هذا التحرك الإسرائيلي يأتي في ظل تضييق الخناق أكثر على مصر بشأن المياه.


وشدد اللاوندي، على أن إسرائيل تريد تعطيش الشعب المصري، خاصة بعد الرفض الحاصل من قبل مصر بعدم إشراك إسرائيل في مياه ترعة السلام بسيناء، قائلا: "إن هذا يمثل تأجيجا للأوضاع خاصة بين مصر وبين الدول الإفريقية، وعلى الجانب المصري أن يتخذ حذره ويقوم بالخطوات اللازمة بحيث لا تتمكن إسرائيل من تطويق إفريقيا بالكامل".


رجوع إسرائيل نتيجة للفشل المصري

كما أكد الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية، أن رجوع إسرائيل إلى إفريقيا مرة أخرى من الكوارث التي كانت منتظرة، قائلا: "إنه من الطبيعي جدا رجوعها وانه كان من النتائج الطبيعية نتيجة لمشكلات مصر مع أثيوبيا".


وأضاف في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن الجانب المصري فشل فشلا ذريعا وكبيرا على مدار العامين الماضيين من استعادة العلاقات واستغلال الدول الإفريقية كما ينبغي، لقطع الطرق على الإسرائيليين ولكن يتواجد فشل ذريع.


وتوقع نافعة، أن تزداد المشكلات أكثر فأكثر بين إفريقيا وبين مصر خاصة مع إصرار الجانب الإثيوبي وبدخول إسرائيل على الخط مرة أخرى مستغلة الفراغ المتواجد والذي تركته مصر منذ سنوات ولم تعد قادرة على استعادته.