تورتة وشمروخ وصاروخ.. ألعاب العيد تهدد حياة الأطفال

تقارير وحوارات

سوق الألعاب النارية
سوق الألعاب النارية - صورة أرشيفية


 

"التورتة، الشماريخ، الصواريخ"، كلها أنواع مختلفة من الألعاب النارية التي أصبح شرائها طقسًا من الطقوس الهامة للاحتفال بالعيد، ليقبل على شرائها الأطفال والكبار الذين أصبحوا أيضًا يقبلون عليها للاحتفال بحفلات الزفاف لتكون أسلوبًا جديدًا للمجاملة في الأفراح الشعبية.

في منطقة العتبة وتحديدًا شارع الأزهر، الذي تحول إلى سوقًا شهيرًا لبيع "الألعاب النارية"، أمام مرأى من الجميع، تجولت "الفجر" بين البائعين، لرصد حركة البيع والاقبال على شراء هذه الألعاب النارية في موسم العيد.

انتعاشة كبيرة 


 

البداية كانت مع إبراهيم سعد، صاحب أحد المحال التي تعمل في بيع الألعاب النارية، الذي أكد أن الفترة الأخيرة شهدة حالة من الانتعاش في حركة البيع خلال الأيام القليلة الماضية، وازدادت مع بدء العيد، مشيرًا إلى أن الأنواع الأكثر مبيعًا هي البمب والصواريخ والقنابل الصغيرة والتي تستخدم من أجل الاحتفال بالعيد.

انفراجه تعوضهم عن ركود عام


 

وقال "بيسو"، صاحب فرشة لبيع الألعاب نارية أمام جراج العتبة:  "إننا لا نتوقف عن البيع في هذا المكان طوال العام ولكن بكميات قليلة من الألعاب النارية معتمدين على أصحاب الأفراح والحفلات فقط"، مشيرًا إلى أن أيام الأعياد هو الموسم الحقيقي لهم حيث يتوافد عليهم الزبائن بأعداد كبيرة وبكميات أكبر، مؤكدًا على حدوث انفراجه كبيرة لهم تعوضهم عن حالة الركود التي ضربتهم طوال العام . 


 

الأسعار والأنواع


 

وبسؤاله عن طبيعة الأسعار قال مختار الجيلاني، صاحب أحد المحال، إن أسعار الألعاب النارية تتراوح حسب النوع، فعلى سبيل المثال علبة الصواريخ التي تحتوي على60 صاروخاً بجنيهان ونصف، وهناك نوع آخر من الصواريخ والتي تحتوي على  3 طلقات" تبدأ من جنيهان إلى 6 جنيهات، والتي تحتوي على 9 طلقات وتبدأ من 7 جنيهات للعلبة، كما يتراوح أسعار "البمب" بين 3 إلى 4 جنيهات.

اقبال على "التورتة" 


 

وفي السياق ذاته قال مصطفى البيومي: "الأنواع كثيرة ومتنوعة ولكن هناك ما تعرف باسم التورتة وسعرها ما بين الـ 75 إلى 100 جنيهًا، وهي التي ينبعث منها ألوان متعددة وأصوات عالية"، مشيرًا إلى أنها تحظى على إقبال كبير من الشباب. 

وتابع "البيومي": "الشماريخ والتي يستخدمها الشباب في المدرجات كنا بناكل أحلى لقمة عيش من وراها أيام المظاهرات، يصل ثمنها إلى 170 جنيها على لما يطلق عليها (الهاند)، وهناك الشمروخ العادي الذي يباع بـ 30 جنيهًا وهذا يحدث طلقات في السماء حيث يباع من عدة أنواع والتي في اغلبها صناعة صينية الصنع تتكون 8 طلقات أو 6 وهي التي تلقي رواجا كبيرا بين الشباب الذين لن يتعدى أعمارهم بين 15 لـ 20 سنة" . 

كما أن هناك أنواع أخرى تتراوح أسعارها ما بين 35 إلى 50 جنيهًا والتي تختلف مسمياتها ما بين مهرجان وبازوكة. 

كميات كبيرة في احتفالات الإطاحة بـ"الإخوان"


 

ومن جانبه أشار علي مختار، الطالب بكلية الزراعة جامعة القاهرة، إلى أنها مهنة والده وهو يعمل بها ليساعده لكبر سنه، كما أنه لم يعد يتحمل مشاقة العمل، قائلًا : " كنا نبيع خلال السنوات الماضية كميات كبيرة للغاية من الألعاب النارية بسبب الاحتفالات التي أعقبت الإطاحة بجماعة الإخوان ومرسي من كل عام وكان آخرها احتفالات ثورة 30 يونيو خلال الأيام الحالية، ولكن تعتبر أيام الأعياد وخصوصًا عيد الفطر وشهر رمضان هم أكثر أيام العام مبيعًا لنا".

وتابع أيمن، الطفل البالغ من العمر 11عام، وهو يعرض بعض الأنواع المحلية الصنع والتي لا يتخطى سعرها 2 جنيه ونصف والتي يتم تصميمها على شكل ألعاب لجذب الأطفال، مؤكدًا أنه يباع منها كميات كبيرة أيضًا. 

مواطنون يشترون بكميات يصل سعرها إلى 1000 جنيهًا


 

وقال مصطفى علي، أحد الزبائن حيث كان يقوم بشراء كمية من الألعاب النارية وصل إجمالي سعرها مبلغ 700 جنيهًا، إنه جاء لشراء بعض التورت الشماريخ والصورايخ، استعدادًا لزفاف صديقه بمنطقة إمبابة، موضحًا: "أنا جاي أشتري شوية حاجات علشان أعمل دور واجب مع واحد صاحبي قام بالواجب معايا يوم فرح أخويا).  

وقالت أم هبة والتي تتخطى الـ 50 عامًا أنها جاءت لشراء لعب لأحفادها (الزنانين) كما وصفتهم، مؤكدة أنهم قالوا لها (أهم حاجة البمب)، وعن الأسعار قالت إنها لم تشتري كميات كبيرة ولذلك لم تشعر بارتفاعها كما أنها لا تعرف من أنوعها غير الصواريخ والبمب . 

وأخيرًا قال هاني مراد، والذي يستعد لحفل زفافه رابع أيام العيد: "أنا جاي اجس نبض الشماريخ والتورت، علشان عقبال عندك فرحي بعد العيد"، مؤكدًا على أنه بات شيء لابد منه حتى تكتمل فرحته وأنه وضع ميزانية 1000 جنيه لشراء ألعاب نارية فقط، مستكملًا: "دي الناس في بولاق تاكل وشي لو ما عملتش حريقة".

والجدير بالذكر أن بعض أصحاب المحال التي تعمل في بيع الألعاب النارية أكدت على أنها تدفع الكثير من الأموال لرجال المباحث والبلدية وبعض المخبرين وأمناء الشرطة، (علشان يسبونا ناكل عيش) كما وصف أحدهم.