"على يد السعودية".. السيناريو الكامل للمصالحة بين مصر وتركيا

تقارير وحوارات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


منذ زيارة الملك سلمان إلى تركيا وترديد بعض الكلام على إثر هذه الزيارة على أن هناك مصالحة ستحدث بين مصر وتركيا، والتي لم تصبح واقعا بعد، لا تزال هناك سجالات كثيرة بين الدولتين، تتخللها العديد من التصريحات والاهتمامات خاصة من قِبل الجانب التركي، الذي يعيش تحولات كبيرة في علاقته مع الدول منذ فترة يسيرة، فلقد استعاد علاقته بروسيا إلى حد كبير بعد أن تدهورت العلاقات كثيرا، خاصة منذ ضرب تركيا للطائرة الروسية، ثم لم يلبث قليلا بإنهاء الأزمة مع الجانب الإسرائيلي في الأيام القليلة الماضية، ولم يبق إلا الجانب المصري والحديث عن استعادة العلاقات بمصالحة.

أولى خطوات المصالحة   

والحديث عن المصالحة بين الجانب التركي والمصري ليس وليد اللحظة، وإنما بدأ منذ زيارة الملك سلمان لتركيا، بعد زيارته الشهيرة لمصر حينها الخاصة بالجزيرتين، والتي أثارت ائنذاك العديد من التساؤلات حول نية السعودية إعادة إحياء محاولات المصالحة بين القاهرة وأنقرة، والتي كان قد بدأها الملك السعودي الراحل، عبد الله بن عبد العزيز.

قال موقع إنترنت هابر التركي، إن سبب زيارة  بن عبد العزيز لمصر، وبعدها تركيا هو تخفيف الضغط والتوتر بين البلدين. وكانت وزارة الخارجية التركية أعلنت حينها، أن أنقرة ستوجّه دعوة إلى مصر لحضور اجتماع منظمة التعاون الإسلامي، والذي كان منعقدا وقتذاك.

إرسال وفد من قبل تركيا

وفي خطوة نالت اهتمام الكثيرين أعلن حزب العدالة والتنمية،عن نيته إرسال وفد رفيع المستوى إلى مصر.

وأكد القيادي في حزب العدالة والتنمية شعبان ديشلي، أن زيارة الوفد إلى مصر خلال الأيام القريبة المقبلة، ستستهدف تخفيف التوتر في العلاقات بين أنقرة والقاهرة، وذلك بعد أن أتخذ الجانب التركي خطوات مهمة لتطبيع العلاقات مع إسرائيل وروسيا، فيما قال أيضا خلال احتفال نقابي بعيد الفطر في محافظة سكاريا بشمال غرب تركيا يوم 6 يوليو: "إن شاء الله ستشهد علاقاتنا مع مصر تحسنا أيضا".

"بكري" يعترض

هذا وقد أكد عضو مجلس النواب مصطفى بكري، أنه تقدم بطلب إحاطة لوزير الخارجية سامح شكري، بعد تصريحات رجب أردوغان الرئيس التركي، التي تؤكد زيارة وفد تركيا إلى مصر للمصالحة، حيث أكد على  أن الحكومة لا يجب أن تفتح بابها قبل موافقة مجلس النواب واعتذار تركيا عن "جرائمها"، مشددا أن تركيا عليها غلق القنوات الإخوانية وتسليم المطلوبين من الجماعات الإرهابية لديها، إضافة إلى وقف تدخلها في سوريا قبل أي مصالحة، ولابد من وقف أي إجراءات لاستقبال الوفد التركي.

وبناء على ما تقدم تساءلت "الفجر" عن إمكانية إتمام هذه المصالحة المصرية التركية، خاصة في ظل هذه التحركات الكثيرة، والعمل الدؤوب الذي يهتم به الجانب التركي على وجه الخصوص .

تركيا تتدخل في الشأن المصري

والبداية كانت مع الدكتورة هدي راغب أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، التي أكدت على أن تركيا تتعامل مع مصر باستفزازات كبيرة للغاية، ولا يمكن القبول بهذا الشئ على الإطلاق.

وأضافت في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن تركيا تستغل الوضع الذي تعيشه مصر، حيث أن الكثير من الدول لديها علاقات سيئة حالية مع مصر وهي الدول الأفريقية التي تستغلها إسرائيل حاليا، فضلا عن المشكلات مع إيطاليا وبالتالي في تنطلق بناء عن ضغوطات وليست علاقة عادلة بين دولة ودولة.

وشددت على أن الخارجية المصرية تقع في أزمات كثيرة حاليا على المستوى الخارجي، وان الضغوطات التركية والتدخلات في الشأن الداخلي المصري يستوجب العمل الدائم من قبل الخارجية بالتحرك السريع والفوري لمجابهة هذه المشكلات التي تحدثها إسرائيل من جهة وما تقوم به تركيا من جانب آخر بحيث لا يكون هناك مجال لاستغلال مصر من أي جهة.
 
يجب على تركيا الخضوع لإتمام المصالحة

من ناحيته أكد الدكتور يسري العزباوي، الباحث السياسي بمركز الأهرام، أن العلاقات مع تركيا من المهم أن تستعاد في الأيام المقبلة  خاصة مع هذا الحصار الشديد الذي يمارس على مصر من قبل العديد من الدول، مثل إيطاليا، وكذلك إسرائيل التي تلعب الآن في إفريقيا، لكن بشروط.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ " الفجر"، أن العلاقات لن تكون جدية بين البلدين إلا بإتمام بعض الشروط التي يجب على تركيا أن تنفذها، من بينها عدم التدخل في الشأن المصري، وكذلك تسليم المتورطين في أعمال عنف وقتل من جماعة الإخوان المسلمين الذين تحميهم تركيا إلى الآن على أراضيها.

وشدد أيضا على أهمية التعاون بين البلدين في الملفات الأساسية، التي تتعلق بالقضية السورية، وكذلك القضية الفلسطينية، والإرهاب الذي يدعم من قبل تركيا أيضا، وإلا فالابتعاد عن هذه الملفات سيعطي لتركيا القوة في جانب العلاقات.

مصالحة بشروط

وافقه أيضا الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية، الذي أكد على أن المصالحة لا يمكن أن تتم أيضا إلا بشروط أولها يأتي في عدم تدخل تركيا في الشأن المصري تماما، فضلا عن توقف الفضائيات التي تشوه صورة مصر داخليا وخارجيا.

وأضاف في تصريحات خاصة إلى "الفجر"، أن تركيا عليها أن تقبل بهذه الشروط التي إذا تمت المصالحة مع مصر بدونها، ستكون تركيا هي الطرف الغالب في هذه العلاقات، وسيكون هناك مزيدا من الخسران على الجهة الخارجية، كما يحدث مع إيطاليا وإفريقيا الآن.