الهدف الحقيقي لزيارة وزير الخارجية المصري لإسرائيل.. وعلاقة فلسطين بالأمر

تقارير وحوارات

سامح شكري وزير الخارجية-
سامح شكري وزير الخارجية- صورة أرشيفية

نافعة: الزيارة تتعلق بزيارة نتنياهو لإفريقيا وليست بشأن المسألة الفلسيطنية

فخري: الزيارة في التوقيت الصحيح.. لتحجيم تداعيات زيارة "نتنياهو" لأفريقيا

أبو زيد: حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي

 
في ظل تردد أنباء عن زيارة سامح شكري، وزير الخارجية المصري، إلى تل أبيب اليوم، أثير العديد من التساؤلات على الساحة السياسية مفادها، هل يستطيع الجانب المصري، الوصول لحل عادل للقضية الفلسطينية مع إسرائيل، لاسيما في هذا التوقيت تحديدًا وفي ظل سياسة إسرائيل  الحالية، أما أن لزيارة أهداف أخرى لم يعلن عنها.
 
وزار وزير الخارجية "سامح شكري"، تل أبيب، اليوم الأحد للقاء رئيس وزراء الاحتلال "بنيامين نتنياهو" لمناقشة توصيات القاهرة لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وتأتي الزيارة بعد أسبوعين من زيارة شكري لرام الله بالضفة الغربية للقاء مسؤولين فلسطينيين، حيث تقوم مصر بدور الوسيط للتسوية.

في خطوة من أجل حل الأزمة الفلسطينية والعمل على إنهاء المعاناة التي يعيشها أهلها، جاءت دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي، لكافة الأطراف الدولية بضرورة التكاتف لحلها، مؤكدًا استعداد مصر للعب دور بين الفلسطينيين والإسرائيليين، لإحياء عملية السلام.

ورصدت"الفجر"، آراء المختصين حول هذه القضية الشائكة، ومدى جدية الجانب الإسرائيلي في التجاوب مع المبادرة المصرية، وسرعة التلقي لها، حيث يرى البعض أن الزيارة لم تثمر ثمار مثمرة، فضلا عن رؤية البعض بأنها ليست لها علاقة مطلقًا بالشأن الفلسطيني بل تتعلق بزيارة نتنياهو إلى إفريقيا.

المسألة الفلسطينية غطاء لأهداف أخرى

وقال الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن زيارة وزير الخارجية المصري لتل أبيب، ليس من أجل الوصول لحل عادل للقضية الفلسطينية مع إسرائيل، نظرًا لأنه أمر غير واردًا إطلاقًا في ظل سياسة إسرائيل الحالية، ولذلك ما أعلن عن أن هدف الزيارة إحياء عملية السلام هو تغطية لأهداف أخرى.

وأضاف "نافعة"، في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن "شكري"، لن يتمكن من الوصول لأي نتيجة فيما يتعلق بعملية السلام في ظل التوازنات الإقليمية القائمة حاليًا، فلن يقدم "نتنياهو" أي تنازلات تسمح بتسوية عادلة للأزمة ، معتقدًا أن أسباب الزيارة شيء أخر، ربما له علاقة بزيارة "نتنياهو" الأخيرة لعدد من من دول إفريقيا خاصة إثيوبيا.

وأشار "نافعة"، إلى أن ربما كان يحما نتنياهو يحمل رسالة غير شفاهية من الرئيس المصري إلى الرئيس الأثيوبي، وزيارة وزير الخارجية المصرية ربما يكون هدفها التعرف مباشرة على هذه الرسالة من نتنياهو على تفاصيل ما قاله الرئيس الأثيوبي، مستبعدًا أن الهدف من الزيارة تتعلق بالمسألة الفلسطينية بل كانت تغطية على الأهداف الحقيقة للزيارة.
 
زيارة في التوقيت الصحيح

وأوضح غازي فخري، المستشار الثقافي لسفارة فلسطين وعضو المجلس الوطني الفلسطيني، إن وزير الخارجية المصرية سافر من قبل إلى رام الله والتقى بالرئيس الفلسطيني عقب مبادرة الرئيس السيسي والتي تحمل عنصرين الأول تحريك المفاوضات بين الجانبيين الفلسطيني ‏والإسرائيلي، على أساس المبادرة العربية والتي تتضمن إقامة الدولة الفلسطينية والقدس عاصمة لدولة فلسطين، وعودة اللاجئين مقابل هذا بيتم عملية "تطبيع" بين العرب وإسرائيل، وكانت أساسها المملكة العربية السعودية لعام 2002، والعنصر الثاني تفعيل المصالحة بين الأطراف الفلسطينية لأنه لا يمكن أن يتحقق نجاح المفاوضات في ظل ‏الانقسام الفلسطيني وتلاحم الفلسطنين في الضفة وحماس في غزة، وتعتبر مساندة لكافة الأطراف المعنية من أجل تسهيل لاستئناف

مباحثات السلام وهذا سبب زيارة وزير الخارجية المصرية.

وأشار"فخري"، في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن هذا التوقيت تحديدًا  يعد خطرًا على فلسطين لاسيما عقب زيارة نتنياهو إلى أفريقيا والذي لها تداعيات سلبية على المستوى الأمني والاقتصادي، والزراعي، وعلى منسوب المياة، وبالتالي كل هذه المواضيع بحاجة لبحث، متوقعًا أن يكون هذا الهدف الرئيسي من الزيارة، لافتًا إلى أن إماكنية المصالحة بين البلدين لم تتم إلا بالمصالحة مع "حماس" التي تتحالف مع الجانب القطري والتركي، وهم معادين للمشروع العربي بأكمله، وبالتالي هي في موضوع قوة وسكوت إسرائيلي مقابل التهدئة من قبيل حماس، ومن هنا صعب ذوبان الانقسام الداخلي بفلسطين إلا بأن ضغطت مصر، تحتاج لوقت طويل.

واستطردت "فخري"، قائلا: إن إسرائيل دومًا تتجه لتفاوض بدلاً من المبادرات، فمنذ أكثر من 20 عامًا وبيتم تفاوض بين الجانبين أسفرت عن توالد مستوطنات كثيرة، فضلا عن الجرائم التي ارتكبت في حق الفلسطنيين، مؤكدًا أن إسرائيل سترفض المبادرة وتصر على التفاوض، وهو ما سيرفضه الجانب الفلسطيني إلا بشروط كـ"ضمانات دولية، وتحديد الدولة الفلسطنية لعودة 1967، والعاصمة القدس"، وهو ما قبل بالرفض من قبلهم كثير المرات من أجل التفاوض واستمرارهم في احتلال الأراضي الفلسطنية.
 
حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي

من جانبة أكد المستشار أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، بأن زيارة شكري إلى إسرائيل تأتي في توقيت هام، بعد الدعوة التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسى للجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بأهمية التوصل إلى حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية يحقق حلم إنشاء الدولة الفلسطينية المستقلة، والسلام والأمن لإسرائيل.

وأضاف "أبو زيد"، في تصريحات صحفية له اليوم،  أن الزيارة ستضمن مناقشة الطرفان التنسيق الأمني حول مكافحة إرهاب داعش بسيناء، وكذلك التنسيق حول العثور على حطام طائرة مصر للطيران المنكوبة منذ مايو الماضي، على سواحل "نتانيا" قرب قطاع غزة.

يذكر أن الرئيس عبدالفتاح السيسي، قال خلال كلمته في افتتاح مشروع محطة كهرباء في السابع عشر من مايو الماضي،  بمحافظة أسيوط، أن هناك فرصة حقيقية لإقامة سلام حقيقي بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، إذا كان هناك تجاوب حقيقي مع الجهود العربية والدولية لإقامة السلام، متابعًا أنه إذا تم حل القضية الفلسطينية بإخلاص وإرادة حقيقية ستكتب صفحة أخرى جديدة قد تزيد على ما تم إنجازه بين مصر وإسرائيل في معاهدة السلام عام 1979، موجهًا رسائله للطرفين الفلسطيني والإسرائيلي بضرورة التجاوب لتسوية القضية.

ولقيت الدعوة ترحيبا فلسطينيا ‏رسميًا، منذ اللحظة الأولى لطرحها كما أعلنت كلا من حركتي "فتح" و"حماس" ترحيبهما بالمبادرة واستعدادهما للجلوس إلى طاولة ‏المفاوضات في القاهرة، ومن جانبها رحبت إسرائيل أيضا بالمبادرة لتبقى التساؤلات المطروحة الآن، هل يملك  الرئيس السيسى الثقل ‏الدولي لتحمل تبعات هذه المبادرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرئيلي، بعد هذه الزيارة.