حملات إلكترونية لإغلاق "شاطئ الموت" والمصطافون.. لا يوجد تقصير من فرق الإنقاذ

يشهد شاطئ النخيل بمنطقة 6 أكتوبر غرب الإسكندرية، حملات مكثفة على موقع التواصل الاجتماعي"فيس بوك" تطالب بإغلاق الشاطئ، وذلك عقب مصرع الطالب"عبدالرحمن درغام" في شهر مايو السابق، وظهور جثمانه بعد 13 يوم في المياه، ووقوع 6 حالات غرق خلال أيام عيد الفطر المبارك، وقد وصل الأمر إلى تسمية الشاطئ "شاطئ الموت"، للتأكيد على رفض الرواد استمرار فتحه للجمهور والمصطافين.

وأوضح أحد أهالي منطقة 6 أكتوبر أثناء جلوسه بداخل الشاطئ، "الجمعية بدأت تهتم بشكل كبير منذ ما يقرب من سنتين بوسائل الإنقاذ مثل الجيت سكي، وهناك ارتفاع كبير في مستوى النظافة، والمنظومة داخل الشاطئ تعتبر مقبولة، لأن هناك عدد كبير من المصيفين تأتي إلى شاطئ أكتوبر وعدد السكان أصبح كبير، وأنا بتابع الأقاويل المتداولة على الفيس بوك مثل حملات الإغلاق وعندي حالة من الاستغراب، من أرقام حالات الغرق، فأنا أجلس مطمئن على أولادي وهم في المياه، وعلى الرغم من تلك الحملات هناك زيادة في اقبال المصيفين".

فيما أكد زائر أخر، "أنا من القاهرة بأتي كل سنة إلى مصيف أكتوبر، بسبب نظافة الرملة والمياه، ولازم كل سنة أصيف في أكتوبر، ولا يوجد أي دليل على إشاعات الفيس بوك، والناس كل يوم بتنزل المياه، ولكن صدفة اليوم الأمواج مرتفعة، لكن لا يوجد غرق أو دوامات"، ونوه إلى أن مصيف 6 أكتوبر يناسب شرائح كثيرة من المجتمع.

وعبر أحد المصطافين "المهندس مدحت": "نحن كشعب مصري لا يوجد أية ألتزام بتعليمات الشاطئ والغطاسين، على الرغم أن الشاطئ يهتم بشكل كبير بوسائل الإنقاذ وزيادة عدد الغطاسين، فمنذ ثلاث سنوات كان لا يوجد كافة تلك الوسائل، وعلى الرغم من حملات الفيس بوك، إلا أنه هناك اقبال من المواطنين والمصطافين، غير أن وحدات السكنية وتأجيرها تعتبرها مناسبة لكافة فئات المجتمع"، وأضاف: "أنا بأتي مصيف 6 أكتوبر كل سنة، وهناك هدوء بشكل كبير في مصيف 6 أكتوبر، وربما يكون الشاطئ المجاني به زحمة كبيرة من المصيفين، لكن بشكل عام يعتبر الشاطئ هادئ، ولا يوجد به أي مشكلة نهائياً".

فيما أضاف أحد المصطافين من محافظة القاهرة لـ "الفجر": "المصيف في 6 أكتوبر كل سنة، يوجد به تعديلات، من حيث الخدمات ونظافة الشاطئ ووسائل الأمان بالنسبة للأطفال، ونحن نأتي منذ 4 سنوات إلى الشاطئ، وأسعار الوحدات تتراوح وفق كل شهر من 150 إلى 300 جنيه، والسعر يعتبر ثابت كل سنة، وهي جيدة جداً لمتوسطي ومحدودي الدخل".

وقد تصادف أثناء تواجد "الفجر" داخل شاطئ النخيل، إنقاذ شاب من الغرق، ونقله إلى نقطة الأسعاف، والذي قال عقب إنقاذ حياته، أنا أول يوم لي في المصيف، وقد وجدت سحب في المياه، على الرغم أني متعلم سباحة، ولكن حدث لي شد عضلي، وقد قام فريق الغطاسين بالشاطئ بإنقاذي، وقد تم انقاذي بطوق النجاة، وإذا لم يكن المنقذ متمكن من أدائه ما كان تم انقاذي، فبعد التجربة، هناك ضرورة الالتزام بتعليمات العوم، فالموقف كان أعلى من التدريب، وأنا فور أن استغثت بالغطاس أمام الشاطئ، أتى لسحبي وانقاذي، وهذا يدل أنهم على يقظة".

 

 

 واضاف: "كل منقذ معه ألة التنبيه الصفارة وطوق النجاة، ومن ضمن عوامل الأمان بالشاطئ تواجد الحواجز المائية، ومن أهم التعليمات المشددة في لائحة دخول الشاطئ، عدم نزول المياه في أماكن لا يوجد بها منقذ، أو السباحة  أمام حواجز الأمواج مباشرة، أو العوم في الفواصل بين الحواجز، لأنها منطقة بها سحب كبير، ونحن نقفل الحواجز من الصخور إلى الرملة، وننبه على الناس عدم تخطي الحبال، وإذا تخطي أي شخص الحبال، يتم التنبيه عليه من خلال المنقذ، إلا أنه في ذات الوقت ليس هناك سلطة من المنقذ على الأشخاص".

وأضاف، "لا يوجد من المواطنين أي نوع من الالتزام بتعليمات الغطاسين أو احترام، فهناك مصطلحات بين الشباب مثل"ملكش دعوة- أنا بعرف أعوم- لما اغرق مطلعنيش- هاتلي مديرك"، فهي للأسف مصطلحات شغالة بين المواطنين"، معلقاً على الهجوم على الغطاسين في حالة وقوع غرق، قائلاً: "أقل غطاس بينزل في اليوم أكثر من 15مرة، لينقذ المواطنين، وفي الأخر لا يسمع الغطاس كلمة شكر، فلو انقذنا 99 شخص من أصل 100شخص، وشخص مات لا نسمع أي تقدير من المواطنين، فنحن نعمل منذ بداية قدوم أول مصطف حتى نهاية اليوم".

ورد مشرف الغطاسين على تداول بأن شاطئ النخيل يوجد به ما يسمى"الدوامة الساحبة"، قائلاً: "تردد على الفيس ما يسمى بالدوامة الساحبة، فمهومنا كشعب مصري عن الدوامة بإنها تكن دائرة طولية تسحب المواطنين إلى القاع، فهي متواجدة فقط في النيل بسبب اندفاع المياه، وأنما البحر لا يوجد به دوامات، فطالما هناك أمواج وسحب لا يوجد ما يسمى بالدوامات، وحملة اغلاق الشاطئ ممنهجة، وذلك لضرب السياحة الداخلية في الإسكندرية ومصر، وبالتالي ستقف السياحة الخارجية".  

فيما صرح العميد محمود عبدالحميد عضو مجلس إدارة جمعية 6 أكتوبر أنه تم التعاقد مع استشاري لمعاينة حاجز الأمواج بداخل المياه، على الرغم أن الحواجز متواجدة منذ 20سنة، للإطلاع على الجديد في حاجز الموج، منوهاً في ذات الوقت أنه تم بناء حواجز بالحبال والكورات، وتم الإشارة بإنه منطقة آمنة من خلال اللوح الإرشادية، كما أنه تم الاشارة باللوح الارشادية والتعليمات بالتحذير من المناطق الخطرة، وأن جميع اللوحات قد تم توفيرها، واطلعت عليها محافظة الإسكندرية والحي.

وأكد عبدالحميد في تصريحات خاصة لـ "الفجر" أنه لا يجد أية تقصير أو اهمال داخل الشاطئ، وخاصة عقب التعاقد منذ ثلاث سنوات مع شركة انقاذ، وانه بالرغم من أنه اكثر الشواطئ المصروف عليها، إلا أنه يلاقي هجمة شرسة.

وقال "عضو مجلس إدارة جمعية 6 أكتوبر" إنه قبل بداية موسم الصيف يتم اتخاذ عدد من التجهيزات منها تسوية الشاطئ، تعيين شركة انقاذ، التي تقوم بالتجهيزات خاصة، مثل تجهيز الابراج واللوح الارشادية، والاسعاف، وأنه تفاجئ هذا العام بحملة شرسة وممنهجة ضد الجمعية، لم يتم حتى الآن معرفة أسبابها، موضحاً، "شركة الانقاذ قامت بتعيين 3جيت سكي، 24غطاس، 4ابراج، وعملية مسح الشاطئ بأكمله".

وأضاف، "في أيام ارتفاع الأمواج، نجد بإنه لا يوجد ثقافة بين المواطنين، بإن يحرص كل شخص على حياته، وردود الناس عقب الانقاذ من الغرق تكون عنيفة مثل- ملكش دعوة لما يحصل حاجة متنقذنيش-، وحاجز الامواج متواجد منذ 20سنة بالجمعية، وشركة الانقاذ متواجدة منذ ثلاث سنوات، وحالات الغرق التي وقعت كان منها خارج توقيت العمل، وأخرى بداخل توقيت العمل، ولكن الحالات لا تصل إلى تلك الخطة الممنهجة، فهي تشبه قصة ظهور القرش والحوت في المياه، لضرب السياحة الداخلية في مصر".

 

وأكمل: " ففي اجازة العيد دخل الشاطئ مليون ونصف زائر، ومع ذلك قام فريق الغطس بدوره، ووقعت خسائر في أضيق الحدود، مثل باق الشواطئ، ومع ذلك لم تقم أي هجمة على أي شاطئ مثل النخيل، وتلك الحملات لم تؤثر على اقبال المصطافين إلى الشاطئ، وأنا أرى أنه لا يوجد اي اهمال بالشاطئ".

قال: "هناك إشاعات بتواجد 62حالة غرق، هل هو قطار نزل دهس الناس، وأخر يقوم وجدت 11جثة في المياه، فلماذا لا تقوم بانتشال جثمان"، مؤكداً أن نسبة الاشغالات بمنطقة 6أكتوبر كاملة، وأن سعر تأجير الوحدات ترجع لمالك الشقة، وانه لا يوجد سيطرة من الجمعية على أسعار الوحدات.