من تكسير السيارات لـ الإخصاء.. "الخيانة الزوجية" تحول المرأة لـ"كائن متوحش"

تقارير وحوارات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


أستاذ الطب النفسي: انتقام المرأة انتصارًا لكرامتها
قانوني: الخيانة ليست دافع للانتقام
 دراسة: مصر أولى دول العالم في الانفصال 170 ألف حالة طلاق
 
لا أحد يتصور أن تتحول المرأة من ذلك الكائن العاطفي إلى شخصية انتقامية، حيث يدفعها حبها لزوجها إلى الانتقام منه، عقب اكتشافها لخيانته لها، وذلك بعدة أشكال مختلفة حتى تشفي غليلها، وهناك نماذج كثيرة قد يدفعها الانتقام إلى القتل أو دخوله مستشفيات الأمراض النفسية، وربما تدبير مؤامرة له، وهو ما فسره الطب النفسي على أنه انتصارًا لكرامتها، في حين استنكره القانون.

تدبير مخالفات مرورية
وقالت "س. ن" ربة منزل، تبلغ من العمر أربعين عامًا، إن الانتقام هو أفضل سبيل مع زوجها عقب خيانته لها بعد 25 عاماً من الزواج، وأن الحل يكمن بأنها تتفق مع ابنها على أن يقود سيارة والده، ويفتعل مخالفات مرورية كثيرة، وبالفعل قام نجلها بذلك، وفوجئ زوجها بمبالغ طائلة عليه، مما اضطره إلى دفعها.

وأشارت ربة المنزل، إلى أن هذه هي الطريقة الوحيدة الذي كانت لديها لاثلاج قلبها والانتقام من زوجها معلقه: "ليس بيدي شىء أخر أعمله وأنا لدي أولاد، ولذا فكّرت في أن أنغّص عليه حياته".

دخول زوجها مستشفى أمراض نفسية
فيما رأت "م. ش"، والبالغة من العمر 39 عامًا، أن الحل في الانتقام من زوجها الذي وبدون مراعاة لتضحياتها معه لمساعدته على بناء نفسه وبناء حياتهم قام في النهاية بالزواج عليها، ففكرت كثيراً كيف توجه ذلك، بعدما لم يتذكر سنوات كفاحها معه وكيف كانوا يعانون من الفقر ووقفت بجانبه حتى أصبح رجلاً مهما، حيث قاموا ببناء منزل العمر، ولكنه بعد أن قام من الإنتهاء من بناء الطابق الأرضي والدور الثاني قرر هذا الزوج أن يحضر زوجة ثانية، وليس هذا فقط وإنما أسكنها بالطابق الثاني.

واستكملت الزوجة، أنها لم تستطع أن تكتم غيظها من فعل زوجها لمدة طويلة ففكرت كثيراً بأنسب طريقة لكي تنتقم فيها من زوجها حيث تظاهرت في البداية أنها موافقة، وقامت باقناعه أنها تستحق أن يسجل بإسمها الطابق الأول من البيت نظراً أنها قامت بمشاركته كل هذه الفترة ببناءه، وبعد أن قام زوجها بكافة الإجراءات وتسليمها مستند الملكية قامت على الفور بمفاجئته بطلب الطلاق منه وأن يتولى أيضاً مسئولية أطفاله.

وأشارت الزوجة، إلى أنها بعد أن أكملت شهور العدة، قامت بخطوة لم يسبق لها مثيل، حيث سعت جاهدة وراء والد ضرتها وأقنعته بأن يتزوجها وليس هذا فقط وإنما أسكنته معها بالطابق الأول تحت زوجها الأول وضرتها (ابنته)، وبهذه الحركة أصبحت حالة زوجها الأول سيئة للغاية وتم إدخاله بعد تردي حالته واستمرار غيظ زوجته الأولى له بما تقوم بفعله من أجل زوجها الثاني وفي النهاية دخل إلى مستشفى الأمراض النفسية ولا يزال حتى الآن يتلقى العلاج.

تلف سيارة الزوج
وهناك قصة أخرى روتها سارة محمود، تبلغ 25 عاماَ، في إحدى الوكالات العربية: "لقد انتظرت انتهاء فترة التأمين على سيارة زوجي الجديدة ونتيجة مشادة كلامية بيننا، طلبت الطلاق فرفض زوجي وبعد مشاورات ومشادات حكمت المحكمة بالخلع والتنازل عن جميع مستحقاتي مما دعاني إلى تكسير وتلف سيارة الزوج".

إخصاء زوجها
في حين قامت "س. ن"، ذو العقد الثالث من عمرها، بإخصاء زوجها عندما علمت اعتزامه الزواج بأخرى.

انتقام المرأة انتصارًا لكرامتها
من جانبه يرى الدكتور جمال فرويز، أستاذ الطب النفسي في جامعة القاهرة، أن جرح الكرامة من أهم دوافع المرأة للانتقام، فضلاً عن أن الحب القوي يولد عنف أقوى لرد الفعل، لافتًا إلى أن انتقام المرأة يتوقف على شخصيتها وبتختلف من واحدة للأخرى، لذا نرى طرق مختلفة للانتقام، موضحاً أن هناك امرأة عصبية كل انتقامها عبارة عن تكسير وصراخ ومن الممكن أن يؤدي إلى التعدي على الزوج بالضرب، إنما لو انطوائية وتكتم أحزانها فهذه كارثة ورد فعلها بيكون داخليا ومخزون لوقت معين وانتقامها بيكون أشد من الممكن يصل للقتل.

وأضاف " فرويز"، في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن الخيانة أنواع فهناك خيانة مقبولة مثل التحدث عن طريق الإنترنت وهذا لا يدعي للانتقام ولكن بيعود إلى الشخصية، محذراً استمرار الحياة الزوجية في حالات مثل الخيانة العظمى كـ(الخيانة الجنسية)، نظراً لأن المرأة لا تستطيع النسيان والمسامحة وستتحول الحياة لكابوس، وستظل تفكر في أساليب انتقام طوال الوقت.

ولفت إلى أن للأسف الحالات الاقتصادية بتتحكم في أخذ قرار الطلاق، فالبعض من النساء ليست لها مقدرة في تحمل مسئولية أسرة بمفردها، فتظل كما هي وترضى بنصيبها خوفًا من غدر الزمان، لكنها تظل مكسورة، وبأول فرصة تنتقم منه ولو تدريجياً.

الخيانة ليست دافع للانتقام
من جانبه قال نجاد البرعي، المحامي والحقوقي، إنه لا يوجد دافع يجعل المرأة ترتكب جريمة مهما كانت، لافتاً إلى أن خيانة الزوج لزوجتة جزء من الطبيعة البشرية لا تستدعي القتل والانتقام السافر بشتى أنواعه، فهي من تتحمل العقاب ونتيجة مأساتها لوحدها فقط.

واستطرد "البرعي"، في حديثه لـ"الفجر"، أن الحل في هذه الحالات يوجد في "الطلاق"، والانفصال، واللجوء للقانون، مستنكراً هذه الظاهرة التي انتشرت في الأونة الأخيرة وعلى إثرها باتت تتكرر حوادث كثيرة مفادها "القتل، والحرق" دون النظر للأبناء والتفكك الأسري.

وطالب المرأة بالتريث والعدول في فكرها، فالخيانة لا تؤذي الكرامة فهو الفاعل وهي المفعول بها، لذا من الأفضل ألا ترمي بأسرتها بالتهالكة من أجل شخص خائن، والاكتفاء بالطلاق وهو في حد ذاته عقاب لزوج.

دراسة: مصر أولى دول العالم في الانفصال 170 ألف حالة طلاق
سجلت الإحصاءات الدولية بالأمم المتحدة أخيرا، ارتفاع نسبة الطلاق في مصر حتى أصبحت الأولى عالميا بمعدل فاق 170 ألف حالة في العام الأخير، وأغلبها عن طريق قانون الخلع، وعزت ذلك للظروف الاجتماعية والاقتصادية، فضلا عن نقص الوعىي وانتشار المواقع الإباحية على الانترنت مما جعل هناك تزايدا في نسب الخيانة التي أدت إلى الطلاق عاما بعد عام خاصة مع قانون الخلع الذي يساعد المرأة على الطلاق دون علم زوجها.