د. بهاء حلمي يكتب: لعبة أبناء مصر الإلكترونية

مقالات الرأي

د. بهاء حلمي - صورة
د. بهاء حلمي - صورة أرشيفية


يقول البعض إن لعبة البوكيمون اختراع يهودى وأنها تعبر عن كائنات شيطانية وهى البوابة الخلفية للاستخبارات الأمريكية، ويقول البعض الآخر إنها مجرد لعبة ضمن إنتاج شركة متعددة الجنسيات فى اليابان تسعى لتحقيق الأرباح وأن أى معلومات موجودة بالإيميل أو على التليفون المحمول فهى معروفة ومتاحة للمخابرات الأمريكية وغيرها سواء باللعبة أم بغيرها ولكن الجديد هو أن اللعبة تستطيع أن تنقل صورة دقيقة لتفصيلات المكان الموجود فيه اللاعب بالـGPS، وأن الشركة المنتجة حققت أرباحا قدرت بحوالى 9 مليارات دولار زيادة فى قيمة أسهمها.

ومن المعروف قيام وكالة الأمن القومى الأمريكية والعديد من الأجهزة المتخصصة بمتابعة ومراجعة جميع البيانات والمعلومات والصور على شبكة المعلومات الدولية ومواقع التواصل الاجتماعى مع استخدامها بالطرق التى تحقق لها استراتيجيتها بما فى ذلك التجنيد والسيطرة والتحريض ونشر قيم العولمة كما يطلقون عليها، إضافة إلى التنصت على المكالمات عبر الاتصالات ومواقع التواصل المختلفة والمبتكرة بما فى ذلك التنصت على رؤساء الدول كما أعلن عما حدث مع المستشارة الألمانية وغيرها.

ولكن الأمر المستغرب هو الزخم الإعلامى المصاحب لهذه اللعبة وكأننا اكتشفنا فجأة كالعادة أن كل البيانات والمعلومات الموجودة على شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعى سواء أكانت من خلال أجهزة الحاسب أو عن طريق التليفونات المحمولة الذكية أو أى وسائط أخرى يتم التجسس عليها مع استغلالها بأى شكل كان، بالإضافة إلى إتاحة جميع تلك البيانات للقرصنة والاستحواذ لكل من لديه أفكار ودراية بالاختراق الإلكترونى.

ويكفى أن تعرف أنه بمجرد نشر صورة على صفحتك بالفيس بوك مثلا تصبح خارج سيطرتك حتى لو تم حذفها من جانبك دون أدنى مسئولية لأى جهة بناء على إقرارك وتوقيعك بالموافقة عند إنشائك لصفحتك.

لذلك نرى أن تناول اللعبة إعلاميا على هذا النحو أمر مبالغ فيه ويصب فى النهاية لصالح الدعاية للعبة أو الشركة المصممة لها ــ دون أن نفكر بطريقة جديدة حول كيفية اختراق عالم الابتكار الإلكترونى الذى يمكن أن يجنى لنا مليارات الدولارات التى قد تصل إلى مبالغ قد تتساوى مع الاحتياطى النقدى.

صحيح ربما لا نمتلك القدرات والإمكانات فى المعرفة والتكنولوجيا التى تؤهلنا للتعامل مع التطور التكنولوجى الهائل، ولكن السؤال متى نبدأ لنصل إلى مستوى التعامل مع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات؟

نؤكد أنه لم يساعدنا أحد سوى الشباب والأطفال مستقبل هذا الوطن، إن تلك الأجيال لديها من القدرات والممارسات التى تستطيع بموجبها أن تفكر وتتعامل مع التكنولوجيا بشكل متميز لا يختلف عن أفكار وابتكارات الشباب والأطفال فى الدول المتقدمة، ولكن الفرق هو اهتمام وتشجيع الدولة لهذا الفكر والابتكار وأسلوب التعامل مع الموهوبين حتى لو اخترقوا مواقع إلكترونية طالما لم يرتكبوا ما يخالف القانون أو العادات والتقاليد، لأنهم يعتبرون موهوبين، ولا نستطيع أن ندخل للعصر الجديد للتكنولوجيا والاتصالات إلا من خلال الموهوبين والمبدعين.

لذلك نعيد طرحنا بأهمية كشف المواهب من خلال عمل مسابقات مفتوحة أمام الشباب والمراهقين فى مجال تكنولوجيا المعلومات وإعداد البرامج وكيفية اختراقها ووسائل تأمينها، وكيفية التغلب على الغش الإلكترونى حتى نصل لابتكار لعبة إلكترونية تضاهى لعبة البوكيمون أو تفوقها ونطلق عليها لعبة (Sons of Egypt) الإلكترونية أى لعبة أبناء مصر الإلكترونية.