في ذكرى وفاته..ما لا تعرفه عن "يوسف إدريس".. الكاتب الذي أطاح بالملك فاروق

تقارير وحوارات

يوسف إدريس- صورة
يوسف إدريس- صورة أرشيفية


تميز قلمه بالدقة والتركيز والتعبير المميز، قدم للأدب العربى اكثر من عشرين مجموعة قصصية، وخمس روايات، وعشر مسرحيات، وترجمت أعماله إلى العديد من اللغات العالمية، ما اهله لان يكون أمير القصة القصيرة بلا منازع، هو الكاتب "يوسف إدريس".

ففي مثل هذا اليوم الاول من أغسطس فقدت مصر واحداً من أبرز أدبائها، "يوسف إدريس" ابن محافظة الشرقية الطبيب الذي فضل الأدب وكتابة الروايات والقصص عن ممارسة مهنته كطبيب.

وفي ذكرى وفاته ترصد "الفجر" ملامح من حياة ابرز كتّاب القصة القصيرة في العصر الحديث وأشهر المجددين في فنونها.

"الفلاح المجتهد"

ولد يوسف إدريس في 19 مايو من عام 1927 في قرية "البيروم" بمحافظة الشرقية، تلقى دراسته الاولية في محافظة الشرقية وانتقل عام 1945 إلى القاهرة ليدرس في كلية الطب تخصص طب نفسي والتي تخرج فيها عام 1951.

كان والد يوسف متخصصاً في استصلاح الأراضي وكان كثير للتنقل لذا تربى يوسف مع جدته في القرية، وفي  28 أغسطس 1957 تزوج يوسف ادريس من السيدة رجاء الرفاعي، وأنجب منها ثلاثة أولاد المهندس سامح والمرحوم بهاء والسيدة نسمة.

"الثوري والمناضل"

عايش يوسف إدريس في مرحلة شبابه فترة حيوية من تاريخ مصر من جوانبه الثقافية والسياسية والاجتماعية، بدأها بالانتقال من الملكية إلى الثورة ثم النكسة وما خلفته من هزائم نفسية وآلام، ثم النصر في 73 واسترداد كرامة الشخصية المصرية، ثم الانفتاح في عهد السادات.

وخلال تلك التقلبات المجتمعية ظهرت ملامح شخصية يوسف إدريس الثورية فاثناء دراسته للطب اشترك في مظاهرات كثيرة ضد المستعمرين البريطانيين ونظام الملك فاروق، وفي 1951 صار السكرتير التنفيذي للجنة الدفاع عند الطلبة، ثم سكرتيراً للجنة الطلبة، وبهذه الصفة نشر مجلات ثورية وسجن وأبعد عن الدراسة عدة أشهر. 

في 1961 انضم إلى المناضلين الجزائريين في الجبال وحارب معارك استقلالهم ستة أشهر وأصيب بجرح وأهداه الجزائريون وساماً إعراباً عن تقديرهم لجهوده في سبيلهم وعاد إلى مصر.

كان يوسف من الكتّاب القلائل الذين يعبرون عن رأيهم بصراحة وجرأة، وخصوصاً أرائه السياسية، فنشر في عام 1969 المخططين منتقداً فيها نظام عبد الناصر ومنعت المسرحية، وفي عهد السادات اختفى من الساحة العامة، على أثر تعليقات له علنية ضد الوضع السياسي في عصر السادات ولم يعد للظهور إلا بعد حرب أكتوبر 1973 عندما أصبح من كبار كتّاب جريدة الأهرام.

"طبيب نفسي"

عمل يوسف كطبيب بالقصر العيني 1951-1960، وفي 1956 حاول ممارسة الطب النفسي ولكنه لم يلبث أن تخلى عن هذا الموضوع وواصل مهنة الطب حتى 1960 إلى أن انسحب منها وكان وقتها مفتش صحة.

"الكاتب الصحفي"

منذ سنوات الدراسة الجامعية وكان يوسف يحاول نشر كتاباته، وبدأت قصصه القصيرة تظهر في المصري وروز اليوسف، وفي 1954 ظهرت مجموعته أرخص الليالي، وعندما ترك مهنة الطب عمل صحفي محرر بالجمهورية، 1960، ثم كاتب بجريدة الأهرام، 1973 حتى عام 1982.

وصار صحفياً معترفاً به حيث نشر روايات قصصية، وقصصاً قصيرة، ومسرحيات، وفي 1963 حصل على وسام الجمهورية واعترف به ككاتب من أهم كتّاب عصره.