رسالة نارية من السوريين إلى الإرهابيين الذين قتلوا الطيارين الروس

عربي ودولي

سحل الطيار الروسي
سحل الطيار الروسي


شهدت الكثير من المحافظات السورية تغيرات إيجابية جاءت بالتزامن مع دخول الطيران الروسي ساحة العمليات العسكرية ضد الإرهاب في سوريا وتمثلت هذه التغيرات في تحرير الكثير من الأرياف والمناطق، كما يعتبر الجانب الإنساني المتعلق بكسر الحصار عن بعض المدن والأحياء من أهم المهام التي كانت روسيا تعمل من أجلها في سورية.

 

حيث كان لمدينة "دير الزور" وبعض قرى ريف إدلب الحصة الأكبر من الاهتمام الروسي، ولم يقتصر الدور الإنساني عند هذا الحد بل طالت المساعدات الروسية كافة المناطق التي تحتوي على  النازحين من المعارك والمتضررين جراء العمليات العسكرية سواء ضمن نطاق سيطرة الدولة السورية أو حتى خارجها، وكانت المساعدات الروسية تتوالى إليهم دون توقف، ولن ننسى ما قام به مركز التنسيق الروسي في قاعدة "حميميم" من تفعيل المصالحات الوطنية والإشراف على وقف إطلاق النار.

 

وسادت حالة من الغضب والتنديد الشديدين الشارع السوري ومواقع التواصل الاجتماعي جراء العمل الوحشي الذي قام به عدد من الإرهابيين والذي طال طاقم المروحية الروسية التي أسقطت فوق ريف إدلب بعد أن استهدفها مسلحون بصاروخ موجه أثناء قيامها بمهمة إنسانية.

 

وعبر أبو عبد الله لـ "سبوتنيك" وهو أحد الهاربين من تنظيم "داعش" في دير الزور عن حزنه الشديد لما جرى للطيارين الروس الذين لطالما انتظرهم مع أقاربه المتواجدين في المناطق المحاصرة لكي يتلقوا المواد الغذائية والصحية عبر السماء والتي كانت تعين أطفالهم وكهولهم في البقاء على قيد الحياة، حيث كان حليب الرضع والأدوية الهامة من المواد الأساسية التي كانت تحملها تلك الطائرات قائلا: "إن تلك المساعدات ساهمت في بقائهم على قيد الحياة فهناك مواد لا يستطيعون شراءها حملتها لنا دون مقابل في الوقت الذي كانت المجموعات الإرهابية تبيع تلك المواد بأسعار باهظة.

 

فيما استنكرت "أم أحمد" وهي من سكان مدينة حلب ما حدث للطيارين الروس في ريف إدلب واصفة إياه بالعمل الوحشي الجبان فهي من ضمن كثيرين حصلوا على مساعدات إنسانية ألقتها لهم تلك الطائرات وقد ساعدتهم على تحمل الحصار الذي كانت تفرضه عليهم الجماعات المسلحة.

 

 كما قالت إن الطيارين الروس صناع سلام أتوا في مهمة إنسانية يسعون فيها إلى إحلال الخير، ومحاربة الإرهابيين الذين قتلوا النساء والأطفال ونفذوا أعمالا راح ضحيتها الأبرياء، وشددت على أن سكان مدينة حلب يثمنون للطيارين والجنود الروس تضحياتهم في إتمام أي مهمة توكل إليهم  ويقدرون المخاطر التي يتعرضون لها في سبيل إيصال تلك المساعدات والتي قد تكلفهم حياتهم وهذا ما حدث مؤخرا لطاقم مروحية في ريف إدلب وهو أمر محزن ومؤسف.

 

بينما دعت بعض المؤسسات الأهلية في مدينة اللاذقية إلى تنظيم مسيرة شموع تخليداً لأرواح الطيارين الروس وكل جندي ومواطن روسي قدم دمه دفاعاً عن قضايا الشعوب المحقة في السلام والتصدي للإرهاب.