تعرف على كواليس حياة "زويل" في أمريكا وعقبات انطلاقته العلمية هناك

تقارير وحوارات

بوابة الفجر






شهدت حياة العالم الراحل الدكتور أحمد زويل، بأمريكا عدة مراحل أبرزها كان بمعاناته في أول شهور إقامته، وخوفه من الفشل، والطرد من المعهد العلمي بأمريكا بعد 6 سنوات، ولكن كفاءته وخبراته العلمية استطاعت أن تصل به بأن يضع علامة نوعية في علم الكمياء والإشادة به بالعالم أجمع، فضلا عن اختياره أحد أعضاء مجلس مستشاري الرئيس الأمريكي للعلوم والتكنولوجيا.

عاش البروفيسور أحمد زويل في سان مارينو، لوس أنجلوس، وهو أستاذ رئيسي لينوس باولنغ في الكيمياء الفيزيائية وأستاذ الفيزياء في كالتيك، تم تعيينه أخيراً كمبعوث علمي للولايات المتحدة لدول الشرق الأوسط.  

وكان التليفزيون المصري أعلن في خبر عاجل له وفاة زويل في الولايات المتحدة الأمريكية, وذلك بعد صراع طويل مع مرض  السرطان في النخاع الشوكي، وتعافي منه إلا أن ضعف مناعته جعله عرضة للاصابة بالفيروسات بمقر إقامته بأمريكا.

الدكتور" زويل" هو عالم كيميائي مصري وأمريكي الجنسية حاصل على جائزة نوبل في الكيمياء لسنة 1999 لأبحاثه في مجال كيمياء الفيمتو حيث قام باختراع ميكروسكوب يقوم بتصوير أشعة الليزر في زمن مقداره فمتوثانية وهكذا يمكن رؤية الجزيئات أثناء التفاعلات الكيميائية.

مرت حياة "زويل" بعدة محطات خلال سفره بأمريكا والتي بدأت في عام 1974ميلادية خلال حصوله على الدكتوراه من جامعة بنسلفانيا، كما استطاع "زويل" أثناء عمله العلمي في الولايات المتحدة أن يعلو يوما بعد الآخر حتى صار واحدا من أساطير العلم بها، ولكن أهم إنجازاته قاطبة ذلك الفتح العلمي العظيم في مجال الكيمياء "الفيمتو ثانية"، فقد استطاع لأول مرة في تاريخ العلم، تصوير عملية التفاعل الكيميائي التي لا تستغرق سوى لحظة من مليون بليون جزء من الثانية، فغير بذلك علم الكيمياء الحديثة، إذ لم يكن العالم يعرف بالضبط ماذا يحدث أثناء تلك اللحظة ولا الوقت الذي تستغرقه.

وسلم العلماء طيلة السنوات الخمسين الماضية بالصورة التقريبية التي وضعها "ماكس بورن"، و"روبرت اوبنهايم" بما يسمى باللحظة الانتقالية التي تنفك خلالها الروابط الكيميائية للجزيئات وتقرن بجزيئات مادة أخرى، ويولد عنها جزيء جديد لمادة جديدة.

اختياره بـ"الجمعية الأمريكية للطبيعة" زميلا لها
فيما صمم  زويل كاميرا جزيئية لتصوير عملية التفاعل التي تحدث في وقت مثل ثانية واحدة في فيلم يستغرق عرضه 32 مليون سنة، وكانت النتيجة أكثر من (30) جائزة دولية، أعظمها جائزة نوبل والتي حصل عليها عام 1999.
وحصل زويل عام 1981 على جائزة بحوث الكيمياء المتميزة من مؤسسة (N.R.C) ببلجيكا، واختارته الجمعية الأمريكية للطبيعة زميلا لها عام 1982.

محطة مؤلمة
كانت أول محطة مؤلمة ليواجه فيها صعوبات كثيرة، حينما سافر إلى أمريكا، حيث أوضح في حديث سابق:" قطعوا عني وصلة السخان عشان مكنش معايا فلوس أدفع الاشتراك بتاع الكهرباء".

الإشادة بعمله
ولكن بعد عامين بدء الترحيب به والاحتفالات بأعماله العلمية، موضحًا أنه لن يرى عقدًا كونه مصري بل كل تركيزهم كان على علمه، وكانوا يثقون في زويل وعلمه ويؤكدون دائما على أنه استطاع يعمل نقلة نوعية في علم الكيمياء. 

حصوله على مبلغ 50ألف دولار في عمر صغير
وفي حديث سابق للدكتور زويل، قال إنه كان صغيرًا في السن عندما حصل على مبلغ 50 ألف دولار، مثله مثل أي باحث آخر، وقالوا له سنحاسبك بعد 6 سنوات على ما أنجزته من أبحاث وفيما صرفت هذه الأموال، ولم يحددوا له موضوعًا؛ بل تركوا له البحث بحرية في شتى المجالات.

أضاف زويل: "أعطوني مكتبًا ومختبرًا، وتركوا الباب مفتوحًا لمن يريد أن ينضم لي من دارسي الدكتوراه، وفي العادة فإنهم وبعد انتهاء مهلة الـ 6 سنوات، يرسلون الأبحاث لمُحكمين عالميين، ويسألونهم رأيهم، فإذا أشادوا به، فإن إدارة الجامعة تسمح لهذا الباحث بالبقاء في الجامعة مدى الحياة، وإذا لم تكن هذه الأبحاث مهمة فإنهم يشدون على يد الباحث مودعين.. إنه نظام محدد وصارم وليس فيه أي مجال لتلاعب أو العاطفة.. لم أكن قلقًا من هذا النظام، فوظيفتي المرموقة تنتظرني في مصر ولن أخسر كثيرًا إذا ما غادرت تلك الجامعة بعد انتهاء الـ 6 سنوات.. لكن ما حدث هو أني والعاملين معي حققنا شيئًا ضخمًا ومرموقًا منذ البدايات المبكرة، ما جعل إدارة ذلك المعهد العلمي العريق تقرر استبقائي معهم مدى الحياة بعد انقضاء سنة ونصف فقط على التحاقي بهم، دون انتظار لانقضاء باقي المدة، وكنت من أصغر الناس الذين حصلوا على هذا التقدير".

أحد أعضاء مجلس مستشاري الرئيس الأمريكي  
وفي عام2009، كان ضمن مجلس مستشاري الرئيس الأمريكي للعلوم والتكنولوجيا، والذي يضم 20 عالماً مرموقاً في عدد من المجالات، كما تم تعيينه كمبعوث علمي للولايات المتحدة لدول الشرق الأوسط.

اللحظات الأخيرة
 قبل أسبوع من الوفاة كان في زيارة إلى ابنته بولاية سان فرانسيسكو، ولكنه أصيب بفيروس مفاجئ جعله لا يستطيع التحدث بشكل جيد، مما اضطره إلى الحديث مع مستشاره عن طريق "الوتس آب" والإيميل، حتى قبل يومين من وفاته.

وتوفاه الله، ونقلوا جسمانه في لوس أنجلوس إلى المركز الإسلامي، لانتظار الإجراءات لنقله إلى مصر، حيث من المقرر أن يدفن في المقابر التي اشتراها قبل حوالي 6 أشهر من الوفاة.