د. رشا سمير تكتب: الناجح يرفع إيده!

مقالات الرأي



أقترح أن يقوم أولياء أمور دفعة الثانوية العامة 2016 والمعروفة إنسانيا بإسم (دفعة تشاومنج)، أن يقوموا من باب رد الجميل وعملا بمبدأ تهادوا تحابوا أن يجمعن مبلغا لا بأس به من المال لشراء هدية تليق بالأخ صاحب موقع (تشاومنج بيغشش الثانوية العامة) ربنا يفك سجنه يارب ويهون عليه الأيام الصعبة!.فهو دون شك سبب فرحتهم هذا العام!.

مجاميع كثيرة تخطت ال99% ..فإذا كان هناك طالب قد وصل به الذكاء إلا أنه حصل على الدرجات النهائية فى الفيزياء والرياضة وهذا قد يكون مقبول لأن واحد زائد واحد يساوى أثنين..فكيف يحصل طالب على الدرجات النهائية فى التعبير أو الأحياء على سبيل المثال حين يصبح التفاوت بين الأشخاص فى الإجابة إختلاف لا يسمح بالدرجة النهائية!.

وسواء كانت المجاميع هذا العام مرتفعة أو منخفضة..فستبقى وصمة العار الدائمة التى ستلحق بهذه الدفعة وهى أنها (دفعة تشاومنج)!.وسوف تظهر نتائج هذه المهزلة وقت تخرجهم من الجامعة إلى ممارسة الحياة التى لا تحتاج إلى صم!.

ما كان يحدث كل عام فى الثانوية العامة هو مهزلة حقيقية ومسرحية هزلية لا يبقى منها سوى أغنية عبد الحليم حافظ (الناجح يرفع إيده) ولكن ما حدث هذا العام هو (حمادة تانى خالص)!

هناك عصابة داخل وزارة التربية والتعليم تسرق الإمتحانات وتتاجر بمجهود الطلبة وذويهم الغلابة..ولازال هناك ألف تشاومنج داخل أروقة تلك الوزارة المشئومة!..

وفى خضم الفرحة والإحتفال بالنجاح..نسى الأهالى أن أبنائهم غشاشين..ونسى المعلمون أنهم باعوا ضمائرهم للشيطان ونست الدولة أن وزير التربية والتعليم يجب أن يحاسب..

سيادة الوزير..كم تمنيت وانتظرت أن تقوم أنت بتقديم إستقالتك..فإنتظار قرار رئيس الوزراء بإقالتك لن يختلف كثيرا عن إنتظار قطار الصعيد!.

سيدى الوزير..أنا لا أطالبكبالإستقالة لأن الإمتحانات تم تسريبها..فهذا فعل فاضح فى الثانوية العامة منذ قديم الأزل ربما الجديد فقط أنه تم بفجاجبة شديدة وعدم إهتمام مجحف من سيادتك وعدم الإعتراف حتى بخطأ الوزارة..

الحقيقة أننى أتمنى لو كنت سعادتك بقدر المسئولية التى وضعتها الدولة على عاتقك وسوف يتم محاسبتك عليها يوما بين يدى الله..الإستقالة تعنى ببساطة فشل سيادتك فى أداء المهمة التى جئت من أجلها وهى ليست بالقطع تسريب الإمتحانات، ولكنها مسئولية تغيير النظام التعليمى الفاشل فى مصر وتحويله إلى نظام صلب قادر على بث الوعى فى عقول الشباب وفتح أفقهم ومنحهم القدرة على دفع الوطن للأمام..فجماعات الظلام التى تحتل عقول الشباب وتحولهم إلى داعشيين هم نتاج تعليم فارغ لم يستطع ملئ عقولهم.

أنظروا يا سادة إلى الفارق بين طالب الشهادة البريطانية أو الأمريكية كلاهما على حد السواء أمام طالب الثانوية العامة.

طالب الشهادات الأجنبية هو طالب تعلم كيف يفكر وكيف يقف على مسرح المدرسة بثبات وثقة ليعبر عن نفسه، طالب يدخل على الإنترنت ويعمل بحثا جادا قيما، طالب تعلم أن يتعاون مع مجموعة من زملائه لتقديم مشروع ومناقشته بثقة..

إنظروا كيف يستطيع طالب الشهادات الأجنبية أن يختار مستقبله ويخطط له ويراسل الجامعات العالمية فيختار ما يناسب دراسته..إنظروا كيف يكون محددا فى إختيار المواد التى تساعده على دراسته الجامعية وكيف يقوم بأداء الإمتحان فى المادة الواحدة على ثلاث مراحل..مرحلة تُخرج ما بداخله من إبداع ومرحلة تسمح له بإبراز فهمه العميق للمادة ومناقشة أساتذته ومرحلة تخرج طاقاته الحفظية الكتابية..وتُقسم الدرجة بالتساوى على الثلاث ورقات.

وانظروا فى المقابل كيف كانت وستصبح للأبد أقصى أحلام طالب الثانوية العامة هى دراسة الطب أو الهندسة!

طالب الشهادة الأجنبية تحول إلى إختيار كليات مثل البيزنس والتسويق والأدب والسيكولوجى وبات يهتم بالعمل المجتمعى الذى يستطيع من خلاله أن يتواصل مع المجتمع بمشاكله ويشعر بألام ومحن الأخرين..

في حين لا يزال مكتب التنسيق فى مصر يعطى الطالب الحاصل على 95 بالمائة ورقة طويلة عريضة يكتب بها عشرون أختيار لازال على رأسهم الطب أو الهندسة!..

سيادة الوزير..ماذا أقول بعد كل ما قيل؟ كل عام وانتم بخير ولا عزاء لسيادتكم والناجح دايما يرفع إيده..ويجعله عامر إن شاء الله يافندم!.