ماذا يعني قتل زعيم تنظيم "داعش" في سيناء ؟

أخبار مصر

قوات الجيش في سيناء
قوات الجيش في سيناء

اعتبر خبراء أن إعلان القوات المسلحة المصرية قتل زعيم تنظيم «داعش» في سيناء ومجموعة من مساعديه يُمثل «ضربة قاسمة» للتنظيم، الذي تلقى في الآونة الأخيرة ضربات متتالية أضعفت كتلته الرئيسية، ما قد يُعجل بالقضاء عليه.

 

ووفقا للحياة اللندنية، قال الجيش في بيان مساء أول من أمس: «بناء على معلومات استخباراتية دقيقة من القوات المسلحة، قامت قوات مقاومة الإرهاب بالتعاون مع القوات الجوية بتنفيذ عملية نوعية استهدفت خلالها توجيه ضربات دقيقة ضد معاقل تنظيم «أنصار بيت المقدس» الإرهابي في مناطق جنوب وجنوب غربي مدينة العريش، وتمكّنت خلال هذه الضربات من قتل زعيم تنظيم «أنصار بيت المقدس» الإرهابي (المدعو أبو دعاء الأنصاري) وعدد من أهم مساعديه وتدمير مخازن الأسلحة والذخائر والمتفجرات التي تستخدمها تلك العناصر، بالإضافة إلى مقتل أكثر من 45 عنصراً إرهابياً وإصابة العشرات من التنظيم».

 

وجماعة «أنصار بيت المقدس» بايعت تنظيم «داعش» في 2014، وباتت فرعاً له. ولم يُفصح الجيش عن هوية أبو دعاء الأنصاري، واكتفى بإعلان كُنية قائد التنظيم. وقال مصدر أمني في الجيش لـ «الحياة»: «إعلانات الجيش في ما يخص الحرب على الإرهاب لها حسابات دقيقة جداً، وعلى الإعلام التعامل مع المعلومات المُعلنة، لأن ضخ المعلومات في هذا الصدد له ترتيبات أمنية معينة».

 

وكُنية «أبو دعاء الأنصاري» ليست معروفة في الأوساط الإعلامية، ومن أبرز الأسماء المعروفة من قيادات تنظيم «داعش» في سيناء: هاني أبو شيتة، شادي المنيعي، محمد فريج زيادة، والأخير هو شقيق توفيق فريج زيادة مؤسس التنظيم الذي قتل في مواجهات سابقة مع الجيش، وهو زوج شقيقة القيادي الجهادي في سيناء حمدين أبو فيصل الموقوف في أحد السجون المصرية، وكان من أبرز قيادات «القاعدة» قبل تأسيس «داعش»، وتولى قيادة المحاكم الشرعية في الشيخ زويد ورفح بعد انتشار تلك المحاكم في الفترة التي أعقبت ثورة 25 كانون الثاني (يناير) 2011، التي شهدت تمدد نفوذ الجهاديين في شمال سيناء.

 

وقال وكيل جهاز مباحث أمن الدولة السابق العميد خالد عكاشة لـ «الحياة»: «أرجّح أن يكون أبو دعاء الأنصاري، هو محمد فريج زيادة، شقيق توفيق زيادة. الثابت لدى أجهزة الأمن منذ فترة أن محمد فريج يقود التنظيم بعد مقتل شقيقه».

 

وأضاف: «أظن أن التنظيم من دون شك سيدخل في فترة فقدان توازن في شكل كبير حتى لو كان يمتلك كوادر تعوضه عن الخسارة التي لحقت به، لكن من دون شك مقتل القائد الرئيسي و45 من أقوى عناصره التي تمثل الشريحة الأرفع المرافقة لقائد التنظيم، سيدخله في أزمة داخلية عميقة، تحتاج إلى فترة زمنية حتى يمكّن من استرداد إمكانيته إذا استطاع استردادها… أتوقع حصول عمليات أمنية متوالية أخرى تكون إيذاناً بتدمير التنظيم نهائياً».

 

وأضاف: «قائد التنظيم مصري، والتنظيم منذ فترة يُنفذ عمليات تعمية كبيرة جداً على عناصره، خصوصاً القيادية ويبعدها عن البيانات الإعلامية والإصدارات التي تخرج منه، لكن إن صدق أن من قُتل هو قائد التنظيم، فسيكون محمد فريج زيادة… وفق معلومات رسمية فإن محمد فريج يقود التنظيم، وإذا صح أنه هو القتيل فنحن أمام شخص مؤثر جداً بالنسبة الى التنظيم مثل شادي المنيعي وكمال علام».

وقال العميد خالد عكاشة: «أعتقد قبل نهاية العام سينتهي التنظيم، ففي الشهر الماضي حدثت ثلاث عمليات أمنية كانت مؤثرة جداً، في الشيخ زويد وجنوبها وفي رفح قرب الحدود مع قطاع غزة، تم خلالها قتل عدد من مسلحي التنظيم وقصف مخازن أسلحة كبيرة، وهذه العملية تتويج لهذا النشاط الذي يُركز على تصفية التنظيم».

 

وأتت تلك الضربات الأمنية المتلاحقة بعد سلسلة من الهجمات الكبرى نفذت قبل شهور واستهدفت وحدات ومكامن عسكرية ومعسكرات أمنية وحصدت أرواح عشرات الضباط والجنود، لكن تلك الهجمات المنظمة والمُركبة التي كانت سمة العمليات التي تستهدف قوات الأمن في سيناء، توارت إلى حد كبير في الشهور الماضية، وطفت على السطح ظاهرة العبوات الناسفة التي تُزرع في طريق القوات ويتم تفجيرها من بعد وغالباً ما يسقط فيها ضحايا.

 

من جانبه، قال القيادي السابق في «الجماعة الإسلامية» ناجح إبراهيم لـ «الحياة» إن «الحركة الإسلامية المسلحة تهتم كثيراً بالكنى والأسماء الحركية التي تتغير من وقت الى آخر، خصوصاً بالنسبة الى القادة المطلوبين منذ فترة»، مضيفاً: «أتوقع أن أبو دعاء الأنصاري إما أن يكون محمد فريج أو هاني أبو شيتة المحكوم بعدة إعدامات. الاثنان خضعا لمحاضرات المراجعات الفكرية التي كنت ألقيها في سجن دمنهور قبل سنوات من ثورة 25 يناير».

 

وأضاف: «في كل الحالات مقتل زعيم التنظيم يؤثر تأثيراً كبيراً فيه. يشتته ويضعفه في شكل كبير، فتلك التنظيمات مُغلقة وتعتمد على السرية، وغالباً مفاتيح التمويل والتسليح تكون في عقل قائد التنظيم ومجموعة من أقرب مساعديه، لذا عندما يُقتل القادة يكون لذلك أثر مدمر، مثل ما حدث عندما قُتل شكري مصطفى قائد تنظيم التكفير والهجرة في سيناء، فبعد مقتله تفتت التنظيم».