"متخصص": الرباط في سبيل الله وحراسة البلاد والعباد من أعظم مراتب الجهاد

السعودية

السعودية - أرشيفية
السعودية - أرشيفية


ذكّر المستشار والباحث في الشؤون الإسلامية والاجتماعية سلمان بن محمد العُمري أبناء الوطن والمقيمين من الذكور والإناث، شيباً وشباباً، كباراً وصغاراً، بالدعاء لجنودنا الأبطال الذين يذودون عن بلادنا ويدافعون عنها بكل بسالة، فحق لهؤلاء الأبطال الدعاء قبل الثناء بأن يحفظهم الله وينصرهم ويسدّد رميهم ويعلي رايتهم راية التوحيد الخفاقة، وأن يحمي بلادنا من شر الأشرار وكيد الفجار وشر طوارق الليل والنهار وذلك في الصلوات وفي الخلوات وأوقات الإجابة.

وقال العُمري: في الوقت الذي نعيش في أجواء الحر الشديد وارتفاع درجة الحرارة في معظم أرجاء بلادنا، وفي المقابل ما سخّره الله لنا من وسائل لرخاء العيش ورغده ومواجهة هذا الحر الشديد والسموم من مكيّفات الهواء في منازلنا بمختلف أنواعها وفي سياراتنا وفي مواقع العمل يجدر بنا أن نذكر ونشكر الله عز وجل ثم نشكر رجالاً تحت لهيب الشمس ومن قبل في الصقيع البارد يسهرون الليل، وفي الرمضاء يحمون حدودنا ويذودون عن بلادنا في أجواء شديدة البرودة شتاءً ومشتعلة في الصيف نذروا أرواحهم وأنفسهم لخدمة دينهم وبلادهم والذود عنه.

 واستطرد العُمري بالقول: إننا في منازلنا وتحت مكيفات الهواء ونتذمّر من حرارة الجو، وهناك رجال أمن على الحدود ورجال أمن داخلي يقودون دفّة العمل أيضاً في الميادين والشوارع مع إخوانهم على الحدود ممّن تأهّبوا لحفظ حدودنا وردع العدوان بعزيمة وإيمان وفخر واعتزاز بهذه المهام الشريفة مستمدّين العون من الله عز وجل ومنتظرين الأجر والثواب وفقاً لما وعدوا به وبشّروا فيه من رسولنا وحبيبنا وقدوتنا صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه ابن عباس رضي الله عنهما قال:  سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "عَيْنَانِ لا تَمَسُّهُمَا النَّارُ: عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ 
اللهِ، وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ في سَبِيلِ اللهِ" .

 وأضاف قائلاً: والرباط في سبيل الله وحراسة البلاد والعباد من أعظم مراتب الجهاد فهم من يسهرون لحماية الجيش وحماية البلاد من المعتدين. وقد قال بعض السلف: أن الحراسة في سبيل الله من أعظم القربات وأعلى الطاعات وهي أفضل أنواع الرباط وكل من حرس المسلمين في موضع يخشى عليهم فيه من العدو فهو مرابط، وقد عرف السلف الصالح من الصحابة والتابعين وسلف الأمة هذا الفضل وعملوا عليه وتنافسوا فيه. يقول الصحابي الجليل عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما : " لأنْ أَبِيتَ حَارِساً وَخَائِفاً فِي سَبِيلِ الله عَزَّ وَجَلَّ أَحَبُّ إِليّ مِنْ أَنْ أَتَصَدَّقَ بِمِائَةِ رَاحِلَةٍ " ، ومما جاء أيضاً من الفضل العظيم من المولى الكريم. ومما بشّر به المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم: "  رابَط ليلةً حارسًا من وراءِ المسلمين كان له أجرُ من خَلفَه ممّن صام وصلّى " أي: أجر المصلين والصائمين الذين يحرسهم.
 
وأشار المستشار سلمان العُمري: إننا ولله الحمد في نعمةٍ عظيمة يفقدها من حولنا ومن هو بعيد عنّا ألا وهي نعمة الأمن والإيمان. روى البخاري في الأدب المفرد حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بحذَافِيرِها " .

وأكّد على أنّ نعمة الأمن من أعظم النعم التي أنعم الله بها علينا، وهذا الفضل من الله هيّأهُ الله له أسباباً تتمثل في قيادة رشيدة راشدة مخلصة حريصة على استتباب الأمن وحماية البلاد والعباد من شرور المفسدين والمجرمين والمعتدين ثم رجال أمن مخلصين الذين يقومون على هذا الأمن في الداخل والخارج فنعمنا بالأمن والطمأنينة الذي افتقده غيرنا فقتل الآلاف من الناس بمشاكل داخلية أو اعتداءات خارجية، وكم سمعنا ورأينا بما تنقله وسائل الإعلام من الحوادث والفوضى التي عمت وطمت في البلدان من المحن والفتن والحروب والمشاكل التي أكلت الأخضر واليابس وأهلكت الحرث والنسل وقتلت وسفكت وأفسدت الاقتصاد والاستقرار وخلقت الاضطراب وأصبح فيها الإنسان لا يأمن على نفسه وأولاده وماله وعرضه داخل منزله، ونحن نتذكّر هذه النعم ونتذكّر ما يقوم به الرجال الأبطال فإن واجبنا أولاً أن نحمد الله عز وجل على ما نحن فيه من النعم ونسأله دوامها، وأن يدفع عنّا النقم، وأن نحافظ على هذه النعم بشكر المولى أولاً ونعزز الصلة بالله عز وجل والدعاء إليه بحفظها والمزيد من التأييد والنصر على الأعداء، والابتعاد عن الذنوب والمعاصي وما يغضب الله عز وجل ، والوقوف مع ولاة أمرنا، ورجال أمننا وأن يبعد عنهم وعنا كل ما يوهن صفنا ويفتّت قوّتنا وعزيمتنا بعدم الانسياق خلف الأخبار الكاذبة والإشاعات المغرضة وعدم النشر، ومن الأمور المطلوبة أيضاً إخلاف العسكريين في أهليهم وأموالهم ففي كل مدينة وقرية لنا أقرباء وجيران وأحباب وأصحاب من المرابطين المجاهدين يجب علينا أن نخلفهم في أهلهم من والدين وأبناء وإخوان وأن نقف معهم ونساندهم وندعمهم ونشد من أزرهم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من جهز غازيا في سبيل الله فقد غزا ومن خلف غازيا في سبيل الله بخير فقد غزا " .

وسأل " العُمري"  الله أن يحفظ جندنا وأن يؤيدهم وينصرهم على عدوّك وعدوّهم، وأن يجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين، ويجنبنا شر الأشرار وكيد الفجار.

وقال: اللهم كن لهم عوناً ونصيراً وحافظاً ومجيراً ومؤيداً وظهيراً، اللهم ثبت أقدامهم واربط على قلوبهم ووحد صفهم وشد أزرهم وقو عزائمهم، اللهم انصرهم على عدوك وعدوهم واكفهم شره ورد كيده في نحره وكف عنهم بأس الذين كفروا أنت أشد بأساً وأشد تنكيلا. اللهم فرق شمل الحوثيين وحلفائهم وفرق جمعهم وشتت شملهم وخالف بين قلوبهم وآرائهم وألق الرعب في قلوبهم واقطع عنهم كل مدد يا قوي يا عزيز نعوذ بك من شرورهم وندرأ بك في نحورهم.