إيمان كمال تكتب: الوجه الحسن لمصر فى لوكارنو

مقالات الرأي



5 أفلام عربية فى المهرجان

17 عاما غابت السينما المصرية عن فعاليات مهرجان لوكارنو السينمائى الدولى والذى بدأت فعاليات دورته الـ69 فى الثالث من شهر أغسطس الحالى وحتى الرابع عشر من الشهر نفسه، وبمشاركة كبيرة وتواجد عربى قوى أيضا، لأفلام مصرية وتونسية ولبنانية وسورية، وعلى عكس أغلب المهرجانات العالمية التى تهتم بالسجادة الحمراء إلا أن لوكارنو يهتم بنوعية الأفلام التى يتم عرضها سواء داخل المسابقة الرسمية وحتى المعروضة أيضا بعيدا عن المسابقة.


1- كسر أسطورة التقاليد فى «أخضر يابس»

هل العادات والتقاليد هى أمر لا يمكن كسره؟ نعيش دائما «حدوتة الحياة» مدافعين بكل ما أوتينا من قوة عن عادات وتقاليد وضعها من سبقونا.

فتاة محجبة تنتمى لكثير من النساء «المحافظات» ممن ترسخ بداخلهن المخاوف تجاه الالتزام بكل الأعراف وعدم كسرها حتى لا تتعرض للانتقاد من مجتمعها بالإضافة لأنها باتت مؤمنة تماما بكل هذه التقاليد من داخلها، لكن بعد حادث تتعرض له هذه الفتاة أو بطلة فيلم «أخضر يابس» يجعلها تقرر كسر كل قناعتها السابقة والبدء من جديد بحياة مختلفة صادمة.

استطاع المخرج محمد حماد فى فيلمه الروائى الأول بصورة واقعية وساحرة فى نفس الوقت أن يدخل فى أعماق الكثير من النساء ممن يعشن هذه المعاناة، وبتجربته الأولى فى الفيلم الروائى الطويل يشارك حماد فى فعاليات مهرجان لوكارنو السينمائى فى دورته الـ69 للمنتجة خلود سعد والمنتج محمد حفظى ومدير التصوير محمد الشرقاوى ضمن مسابقة «صناع أفلام الحاضر» ليكون أول مخرج مصرى يشارك فى هذه المسابقة، وسط احتفاء عالمى بالفيلم فى المهرجان.


2- يسرى نصر الله يعيد للسينما بهجتها

«أخضر يابس» ليس الفيلم المصرى الأوحد الذى يشارك فى المهرجان، فالمخرج يسرى نصر الله للمرة الرابعة يدخل لوكارنو بعد مشاركات سابقة بأفلام مثل مرسيدس والمدينة والفيلم التسجيلى «صبيان وبنات» ويشارك هذه المرة بفيلمه الجديد «الماء والخضرة والوجه الحسن» وهو الفيلم الذى يحضر له منذ سنوات طويلة.

فى ريف مصر وبالتحديد فى مركز بلقاس بمدينة المنصورة قصص حب وحكايات للبسطاء من أهل الريف، طباخو الأفراح الذى ينتمى لهم البطل (رفعت) أو «باسم سمرة» والذى يرتبط بابنة عمه «كريمة» التى تجسدها (منة شلبي) إلا أنه ارتباط عائلى بحت باتفاق الأهل لا يوجد به أى مشاعر، ولكن بعد عودة حبيبته التى تجسدها ليلى علوى يبدأ الصراع، ولكن بشكل مختلف خاصة أن ابنة عمه هى الأخرى تعيش قصة حب، بين المشاعر الإنسانية والحياة البسيطة التى يعيشها هؤلاء الناس والمناظر الريفية الخلابة بعيدا عن زحام القاهرة تدور أحداث الفيلم الذى عرض ضمن المسابقة الرسمية فى المهرجان وبحضور مخرج العمل يسرى نصر الله وباسم سمرة وليلى علوى فيما غابت منة شلبى لانشغالها بتصوير أعمال أخرى، ويعتبر الفيلم هو أول تعاون بين نصر الله والسبكى، فالفيلم يحمل رسالة مهمة وهى الاستمتاع بالحياة بكل تفاصيلها من خلال الأب الذى يوصى أبناءه بالاستمتاع بعد وفاته بكل ما هو مبهج فى الحياة من ماء وخضرة ووجه حسن.


3- مخرجة تونسية خارج المسابقة الرسمية

وبعد أن فاز الفيلم التونسى (زينب تكره الثلج) بجائزة أفضل «مشروع عربي» فى مهرجان البندقية السينمائى الدولى فى دورته الـ72 يعرض الفيلم فى لوكارنو ولكن خارج المسابقة الرسمية للمهرجان، والعمل للمخرجة التونسية كوثر بن هنية، والتى لفتت الانتباه من قبل بفيلمها السابق «شلاط تونس» والذى عرض أيضا فى العديد من المهرجانات الدولية.


4- 300 ميل وتمزيق سوريا فى الثورة

بين درعا وحلب صور المخرج السورى عروة المقداد فيلمه «300 ميل» والذى استغرق أربع سنوات تصوير، وحاول مقداد من خلال العمل أن يناقش الثورة السورية ولكن بشكل مختلف لم يتم التطرق له من قبل من خلال بعض الأسئلة التى يقوم بطرحها مثل أسباب تغير مسار الثورة فى سوريا، وذلك من خلال شخصيتين رئيسيتين هما «أبو يعرب» القائد فى الجيش الحر وعدنان الناشط المدنى، حيث تدور الأحداث بين درعا فى الجنوب وحلب فى الشمال حيث يبدأ المخرج رحلته فى البحث عن الأسباب التى مزقت المنطقة العربية على مدار الستين عاما، وعن المسافات التى خلقت ومزقت سوريا على مدار سنوات الثورة الخمسة الماضية فى مصير مجهول.

وبالرغم من صعوبة التصوير فى حلب إلا أن المقداد استطاع أن يدخل المدينة بمساعدة أهلها الذين قدموا له كل المساعدات من أجل تصوير الفيلم الذى يعرض فى فئة «علامات الحياة» فى المهرجان.


5- مشاركة لبنان «حبال الهوا»

فى مسابقة فهود الغد للأفلام القصيرة يشارك الفيلم اللبنانى (حبال الهوا) للمخرجة اللبنانية ماثون نمور، وهو الفيلم الذى يقوم ببطولته الممثل والمخرج جورج خباز.


6- أفلام غربية عن العرب

وبالرغم من وجود 5 أفلام عربية ضمن فعاليات المهرجان، إلا أن هناك بعض الأفلام الغربية انصب على هموم وقضايا العرب.


7- فلاح مصرى على سواحل إيطاليا

فى فيلم «صيد الجثث» الذى صوره المخرج السويسرى ميشيل بينيتا على السواحل الإيطالية كان من ضمن الأبطال فلاح مصرى بسيط وهو واحد من الخطوط الدرامية المهمة فى الأحداث فنجده يعبر عن قرويته بلهجته الثقيلة وهو يعيش على قارب قديم على ساحل إيطالى وأصبح يعتمد على قوت يومه بالبحث فى القوارب الغارقة عن أموال أو طعام فقده من تعرضوا للموت غرقا فى المركب، والفيلم بالفعل شارك فيه ممثل مصرى قدم الشخصية.


8- «بيزناس كالعادة» لمخرج تونسى هولندى

أما فيلم (بيزناس كالعادة) وهو فيلم للمخرج الهولندى أليكس بيتسترا فقد ركز أيضا على الهوية العربية، من خلال قصة حقيقية عاشها المخرج بنفسه فالمخرج الذى غير اسمه الأصلى «كريم بن حسن» حيث إن والده تونسى يتناول كيف كان والده واحدا من الجيل الأول فى مدينة سوسة التونسية إلا أنه تزوج بوالدته الهولندية وأنجب منها كريم أو اليكس، وفى الفيلم يركز على نشأة البيزناس فى مدينة سوسة التونسية بالإضافة لعلاقات إنسانية مختلفة عن حياته مع والده.