أحمد فايق يكتب: الضبعة.. والإنجاز التشكيك

مقالات الرأي



■ 4 مفاعلات نووية.. وروسيا تتحمل التكلفة مقابل فائدة بسيطة

■ 36 صناعة جديدة تدخل مصر تساعدنا فى عمل السيارة والقطار والصاروخ

■ توفير 4600 ميجاوات كهرباء

■ ثمن المفاعلات مبالغ فيها

■ العالم يتخلص من الطاقة النووية بسب النفايات والتكلفة الباهظة

■ نحن غير قادرين على التأمين


قريبا سيضع رئيس الجمهورية حجر الأساس للحلم النووى المصري، قريبا سترى موجة من التشكيك والهرى على مواقع التواصل الاجتماعى، ستجد أحدهم يشعر بالكسل أن يحضر لنفسه كوب مياه من المطبخ ويطلب هذا من أمه ستجده يكتب بوستًا طويلاً مليئًا بالمعلومات والنظريات والتحليلات الكونية حول مشروع الضبعة النووى، ستجد كلاما عن أن العالم يتخلص الآن من المفاعلات النووية، ستجد جدلاً لا يتوقف حول أمان المفاعلات النووية وقدرة مصر على الأمان، ستجد استغلال حوادث الإهمال للسخرية من مفاعلات الضبعة الأربعة، لن يتوقفوا عن إثارة الجدل حول سعر المفاعلات وثمن الصفقة مع روسيا، إذا وجدوا أمامهم معلومات موضوعية سينتقلون إلى السخرية بدون توقف، فحينما تفشل فى المواجهة بالمعلومة فالحل الأسهل هو السخرية وتحويل الأمر إلى نكتة، فى المقابل ستجد مجاذيب يهولون من الأمر يوزعون اتهامات الخيانة على من حولهم، يطالبون بالتخلص من نصف الشعب.

حينما تم الإعلان عن مشروع الضبعة النووي، أول من اتصلت به هو الدكتور على مرتضى رئيس قسم مراقبة الجودة فى هيئة الطاقة الذرية سابقا، قال: «الموضوع شكله بجد المرة دي» وبكى فى التليفون فهو لم يصدق أن الحلم الذى عاش من أجله سنوات سيراه، قال لى: «نفسى أشوف المفاعلات قبل ما أموت» على مرتضى هو واحد من أبناء الدفعة ٦٧ نووى التى تخرجت فى هندسة الإسكندرية لتبنى الحلم النووى المصرى وتفرقت فى الشتات بسبب ضياع الحلم النووى قصدا وإهمالا طوال السنوات الماضية.

ليس حقيقيا أن العالم يتخلص من الطاقة النووية، بالعكس المفاعلات النووية تزداد فى العالم، أمريكا لديها ١٠٤ مفاعلات وروسيا لديها ٣٣ بالاضافة إلى ٢٧ مفاعلاً فى طور البناء، الصين تمتلك الآن ١٧ مفاعلاً وأعلنت عن بناء ٧٧ مفاعلاً خلال السنوات القادمة، فرنسا لديها ٥٨ مفاعلاً و٨٠٪ من الطاقة نووية، أمريكا تمتلك ٣٠٪ من الطاقة النووية فى العالم، اليابان لديها ٥١ مفاعلاً نوويًا وبعد كارثة فوكوشيما أعلنت أنها ستبنى ١٢ مفاعلاً نوويًا جديدًا.

إذا قالوا لك إن مصر لا تستطيع الحفاظ على أمان المفاعلات النووية قل لهم: إن رئيس قسم أمان المفاعلات فى الوكالة الدولية للطاقة الذرية هو العالم المصرى د. أمجد شكر، إذا قالوا لك إنه يعيش فى الخارج ولا علاقة له بمصر قل لهم إنه تعلم فى مصر وكان أصغر مدير مفاعل نووى فى العالم، فقد كان مدير المفاعل البحثى الأرجنتينى الثانى فى مصر وهو لم يتجاوز ٢٦ عاما.

العالم الآن يقسم مصادر الطاقة إلى ثلاثة أقسام الأول طاقة نووية والثانى طاقة متجددة من شمس ورياح والثالث الطاقة التقليدية من محطات الغاز، هذا التقسيم لدواعى الأمن القومى لأى دولة حتى لا تعتمد على مصدر طاقة واحد.

أربعة مفاعلات نووية فى مصر تساوى خلق ٣٦ صناعة غير موجودة فى مصر من الأساس.

لا تستطيع أن تبنى مفاعلاً نوويًا دون أن تؤسس مصنعًا للكابلات المتخصصة، والدولة التى تستطيع تصنيع كابل متخصص للمفاعل النووى تستطيع تصنيع كابلات السيارات.

هناك صناعات أخرى مثل السبائك المتخصصة التى تستخدم فى المفاعلات، وهى نفسها التى تصنع منها السيارات والصواريخ، ومفاعلات الضبعة ستجعل المصانع المصرية تعمل فى السبائك المتخصصة وهى نفسها المصانع التى تستطيع عمل السيارات والقطارات.

أى نحن نتحدث عن نقلة صناعية إلى المستقبل، الموضوع ليس فقط طاقة بل يتجاوز إلى الحلم.

إذا قالوا لك إن مصر بها أزمة دولار كيف ستضع كل هذه الأموال فى الضبعة قل لهم إن روسيا ستتحمل ٨٥٪ من تكلفة المفاعلات الأربعة فى قرض مقابل فائدة، ومصر ستستطيع بسهولة تسديد القرض لأن العائد أكبر بكثير، وستقدم روسيا قرضا تصديريا حكوميا لصالح مصر بقيمة 25 مليار دولار، من أجل تمويل الأعمال والخدمات الخاصة بمعدات الإنشاء. 

ويستخدم القرض لتمويل 85% من قيمة كل عقد لصالح تنفيذ الأعمال والخدمات والشحنات بالمعدات الخاصة بالمشروع، على أن يسدد الجانب المصرى القيمة المتبقية من التمويل البالغة 15% فى أقساط، إما بالدولار أو بالجنيه المصرى، لصالح المؤسسات الروسية المفوضة، بما يتوافق مع العقود فى صورة دفعة سداد مقدمة أو أى مدفوعات، بعد تنفيذ الأعمال والخدمات وتسليم التوريدات.

ويبلغ أجل القرض 13 عاما خلال المدة الزمنية من 2016 وحتى 2028، بفائدة 3% سنويا.

إذا قالوا لك إن المفاعل ليس آمنا، قل لهم إن مذكرة التفاهم موقعة مع شركة رؤوس أتوم الروسية على عمل مفاعلات من الجيل الثالث وهى مفاعلات تتحمل انفجار طائرة مدنية ضخمة بها دون أن يحدث بها شىء، فالمفاعلات يتم بناء هياكل حولها مسلحة وآمنة تحميها من الصدمات وهى الأكثر أمانا فى العالم الآن، وبسببها تعود اليابان إلى بناء المفاعلات رغم ما حدث فى فوكوشيما.