الشرطة التركية تفتش محاكم في اسطنبول وتعتقل المزيد

عربي ودولي

الشرطة التركية  -
الشرطة التركية - أرشيفية


 ذكرت وكالة دوجان الخاصة للأنباء اليوم الاثنين أن الشرطة التركية داهمت مكاتب في ثلاث محاكم بمدينة اسطنبول اليوم بعد صدور أوامر باعتقال 173 من العاملين في السلك القضائي في إطار تحقيق بشأن محاولة الانقلاب الشهر الماضي.

واعتقل أكثر من 35 ألف شخص بينهم 17 ألفا احتجزوا رسميا وجرى إيقاف الآلاف عن العمل منذ محاولة الانقلاب التي تتهم تركيا رجل الدين المقيم في الولايات المتحدة فتح الله كولن بتدبيرها.

ويطالب الرئيس التركي رجب طيب إردوغان واشنطن بتسليم كولن ونتيجة حملة التطهير توترت العلاقات مع الحلفاء الغربيين إذ تقول أنقرة إنهم يهتمون فيما يبدو بالإجراءات الصارمة التي تتخذها أكثر من اهتمامهم بمحاولة الانقلاب التي راح ضحيتها 240 شخصا.

وقالت دوجان إن الشرطة تفتش مكاتب العاملين في السلك القضائي الذين صدرت أوامر باعتقالهم في قصر العدالة بمنطقة تشاغليان في اسطنبول ومحكمتين أخريين على الجانب الأوروبي من المدينة.

وأضافت أن الشرطة اقتادت بعض المعتقلين من تشاغليان لاستجوابهم في مركز للشرطة. وقالت وكالة الأناضول للأنباء التي تديرها الدولة إن الشرطة تفتش أيضا منازل المعتقلين.

وقال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم يوم السبت إنه جرى إيقاف أكثر من 76 ألفا من الموظفين والقضاة وأفراد قوات الأمن عن العمل وأقيل قرابة خمسة آلاف آخرين.

وأعرب مسؤولون غربيون عن قلقهم من احتمال أن تؤثر حملة التطهير على الاستقرار في البلد العضو بحلف شمال الأطلسي والشريك الرئيسي في الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا. ويقول مسؤولون أتراك إنهم يواجهون تهديدا داخليا كبيرا.

ومع ازدياد التوتر مع الغرب سعت تركيا لتطبيع علاقاتها مع روسيا مما أثار القلق من احتمال استخدام إردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين الوفاق للضغط على واشنطن والاتحاد الأوروبي.

ويواجه اتفاق بين تركيا والاتحاد الأوروبي تساعد أنقرة بموجبه في كبح تدفق المهاجرين إلى أوروبا عبر شواطئها لخطر الانهيار.

وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو لصحيفة بيلد الألمانية اليوم الاثنين إن تركيا قد تنسحب من التزاماتها إذا أحجم الاتحاد الأوروبي عن السماح للأتراك بالعبور بدون تأشيرات إلى أوروبا في أكتوبر تشرين الأول.

وقال الوزير للصحيفة الألمانية "لا يمكن أن ننفذ كل شيء في صالح الاتحاد الأوروبي ولا نحصل على شيء في المقابل."

وصرح مسؤول بالحكومة التركية بأن أكرم بيازتاش وهو كبير المدعين بإقليم أرضروم في شرق تركيا اعتقل أثناء محاولته عبور الحدود إلى سوريا الليلة الماضية بعد إيقافه عن العمل في إطار التحقيق بشأن محاولة الانقلاب.

وأضاف أن حرس الحدود اعتقلوا بيازتاش في إقليم كلس تنفيذا لأمر اعتقال.

وقال "تقديراتنا الأولية تشير إلى أنه كان يحاول الوصول إلى أجزاء خاضعة لسيطرة وحدات حماية الشعب في شمال سوريا طلبا للحماية."

وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب الكردية جماعة إرهابية بسبب صلاتها بحزب العمال الكردستاني الذي خاض حربا لثلاثة عقود ضد الدولة التركية.

وقال المسؤول التركي "يحاول مدبرو الانقلاب الفارون في الأسابيع الأخيرة مغادرة تركيا عبر طرق يستخدمها عادة حزب العمال الكردستاني لتهريب مسلحين وأسلحة من وإلى البلاد."

وأشار ضابط كبير بالمخابرات إلى أن علاقة تربط بين عناصر على صلة بكولن ومسلحي حزب العمال الكردستاني.

وأضاف "في الأسابيع الأخيرة نجحت عناصر هاربة في الوصول إلى العراق برفقة عناصر من حزب العمال الكردستاني على الأرض."

وقال إن بعض الشخصيات المرتبطة بكولن حصلت على عروض بالعبور الآمن إلى أوروبا مقابل معلومات عن عمليات جارية وأساليب عمل جهاز المخابرات والجيش.

وقالت وكالة الأناضول للأنباء إن ضابطين فارين برتبة كولونيل ومتهمين بالضلوع في الانقلاب اعتقلا بمدينة قونية في وسط تركيا إلى جانب شخص كان يساعدهما. ونقل الثلاثة إلى اسطنبول جوا لاستجوابهم.

وأضافت أن أحد الضابطين اتهم بإصدار أوامر للجنود بإطلاق النار على محتجين على جسر البوسفور في اسطنبول وأن الآخر أمر بمهاجمة قناة (تي.آر.تي) الرسمية ليلة الانقلاب.

وتلاحق تركيا أكثر من 30 دبلوماسيا فروا إلى دول أخرى بعدما تم استدعاؤهم إلى أنقرة في إطار التحقيق. وهناك عدد من الملحقين العسكريين الأتراك الفارين الذين رفضوا العودة إلى البلاد.