لحظة عزل ومحاكمة 35 ضابط بتهمة الخيانة

منوعات

بوابة الفجر


تتحدث الصورة التي أمامناعن لحظة.. هي بالطبع نادرة جداً وفريدة في حياة مصر العسكرية والسياسية بل والإجتماعية، ألا وهي لحظة عزل ومحاكمة 35 ضابطا من سلاح المدفعية بالجيش المصري بتهمة الخيانة و التدبير لمحاولة انقلاب عسكري ضد مجلس قيادة الثورة سنة 1953 .

والحقيقة كما يذكرها الرئيس نجيب في كتابه "كنت رئيسا لمصر" فأن السبب الرئيسي لعزل هؤلاء الضباط هو رفضهم لإنحرافات بعض ضباط مجلس قيادة الثورة.

فقد ترك أحد ضباط مجلس القيادة شقتة المتواضعة واستولي علي قصر من قصور الأمراء في جاردن سيتي، حتي يكون قريباً من إحدى الأميرات التي كان قصرها قريباً من ذلك القصرالذي استولي عليه، وكان لا يتورع أن يهجم علي قصرها في منتصف الليل، وهو في حالة إغماء بسبب الخمر، وكثيراً ما طلبتني الأميرة في الفجر لإنقاذها من ذلك الضابط، الذي تصور علي حد تعبيرها أنه ملك جديد.

وحينما حاولت أثنيه عن تصرفاته قال لي :- أننا نسترد جزءاً مما دفعناه سنينا طويلة !

وللأسف كان بعض زملاؤه يضحكون.

وترك ضابط آخر من مجلس القيادة الحبل علي الغارب لزوجته، التي كانت تعرف كل ما يدور في مجلس القيادة، وكانت تستغله لصالحها ولصالحه، وكانت تتباهي بنفوذها وتقول "الجيش في يميني والبوليس في يساري".

وفي مرة ذهبت لأحد أعضاء مجلس القيادة فوجدت عنده فناناً يصنع له تمثالاً يكلفة 200 جنيه، و كنت أعرف أن حالته المادية لاتسمح بذلك فلفت نظره لما يفعله، وخرجت غاضباً من بيته الذي أقسمت ألا أدخله مرة ثانية.

وفي مرة أخرى عرفت أن أحد الضباط خسر علي موائد القمار مئات الجنيهات في ليلة واحدة، وكان هذا الحادث وراء قراري بتحريم الميسر في المحلات العامة والخاصة.

ولاحظت مرة ثالثة و نحن نتناول العشاء في مجلس القيادة، أن بعض أدوات المائدة كانت من الفضة ومنقوش عليها عبارة " القصور الملكية "، فرفضت أن آكل و أمرت بإعادة هذة الأدوات إلى أماكنها الأصلية، وقررت إبعاد ضابط الشؤون الإدارية الذي ارتكب هذة الجريمة ".

لا أحد منهم كان في وضع يسمح له أن يري أو يسمع أو يفهم.

كانوا لا يرون أمامهم الا الحكم والنفوذ والسيطرة واللعب بأقدار البلاد ومصير أبنائها.

و صدمت هذة الفضائح بعض الضباط الصغار بسلاح المدفعية فتجرأوا و واجهوا قيادتهم فكان مصيرهم العزل و المحاكمة.