تعرف على فضل الصعايدة في تعمير حي الزمالك

منوعات

بوابة الفجر


نشرت ﻣﺠﻠﺔ "ﺍﻹﺛﻨﻴﻦ ﻭﺍﻟﺪﻧﻴﺎ" في عددها الصادر بتاريخ 7 ﻳﻮﻟﻴﻮ لسنة 1952، خبراً تقول فيه إنه ﻣﻨﺬ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺎﺋﺔ ﻋﺎﻡ ، ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺰﻣﺎﻟﻚ ﺗﺴﻤﻰ ﺍﻟﻌﺸﺶ ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻣﺄﻭﻯ ﻟﻠﺜﻌﺎﻟﺐ ﻭﺍﻟﺬﺋﺎﺏ ﻭﺍﻟﺜﻌﺎﺑﻴﻦ ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺭﺏ ، ﻭﻟﻢ ﻳﺠﺮﺅ ﺍﺣﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻜﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺄﻯ ﺣﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ، ﺃﻃﻠﻖ ﺍﻷﺗﺮﺍﻙ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺇﺳﻢ ﺍﻟﺰﻣﺎﻟﻚ ﻭﻫﻰ ﻛﻠﻤﺔ ﺗﺮﻛﻴﺔ ﺗﻌﻨﻰ ﺍﻟﻌﺸﺶ ﺃﻯ ﺇﻧﻬﺎ ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻟﻺﺳﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻰ ﻟﻠﻤﻨﻄﻘﺔ ﻭﻣﻊ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺇﺳﺘﺨﺪﻡ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﻮﻥ ﺍﻟﺘﺮﺟﻤﺔ ﻭﺗﺠﺎﻫﻠﻮﺍ ﺍﻷﺻﻞ .

ﻭﺟﺎﺀ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻨﻌﻴﻢ ﻣﻦ ﺑﻠﺪﺗﻪ ﻗﻨﺎ ﻋﺎﻡ 1867 ، ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻌﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺎﻝ ، ﻓﺎﺷﺘﺮﻯ ﺑﻪ ﻗﻄﻌﺔ ﺃﺭﺽ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺑﺴﻌﺮ ﻟﻢ ﻳﺰﺩ ﻋﻦ ﻗﺮﺷﻴﻦ ﻭﻧﺼﻒ ﻟﻠﻤﺘﺮ .. ﺛﻢ ﺃﺧﺪ ﻳﺴﺘﺼﻠﺢ ﺍﻷﺭﺽ ﺣﺘﻰ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺻﺎﻟﺤﺔ ﻟﻠﺰﺭﺍﻋﺔ ﻭﻃﻬﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﺍﻟﻤﻔﺘﺮﺳﺔ ، ﻭﻧﺠﺤﺖ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ ﻭﺃﻧﺒﺘﺖ ﺍﻷﺭﺽ ﺛﻤﺎﺭﺍ ، ﻓﺄﺭﺳﻞ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻨﻌﻴﻢ ﻳﺴﺘﻘﺪﻡ ﻓﻼﺣﻴﻦ ﻣﻦ ﻗﻨﺎ ﻟﻴﺴﺘﻌﻴﻦ ﺑﻬﻢ ﻓﻰ ﻣﺸﺮﻭﻋﻪ ﺍﻟﻨﺎﺟﺢ ﺣﺘﻰ ﺃﺻﺒﺢ ﻋﺪﺩ ﺃﻗﺎﺭﺑﻪ ﻭﺑﻠﺪﻳﺘﻪ ﻓﻰ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻌﺸﺶ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺃﻟﻒ ﻭﺧﻤﺴﻤﺎﺋﻪ ، ﻓﺈﺷﺘﺮﻯ ﺑﺎﻗﻰ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻟﻴﻄﻬﺮﻫﺎ ﻭﻳﺴﺘﺜﻤﺮﻫﺎ ، ﻭﺃﺧﺘﻴﺮ ﻋﻤﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﻓﻼﺣﻴﻨﻪ ﻭﺃﻗﺎﺭﺑﻪ .

ﺗﺮﺍﺟﻊ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﺍﻟﻤﻔﺘﺮﺳﺔ ﺃﻣﺎﻡ ﺗﻘﺪﻡ ﺍﻟﻤﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﻤﺰﺭﻭﻋﺔ ، ﻭﺗﻘﺪﻣﺖ ﺍﻟﺰﻣﺎﻟﻚ ﺍﻟﺘﻰ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺟﻨﺔ ﺧﻀﺮﺍﺀ ، ﻭﺃﺧﺬﺕ ﺍﻟﻤﻨﺸﺌﺎﺕ ﺗﻨﺘﺸﺮ ﻓﻰ ﺭﺑﻮﻋﻬﺎ ،ﻭﺃﺻﺒﺤﺖ ﻣﻘﺎﻣﺎ ﻟﻶﺛﺮﻳﺎﺀ ﺍﻟﻬﺎﺭﺑﻴﻦ ﻣﻦ ﺿﻮﺿﺎﺀ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ .. ﻛﺒﺮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻨﻌﻴﻢ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﻜﺎﻧﺔ ﻭﻑ ﺍﻟﺴﻦ ﻓﺘﻨﺎﺯﻝ ﻋﻦ ﻣﻤﻠﻜﺘﻪ ﻹﺑﻨﻪ ﻋﺴﺮﺍﻥ ، ﻭﺍﻟﺬﻯ ﻣﻊ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻌﻤﻮﺩﻳﺔ ﻹﺑﻨﻴﻪ ﻓﻬﻤﻰ ﻭﺣﺴﻨﻰ ، ﺍﻟﻠﺬﺍﻥ ﻗﺴﻤﺎ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺇﻟﻰ ﻗﺴﻤﻴﻦ ، ﻭﺃﺧﺘﺎﺭ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻗﺴﻤﺎ ﻳﺸﺮﻑ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻳﻔﺘﺸﻪ ﻳﻮﻣﻴﺎ ﺑﻨﻔﺴﻪ ، ﻓﻴﻄﻮﻑ ﺑﻪ ﺩﺍﺧﻞ ﺳﻴﺎﺭﺗﻪ ﺍﻟﻔﺨﻤﺔ .

ﻭﺑﻤﺮﻭﺭ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺗﻨﺎﺳﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻀﻞ ﺍﻟﺼﻌﺎﻳﺪﺓ ﻓﻰ ﺗﻌﻤﻴﺮ ﺍﻟﺰﻣﺎﻟﻚ ، ﻭﺃﺻﺒﺤﺖ ﺳﻜﻨﻰ ﻟﻸﻣﺮﺍﺀ ﻭﺍﻷﻋﻴﺎﻥ ﻭﺍﻟﻔﻨﺎﻧﻴﻦ ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﺍﻷﻣﻴﺮﺓ ﻓﺎﻳﺰﺓ ﻭﺍﻷﻣﻴﺮ ﻃﻮﺳﻮﻥ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻭﺍﻷﻣﻴﺮ ﺳﻌﻴﺪ ﻃﻮﺳﻮﻥ ﻭﺃﻏﻨﻰ ﺃﻏﻨﻴﺎﺀ ﻣﺼﺮ ﻓﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺃﺣﻤﺪ ﻋﺒﻮﺩ ﺑﺎﺷﺎ ﻭﻋﻤﻴﺪ ﺍﻵﺩﺏ ﺍﻟﻌﺮﺑﻰ ﻃﻪ ﺣﺴﻴﻦ ﻭﺳﻔﺎﺭﺍﺕ ﻟﻌﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻝ ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺃﻭﻝ ﻓﻨﺎﻧﺔ ﺳﻜﻨﺖ ﺣﻰ ﺍﻟﺰﻣﺎﻟﻚ ﻫﻰ ﺍﻟﻔﻨﺎﻧﺔ ﺯﻳﻨﺐ ﺻﺪﻗﻰ – ﻣﻦ ﺭﺍﺋﺪﺍﺕ ﻓﻦ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴﻞ – ﻭﺃﻃﻠﻘﻮﺍ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺇﺳﻢ ﻗﻤﺮ ﺍﻟﺰﻣﺎﻟﻚ .

ﻭﻳﺤﺪﺛﻚ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺃﻥ ﺍﻟﺨﺪﻳﻮﻯ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺳﺒﻖ ﻟﻪ ﻭﺇﺧﺘﺎﺭ ﻣﻜﺎﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻃﺮﺍﻑ ﺍﻟﺰﻣﺎﻟﻚ ﻭﺃﻧﺸﺄ ﻫﻨﺎﻙ ﻗﺼﺮﺍ ﻋﺎﻡ 1869 ﻹﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﺍﻟﻀﻴﻮﻑ ﺍﻷﺟﺎﻧﺐ ﻟﺤﻔﻞ ﺇﻓﺘﺘﺎﺡ ﻗﻨﺎﺓ ﺍﻟﺴﻮﻳﺲ ﻭﺑﻌﺪ 10 ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺗﺤﻮﻝ ﺳﺮﺍﻯ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﻓﻨﺪﻕ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺛﻢ ﻓﻨﺪﻕ ﻣﺎﺭﻳﻮﺕ ﻓﻰ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ .. ﺃﻣﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻨﻌﻴﻢ ﻭﺃﻗﺎﺭﺑﻪ ﻗﺎﻣﻮﺍ ﺑﺘﻌﻤﻴﺮ ﺍﻟﺤﻲ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ.