محمد عبد الوهاب.. عشَق الأهلي حتى "مات في قميصه"

الفجر الرياضي

محمد عبد الوهاب
محمد عبد الوهاب


  

قدمه اليسرى "الذهبية" كانت تتحدث عنه معروفا بأهداف "ماركة مسجلة"، أخلاقه الرفيعة داخل وخارج الملعب جعلته معشوقا للجماهير ليستحق لقب "المخلص" الذي فارق الحياة بقميص الأهلي داخل جدران القلعة الحمراء.

 

كان عاشقا للنادي الأهلي لدرجة أنه تحدث قائلا : "متمسك بالنادي الأهلي ومقدرش أخلف وعدي معاه، لأن النادي الأهلي عمره ما وعدني بحاجة وخلفها".

 

إنه "محمد عبد الوهاب" نجم الأهلي ومنتخب مصر، في ذكراه العاشرة التي توافق اليوم الأربعاء .. نسرد مقتطفات من حياته كالتالي :

 

- نشأته وبدايته مع كرة القدم.. وحكايته مع الزمالك

نشأ محمد عبد الوهاب في سنورس بالفيوم في الأول من أكتوبر عام ،1983 قبل أن يتم عامه الثامن عشر كان يلعب للفريق الأول بنادي الألمونيوم في نجع حمادي.


وبدأ عبد الوهاب مشواره مع كرة  القدم وعمره 14 عاما بمركز شباب سنورس، بمحافظة الفيوم، وانتقل بعدها لمركز شباب الألمونيوم، ومنه إلى الفريق الأول.


وعن طريق مدربيه ذهب عبد الوهاب إلى اختبارات البراعم بالزمالك واجتازها بنجاح واستمر في التدريب مع فرق الناشئين 4 أشهر، لكن والده رفض التوقيع على استمارات القيد بالزمالك، فانتقل لمركز شباب الألمونيوم ومنه إلى الفريق الأول.

 

- إبداع وإحراز بطولة في ظهوره مع منتخب مصر للشباب

تألق بشكل لافت للأنظار مع الألمونيوم ليقوم المعلم حسن شحاتة، المدير الفني لمنتخب الشباب وقتها، بضمه للمشاركة في نهائيات كأس الأمم الأفريقية للشباب في بوركينا فاسو عام 2003، ليساهم في فوز مصر بالبطولة على حساب كوت ديفوار بأربعة أهداف مقابل ثلاثة.


وأحرز محمد عبد الوهاب هدف الفوز لمصر على مالي في دور نصف النهائي.

 

- تجربة احتراف في الإمارات وظهوره مع إنبي.. وانضمامه للمنتخب الأول

خلال كأس العالم للشباب، جذب عبد الوهاب أنظار نادي الظفرة الإماراتي الذي كان يلعب في الدرجة الثانية، ليضمه من الألمونيوم لمدة أربع سنوات.


رغم احترافه فإن عبد الوهاب لم يرتد قميص الظفرة ، بعدما  أعاره في الموسم الأول إلى إنبي.


كالعادة تألق عبد الوهاب يضمه الإيطالي ماركو تارديللي للمنتخب الأول استعدادا لبدء تصفيات كأس العالم، ووضع اللاعب بصمته في مشاركته الأولى الدولية بهدف في شباك السودان في مستهل مباريات التصفيات.

 

- انتقاله للأهلي.. بداية خافتة ثم تألق لافت للأنظار

تألقه اللافت جعل الأهلي يتهافت على ضمه، ليطلب استعارته لمدة موسمين من الظفرة في 2004، لكن بدايته كانت خافتة، فلم يشارك في الدور الأول بالدوري مع الأحمر سوى في شوط واحد أمام أسمنت أسيوط وتم استبداله بسبب تألق الأنجولي جيلبرتو في ذات الفترة والذي كان يلعب بشكل أساسي في مركزه، إلى أن جاءت إصابة جيلبرتو في وتر أكيليس لتمنح عبد الوهاب فرصة العمر.

 

- تألقه في دوري الأبطال وتغيير مجرى حياته

هنا نشير إلى نقطة التحول الأساسية في حياة عبد الوهاب والتي كانت خلال مباراة الأهلي والنجم الساحلي التونسي في نهائي دوري أبطال أفريقيا نوفمبر 2005.


حيث دخل عبد الوهاب بديلا لجيلبرتو بعد مرور عشر دقائق فقط من البداية، واستغل اللاعب الراحل الفرصة وقدم أداء مبهرا تخلله كرة عرضية صنع منها هدفا لفريقه سجله أسامة حسني لينال "المرحوم" استحسان الجميع.

 

- التتويج بأمم أفريقيا مع الفراعنة يمنحه بريقا خاصا

تألق محمد عبد الوهاب مع المنتخب الوطني ، بعد مشاركته الإيجابية في فوز الفراعنة بكأس الأمم الأفريقية عام 2006، ليصبح بعدها أحد أبرز نجوم القلعة الحمراء.

 

- تنفيذ وعده للأهلي بالبقاء معه رغما عن الظفرة

بعد انتهاء موسميه مع الأهلي على سبيل الإعارة، اشتعلت الأزمة حيث أراد الظفرة استعادة اللاعب إلا أن عبد الوهاب وعد مسؤولي الأهلي بالبقاء معهم، لينفذ بالفعل وعده وينهي الأزمة بين الناديين بشكل ودي .

 

- عشق الأهلي فمات "في قميصه بـ "التتش"

في صباح 31 أغسطس عام 2006 على البساط الأخضر يؤدي عبد الوهاب تدريباته مع لاعبي الأهلي باستاد مختار التتش بالجزيرة، ليتعرض فجأة لأزمة قلبية حادة مفاجئة ليرحل عن عالمنا وهو يبلغ من العمر 23 عاما.

 

في لحظة أصابت الجميع بالفزع، يسقط عبد الوهاب ليجري إليه طبيب الفريق إيهاب علي ثم يطالب بسيارة سريعا، ليترك الجميع المران ويتوجهوا لمستشفى مصر الدولي للاطمئنان على زميلهم الذي لم يكمل عامه الثالث والعشرين، ليتفاجئوا بخبر الوفاة.

 

- إنجازات عديدة في فترة قصيرة

رغم مشواره القصير في الملاعب إلا أنه حصل على 10 بطولات 7 منها مع الأهلي و3 مع المنتخبات.


توج مع الأهلي بدرع الدورى موسمي 2005-2006 و 2006-2007، وكأس السوبر المحلي في افتتاح موسمي 2005-2006 و 2006-2007، وكأس مصر موسم 2005-2006، ودوري أبطال أفريقيا عام 2005، وكأس السوبر الأفريقي عام 2006.


وعن بطولاته مع المنتخب، حقق لقب كأس أمم أفريقيا للشباب في بوركينافاسو عام 2003، وتوج ببطولة كأس العالم العسكرية مع المنتخب العسكري في ألمانيا 2005 وفاز بلقب هداف البطولة برصيد 3 أهداف، كما أحرز مع المنتخب الأول كأس أمم إفريقيا عام 2006.