"لعنة الدولار" تصيب "ملابس المدارس".. ومواطنون: "استغنينا عن لحمة العيد عشان أولادنا"

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


التجار: ارتفاع الدولار سبب ارتفاع أسعار ملابس المدارس
رئيس شعبة الملابس: الأسعار ارتفعت بنسبة 40%
والمواطنون: الأسعار فوق طاقتنا.. وآخرون: طقم العام الماضي يكفي
 
شهدت أسعار مستلزمات المدارس، ارتفاعًا ملحوظًا، لاسيما عقب انخفاض الجنيه المصري أمام الدولار الأمريكي، الأمر الذي شكل  إرهاقًا للمواطن مع قرب بداية العام الدراسي الجديد وتزامنه مع عيد الأضحى، مما جعل المواطنين في حيرة ما بين شراء مستلزمات المدارس أو شراء ملابس العيد ولوازمه.

وخلال جولة لـ"الفجر"، رصدت حال أولياء الأمور وحركة البيع وشراء الزي المدرسي بمنطقة الموسكي بالقاهرة، والتي شهدت ركودًا بالرغم من توافر كافة الخامات، فأغلب المحال لم تبع إلا عدد قليل من القطع مقارنة بالعام الماضي.







استغنينا عن لحمة العيد مقابل مستلزمات المدارس
وعبر أحمد عبد الحي، أحد أولياء الأمور، والذي التقينا به في منطقة الموسكي، عن استيائه الشديد بسبب ارتفاع أسعار الزي المدرسي هذا العام بنسبة تزيد عن الـ 45%، ما اضطره  إلى شراء قطعة ملابس واحدة لكل ان من أبنائه بدلًا من اثنتين واستكمال احتياجتهم بملابس العام الماضي.

وأضاف"عبد الحي"، أنه موظف متوسط دخله الشهري 1500 جنيه شهريًا، ولديه أربع أطفال في مراحل تعليمية مختلفة، ومضطر لشراء جميع مستلزمات أبنائه إستعدادًا للعام الدراسي الجديد، موضحًا أن هذه المستلزمات كلفته زيادة في الأسعار قدرها 1000 جنيهًا مقارنة بالعام الماضي، مما أجبره على الاستغناء عن ملابس عيد الأضحى.

واستكمل "عبد الحي": "حتى لحمة عيد الأضحى اتنازلنا عنها..مقابل تعليم أبنائنا.. وده فوق طاقتنا.. ولكن هنضيع فرحة أولادنا لو مجبناش مستلزمات المدارس، وربنا يقدرنا".






أسعار لا تعقل
والتقطت أطراف الحديث منه بثينة عادل، أخصائية اجتماعية في إحدى المدارس الخاصة، قائلة: إن ارتفاع أسعار مستلزمات المدارس في المحلات التي تخصصها بعض المدارس شيئًا لا يعقل، بل ضغط على أولياء الأمور.

وتابعت "عادل"، أن زيادة الأسعار هذا العام دفعتها إلى الاستغناء عن شراء الأحذية والشنط لأبنائها الثلاثة، مكتفية بشراء ملابس المدارس فقط، نظرًا لأنها وجدت هذا العام ارتفاعًا كبيرًا في الأسعار بالرغم من جودتها الردئية، متسائلة في ظل ارتفاع أسعار الزي المدرسي بهذا الشكل كيف نعلم أبنائنا؟، مطالبة وزارة التربية والتعليم بمساعدة الطلبة بتوفير مستلزماتهم التي تتمثل في الأدوات المدرسية، ويكفي تحملهم الزي المدرسي.






فوضى الأسعار
في السياق ذاته عبرت عزيزة محمود، ربة منزل، عن صدمتها من ارتفاع الأسعار للزي الجاهز، مما اضطرها اللجوء إلى تفصيل ملابس المدرسة لأبنائها هربًا من ارتفاع الأسعار، معلقة :"القميص إللي كنا بنشتريه بـ(25) حاليًا وصل إلى (50) جنيها، إضافة للبنطلون وصل إلى (75) جنيها والعام الماضي كان (40)جنيها.

ودعت "محمود"،  الجهات المختصة إلى التدخل من أجل ايجاد حل لفوضى الأسعار التي يسأل عنها التجار، وتشديد الرقابة على الأسواق.






لعنة الدولار
ويقول محمد حلاوة، تاجر ملابس بمنطقة الموسكي، إن ارتفاع أسعار الزي المدرسي، يرجع إلى ارتفاع سعر الدولار الأمريكي، نظرًا لأن معظم الخامات الخاصة بالزي المدرسي مستوردة، والسبب وراء استيرادها هو توقف عدد كبير من المصانع التي كانت تنتجها.

وعن حركة البيع والإقبال، أضاف "حلاوة"، في حديثه لـ"الفجر"، أن السوق يعاني من ركود غير مسبق، مشددًا على أهمية تشغيل المصانع الخاصة بإنتاج المنسوجات، حتى يعود الوضع إلى ما سبق وبأسعار معقولة.

أما عن أسعار الملابس يضيف"حلاوة"، أن بالنسبة للزي المدرسي المكون من قطعتين أو ثلاثة دون القميص بلغت قيمته 220 جنيه، أما سعر القميص فقط يتراوح سعره من 50إلى 75 جنيهاً فأكثر حسب المقاس والخامة والموديل.






ارتفاع الأسعار بنسبة 40%
من جانبه قال علي شكري، رئيس شعبة الملابس بالغرف التجارية،  إن أسعار الزي المدرسي ارتفعت هذا العام بحوالي 40% بسبب زيادة أسعار الدولار في السوق، مضيفًا أن التجار يتوقعون ضعف الإقبال على الشراء وانخفاض المبيعات إلى النصف.

وأرجع "شكري"، في تصريحات صحفية، أن ارتفاع الأسعار بهذه الطريقة المبالغ بها إلى زيادة أسعار المواد الخام التي تدخل في صناعة الملابس والتي يتم استيرادها من الخارج مثل الأقماش والأصباغ.

وأكد "شكري"،  أنه مع ارتفاع الأسعار المبالغ فيه أصبحت الشريحة القادرة على تحمل السعر لا تتعدى 5 %، كاشفًا عن انطلاق معرض الزي المدرسي الأسبوع المقبل، وطرح تخفيضات كبيرة للمستهلكين وذلك ضمن مبادرة الغرف التجارية في خفض الأسعار في الأسواق.