خطورة المضادات الحيوية على جهاز المناعة

الفجر الطبي



يعمل جهاز المناعة بشكل مستمر على البحث عن أي أجسام غريبة تغزو الجسم وتدميرها، ويتميز بقدرة هائلة على تذكر هذه الأجسام الغريبة والطريقة التي تعامل بها معها للقضاء عليها.

وتعتبر خلايا المناعة من أسرع الخلايا نموا في الجسم، ويقع أكثر من 80% من مناعة الجسم على عاتق الأمعاء بواسطة توازن البكتيريا النافعة الموجودة فيها.

بكتيريا فلورا تبدأ بالتكون داخل الجنين وهو في بطن الأم، لكنها لا تبدأ بالعمل الا بعد عمر 8 أيام،مع حليب اللبا، لتصبح الأمعاء مسكونة بالمزيد من البكتيريا بينما يبدأ جهاز الطفل المناعي بتصنيف الخلايا الجيدة والخلايا السيئة في الجسم. وهي عملية تستمر مدى الحياة، ولا ينسى جهاز المناعة اي مهاجم للجسم.

ان اعطاء الطفل مضاد حيوي (ولو لمرة واحدة) هو أسوء ما يمكن ان نفعله من أجله، فالمضادات الحيوية تقتل البكتيريا بشكل عشوائي، المفيدة والضارة.

ان اعطاء الطفل مضادا حيويا لمرة واحدة يغير جهاز مناعته بشكل دائم، ولأن معظم المواد الكيميائية العصبية تصنع في الأمعاء، فإن جهاز الطفل العصبي يتغير.

ان المضادات الحيوية التي كانت توصف بمنقذ الجنس البشري من الأمراض تقودنا للإصابة بالسرطان والشيخوخة والأمراض المزمنة.

في المرة الأولى التي يوصف فيها مضاد حيوي للطفل يقضي على بكتيريا الأمعاء ويتغير جهاز المناعة بشكل دائم، وقدرته على تصنيع خلايا مناعية مناسبة.

وتبدأ الفطريات بالانتشار بدون اي اعتراض من البكتيريا النافعة، وبعد ان تستقر الفطريات تزحف الطفيليات لتشارك الجسم طعامه، ومعادنه، وهذه الخطوة الأولى للأمراض المزمنة والسرطان.


كذلك الأمر عندما يأخذ البالغون المضادات الحيوية، يتغير كل شيء بشكل دائم، ويحتاج الجسم الى سنوات من التغذية والعلاج بالبروبيوتك لاستعادة المظاهر الطبيعية في أنظمة الجسم.

تقوم البكتيريا النافعة بإزالة 80% من المعادن الثقيلة في الأمعاء، بينما تفضل البكتيريا الضارة والفطريات الاحتفاظ بالمعادن الثقيلة ونقلها الى اعضاء وأنسجة الجسم لاضعافها وتسهيل غزوها مستقبلا.

الفطريات كائن منظف يتغذى على الأنسجة التالفة، وفي النهاية تقوم الفطريات السيئة بغزو الأنسجة السليمة حيث تقوى ويضعف الجسم.

عندما يحدث توازن البكتيريا الضارة وتستقر الفطريات، يصبح جدار الأمعاء راشحا، مما يسمح جزئيا بمرور الأطعمة المهضومة والبكتيريا والمواد المسببة للحساسية بالعبور الى مجرى الدم. ويترتب واجبا مضاعفا على جهاز المناعة الضعيف: تنظيف الأمعاء، ومواجهة العوامل التي تهدد الجسم. كل هذا يحدث بسبب أخطاء طبيب الأطفال وسوء توجيه الوالدين.

السرطان مرض التهابي، ان تسريب الجزيئات الصغيرة من الأمعاء الى الأمعاء الذي تحدثنا عنه يسبب التهابا في الجسم. وتصبح الأعضاء الملتهبة بشكل مزمن هدفا للمعادن الثقيلة والفيروسات والبكتيريا والفطريات، لكن الخطر لا يتوقف عند هذا الحد، حيث تعبر الأطعمة المصنعة التي نأكلها خلال جدار المعدة الراشح، مما يسبب اجهاد البنكرياس ومشاكله، الاجهاد المزمن للأعضاء يجعلها عرضة للمرض والسرطان.