"الحذيفي" يحثّ المصلين على اغتنام الخيرات في عشر ذي الحجة

السعودية

السعوية - أرشيفية
السعوية - أرشيفية


أدّت جموع المصلين صلاة الجمعة الأولى من شهر ذي الحجة بالمسجد النبوي الشريف، في ظلّ منظومة متكاملة من الخدمات التي هيّأتها وكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي؛ بغرض توفير أفضل الإمكانيات والتسهيلات للمصلين الذين أمّهم الشيخ علي بن عبدالرحمن الحذيفي إمام وخطيب المسجد النبوي.

 

وقال الشيخ "الحذيفي" في الخطبة: "إنكم في أيام مباركة فاضلة بقية أيام العشر التي يضاعف الله فيها ثواب الأعمال الصالحة ويقيل فيها العثرات ويتوب الله فيها على التائبين ويغفر ذنوب المستغفرين، عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من أيام العمل الصالح فيهن أحبّ إلى الله من الأيام العشر، قالوا: ولا الجهاد؟ قال: ولا الجهاد، إلا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء".

 

وأضاف: "في هذه العشر يوم عرفة الذي بسط الله فيه الخيرات، فتنزّل فيه الفضل والبركات والرحمة على من شهده، وفاض إحسان الله وجوده وكرمه على كل مسلم في أرجاء الأرض في يومها، عن أبي قتادة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبيداً من النار من يوم عرفة، وإن الله ليدنو يتجلى ثم يباهي بهم الملائكة، فيقول: ما أراد هؤلاء؟"، وقال صلى الله عليه وسلم: "إذا كان عشية عرفة لم يبقَ أحد في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان إلا غفر له، قلت: يا رسول الله لأهل عرفة خاصة؟ قال: بل للمسلمين عامة".

 

وأردف: "الوقوف بعرفة هو الركن الأعظم في الحج وأعمال الحج ودعوات الحجاج يعمّ المسلمين في كل الأرض، بل إن شعائر الحج وقربات الحجاج تنفع الأرض كلها، فيدفع الله بها العذاب أو يخففه، قال الله تعالى: {جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَاماً لِّلنَّاسِ}، وقال تعالي: {وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى العَالَمِينَ}".

 

وتابع: "بعد عرفات يوم النحر وأيام التشريق، وهي من أفضل الأيام عند الله تعالى شرع فيها من الأعمال الصالحات ما يضاعف الله به عظيم الثواب، وما ينجي الله به من العقاب، فيوم النحر جمع الله فيه أكثر أعمال الحج وهي الرمي والنحر والحلق وطواف الإفاضة، وهي بهذا الترتيب أفضل، ولو قُدّم بعضها على بعض فلا حرج، ولكنه ترك الأفضل؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم ما سئل عن شيء من أفعال الحج يوم النحر إلا قال: "افعل ولا حرج"؟

 

وقال "الحذيفي": "سمّى الله يوم النحر يوم الحج الأكبر، وهو من أفضل الأيام عند الله تعالى، ويليه اليوم الحادي عشر، وهو يوم القر، ويومان بعده تمام أيام التشريق، وشرع فيها بقية أعمال الحج، كما شرع كثرة الذكر للحاج وغيره، عن عبدالله بن قرط عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أفضل الأيام عند الله يوم النحر ثم يوم القر".

 

وأضاف: "على عباد الله أن يذكروا ما أنعم الله عليهم به في فريضة الحج من أخوّة الإسلام ورابطة الإيمان، ووحدة التوجه التي توجب وحدة القلوب، ووحدة الصف وتوجب نبذ الفرقة والاختلاف، قال تعالى: "إنما المؤمنون إخوة".

 

وأردف: "جزى الله هذه الدولة خير الجزاء على ما تقوم به من السهر على راحة الحجاج والمعتمرين والزائرين، وعلى تقديم الرعاية الصحية لهم والتسهيلات الخدمية وعلى الرعاية الأمنية، وما يشاهد في كل سنة من الأمور التنظيمية التي حققت النجاح العجيب الذي أدهش العالم في مسيرة الحج ابتغاء الثواب".