ميدان الأوبرا عاصمة القاهرة

منوعات

بوابة الفجر


ميدان الأوبرا هو الميدان الذي كان يصفه أحد الشعراء زمان بأنه عاصمة القاهرة، كان هذا المكان عبارة عن بركة كبيرة اسمها بركة الأزبكية، نزلت بالقرب منها جيوش الدولة العثمانية عندما دخلت مصر سنة 1517م، وأزالت حكم المماليك.

بدأ الميدان في عهد الخديوي إسماعيل لما بنى أول أوبرا في الشرق الأوسط سنة 1869م، وهي كما كانت تسمى وقتها الأوبرا الخديوية، والتي نراها خلف التمثال في الصورة، وكان افتتاحها أحد فعاليات الإحتفال بافتتاح قناة السويس.

في نفس الوقت فكروا في عمل ميدان على طراز ميادين باريس التي كان الخديوي مولعاً بها منذ أن درس هناك، وبدأوا في تخطيط الميدان وأطلقوا عليه ميدان التياترو.

وبمرور الوقت تم بناء عدة مباني فيه، مثل فندق جراند كونتيننتال - ونادي السلاح المصري - وتم تنسيق حديقة الأزبكية التي كان يقام فيها مناسبات رسمية راقية.

وفي سنة 1872م أراد الخديوي إسماعيل تخليد ذكرى والده ( إبراهيم باشا ) فكلف الفنان الفرنسي كورديه بصنع تمثال لوالده، صنعه من البرونز ووضعوه على قاعدة من الرخام في ميدان العتبة، ظل التمثال هناك 10 سنوات، إلى أن جاءت سنة 1882م وهو تاريخ الثورة العرابية، ثار الناس ضد الخديوي توفيق وضد الإنجليز وكانوا يحاولوا تحطيم أي شيء يتعلق بالأسرة الحاكمة، فخلعت تمثال إبراهيم باشا من قاعدته.

ومنذ ذلك اليوم تم نقله من ميدان العتبة، ولم يوضع في مكان عام بسبب الناس، فاضطروا إلى وضعه في متحف لمدة 9 سنوات إلى أن استقر الوضع، فنقلوه بعدها إلى ميدان الأوبرا ومازال هناك إلى الآن، فتحول اسم الميدان وقتها من ( تياترو ) إلى ( ميدان إبراهيم باشا ) وبعد الثورة تم تغيير اسم الميدان إلى ( ميدان الأوبرا ) سنة 1954م. 

ولما صنع الفنان الفرنسي التمثال، صنع له لوحتين كأي تمثال بحيث يُكتب عليهما اسم التمثال وتاريخ الصنع واسم الصانع ... إلخ، وجعل خلفية اللوحة عبارة عن مشاهد من معركتين انتصر فيها الجيش المصري على جيش الأتراك، فاعترضت تركيا وقتها وأجبرت الخديوي على عدم وضع اللوحة على قاعدة التمثال.

فاضطر الفنان الفرنسي أخذ اللوحتين معه ليستفيد بهم، وعرضهم في معرض في باريس، ثم أخذهم بيته ولا أحد يعلم مصيرهم إلى الآن، ولكن في سنة 1948م، احتفلت مصر بمرور 100 عام على وفاة إبراهيم باشا، فأرسل المسؤولون إلى فرنسا يطالبون باللوحتين، وبحثوا في بيت أحفاد ( كورديه الفرنسي ) ولكن لم يجدوا لهما أثر، فبحثوا في كل متاحف باريس دون جدوى.

ولكن وجدوا صورة فوتوغرافية لهما، وصمم 2 من الفنانيين المصريين اللوحتين بالنظر للصورة ومحاكتها، وتم تعليقهم على قاعدة التمثال وهم موجودين هناك الآن.

مبنى الأوبرا الذي نشاهده في الصورة احترق عام 1971م ، وموجود مكانه الآن جراج، وتم إعادة بناء الأوبرا سنة 1988م.