رحلة الإيزيدية "نادية مراد" من "سبية لداعش" إلى سفيرة بالأمم المتحدة

تقارير وحوارات

الإيزيدية نادية مراد
الإيزيدية نادية مراد - أرشيفية



 
"تم استعبادي وبيعي وتأجيري لعشرات المرات في الموصل وتلعفر والحمدانية لمدة ثلاثة أشهر، فصلت عن أمي وأخواتي، ولم أر أمي إلى هذه اللحظة".. كانت هذه كلمات الفتاة العراقية الأيزيدية نادية مراد، التي تم سبيها من قبل تنظيم "داعش"، المصنف إرهابياً، لفترة تجاوزت 3 أشهر.
 
قالت الأمم المتحدة إنها ستعين "مراد"، سفيرة المنظمة الأممية للنوايا الحسنة، وذلك بعد أن تعرضت في السابق للاختطاف والاغتصاب، على أيدي مسلحي التنظيم المعروف بالدولة الإسلامية.
 

سفيرة للنوايا الحسنة بالأمم المتحدة

وستكون مراد، التي رشحت للفوز بجائزة نوبل للسلام، سفيرة مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة للنوايا الحسنة، إذ تقول الأمم المتحدة إن تعيينها هو الأول من نوعه لواحدة من الناجيات من تلك الفظائع" التي وقعت في العراق.
 
اختطفت نادية مراد في العراق عام 2014، وأخذوها رفقة أكثر من 150 امرأة أيزيدية إلى الموصل. بعد أن قتل ستة من أشقائها. تقول نادية: "وجدنا في الموصل الآلاف من النساء والأطفال الذين كانوا يقدمون لمقاتلي التنظيم كهدايا".
 
تصف الفتاة الناجية أول من حاول اغتصابها بأنه "رجل ضخم جدا، كان بالفعل كوحش مفترس"، توروي بحرقة كيف ركلها ورفسها حتى وقعت أرضا حين توسلت إليه بأن يتركها لأنها "صغيرة لك وأنت ضخم جدا".
 
لم تجد الفتاة بدا من أن تقع في النهاية ضحية لرجل آخر بحجم أصغر من "الرجل الضخم"، لكن عذاب الاغتصاب كان مرا رغم أنه لم يكن على يد الرجل الذي بث الرعب في قلبها..
 
المرض لم يشفع لها
 
بقيت نادية أسيرة لبضعة أيام عند أحد مسلحي داعش في الموصل، إذ سامها سوء العذاب النفسي والإهانة الجسدية.
 
لم ينتظر كثيرا، قبل أن يأمرها أن تضع المكياج على وجهها، فأثار فيها ذلك خوفا لأنها علمت بأنه يريد اغتصابها.
 
تقول في شهادتها أمام مجلس الأمن،  في ديسمبر الماضي، ونبرت صوتها تهز: "قلت له إنني مريضة، ولكنه أجبرني أن أتزين له وأضع المكياج على وجهي، وفي تلك الليلة السوداء فعلها".
 
محاولات الهرب
 
تحت وطأة الاغتصاب المتكرر، نضجت في ذهن نادية فكرة الهرب رغم الحراسة المشددة. تحت جنح الظلام تسللت بحثا عن طريق نحو المجهول. لم يكن يهمها شيء سوى الإفلات من العبودية الجنسية.
 
لكن حظ نادية كان عاثرا، فقد أمسك بها الحراس لدى محاولتها الفرار واقتادوها إلى مغتصبها، الذي يقول إنه زوجها.
 
كان العقاب أن رمى بها في غرفة انفرادية وجردها من ملابسها، ثم تركها للحراس يتناوبون على اغتصابها طوال الليل، "اغتصبوني حتى فقدت الوعي" تضيف نادية في شهادتها التي قدمتها باللغة العربية.
 
هكذا هربت من داعش
 
ثلاثة أشهر مرت مثل السنوات الطوال على نادية، لكنها كانت مصممة على الهرب، وهو ما تحقق في النهاية، "لقد عشت الألم، رأيت شرهم"، وأضافت :"جلب جميع مرتكبي جرائم الاتجار بالبشر إلى البشر، حتى تعيش المرأة والطفل بأمان في العراق وسوية ونيجيريا والصومال وكل مكان في العالم".
 
 
ومن المقرر حضور حفل تنصيبها بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة، بالإضافة إلى سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة سامنتا باور، والمحامية الشهيرة أمل كلوني.
 
وفي هذا الصدد، رحب العراق بتعيين الإيزيدية نادية مراد سفيرة للنوايا الحسنة لدى الأمم المتحدة، وشدد رئيس الجمهورية فؤاد معصوم على ضرورة إنهاء معاناة جميع المختطفات والمختطفين من قبل داعش.
 
وقال معصوم الجمعة 16 سبتمبر الماضي،  إنه "يثمن هذه الالتفاتة القيمة من الأمم المتحدة ويتقدم بشكره للدعوة للمشاركة في مراسم تتويج نادية مراد سفيرة للنوايا الحسنة".