زواج مرضى "متلازمة داون" بين أهل الدين والطب.. كيف يكون مصيرهم؟

بعد إعلان أبطال العالم في رياضة السباحة للمعاقين محمود عبد الباري ودينا طارق عن خطبتهما، انقسمت الآراء ‏حول تشكيك البعض في قدرتهم الأهلية وآخرين يرون أنهم قادرين على بناء حياة زوجية.‏

ومحمود ودينا مصابين بمتلازمة داون وهي حالة من الإعاقة العقلية، تغير ملامح الوجه (خاصة ‏من ناحية زاوية العين) وتشبه العرق المنغولي.‏

ولحسم مدى أهلية مرضى متلازمة داون تستعرض"الفجر"، أراء الخبراء حول مدى شرعية هذا ‏الزواج، وأراء الأطباء حول تابعات هذا الزواج على الجيل الثاني منهم.‏

من جانبه قال الدكتور محمد المنسي، أستاذ الشريعة بكلية دار علوم في جامعة القاهرة، إن الشرع ‏لا يحرم زواج المعاقين بشكل عام، بشرط إقرار الطبيب استطاعة هذا الفرد على الزواج، ‏بالإضافة لوجود ولي يتحمل مسئوليتهم ماديًا.‏

وأضاف "المنسي"، في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن أفراد متلازمة داون، مثلهم كباقي البشر ‏لديهم طاقة ولابد من تحصينهم بالزواج أفضل من وقوعهم في المعصية، فزواجهم يحمي ‏المجتمع من الإنحراف وانتشار الرذيلة في المجتمع، لكن برعاية وتوجيه من الأهل.‏

وبسؤاله عن بعض الفتاوى التي تنص على عدم إجازة زواج ذوي الإعاقة، أكد "المنسي"، أن هناك ‏الكثير من الفتاوي تنشر بشكل واسع وليس له مدلول شرعي، مضيفاً أن دور الأزهر الشريف ‏نشر الوعي والإرشادات السليمة لعدم الخلط بين الدين والأراء الشخصية لدى البعض.‏

قالت النائبة "هبة هجرس"، الأمين العام للمجلس القومي لشئون ذوي الإعاقة، إن زواج ‏مرضى "متلازمة داون"، ليس جهلاً من الأهل أو المجتمع بل دافع ايجابي يساعد ‏على  ممارسة الحياة بشكلها الطبيعي مثل باقي البشر، وليس من حق أي شخص أن يحرمهم من ‏الزواج والإنجاب.‏

وأضافت في تصريح خاص لـ "الفجر"، أن مرض "متلازمة داون"، ليس ‏وراثيًا، وليس بالضرورة أن يكون زواج اثنين يحملان نفس المرض أن ينقلوه لطفلهما، لأنها ‏مشكلة جنينية، مشيرة إلى أن الأسر غالبًا يقوموا بتزويج أبنائهم أصحاب مرض "متلازمة ‏داون"، من أجل إنجاب أبناء تراعيهم وتكون سند لهم.‏

وأوضحت " هجرس"، أن المجتمع لديه معلومات مختلطة بين المعاق ذهنيًا ‏والمجنون،  فالأول لديه نقص في الذكاء والقدرة على التكيف في الحياة والعمل، وبالتدريب ‏والإرشاد سهل جدا اندماجهم وتفاعلهم داخل المجتمع.‏

في ذات السياق قال الدكتور سيد معوض، استشاري طب الأطفال، إن مرضى متلازمة داون لا ‏يعيشون مدة طويلة، فأعمارهم دائما ما تكون قصيرة، ولكنهم قادرين على تكوين أسرة، مشيرًا إلى ‏أن لديهم القدرة على الزواج والرغبة الجنسية بشكل طبيعي.‏

وأضاف"معوض"، في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن لم تسجل إلى الآن نسبة حالات إنجاب ‏تذكر من قبل أفراد "متلازمة داون"، وذلك لصعوبة حمل المرأة، موضحًا أن هناك حالات ‏إجهاض متكررة ونسبة حدوث الحمل 20% من الحالات.‏

وبسؤاله عن تكرار متلازمة داون في الأبناء، أكد "معوض"، أن من الممكن أن تصيب الأطفال ‏بهذا المرض، لكنه ليس ورثيًا، بدليل أن هناك أطفال تمت ولادتهم بشكل طبيعي، ولكن بنسبة ‏ضئيلة جدًا.‏

‏ ‏