محمد نجيب.. عندما كان رئيساً لمصر

منوعات

بوابة الفجر


اللواء محمد نجيب أول رئيس للجمهورية عقب الغاء الملكية ..... يدلي بشهادته و هو في أواخر ايامه عن رايه فيما آلت اليه أحوال الناس بعد حركة ضباط الجيش و التي قادها بنفسه ضد الملك فاروق في 23 يوليو 1952.

يقول الرئيس نجيب في كتابه " كنت رئيسا لمصر ":

قال لي السادات : أنت حر طليق (بعد اعتقال دام قرابة العشرين عاما)!!
لم أصدق نفسي ، هل أستطيع ان اخرج وادخل بلا حراسة ؟؟!!!
هل استطيع ان اتكلم في التلفون بلا تنصت؟!
هل استطيع ان استقبل الناس بلا رقيب ؟!!

لم أصدق ذلك بسهولة.. فالسجين في حاجة لبعض الوقت ليتعود على سجنه، وفي حاجة لبعض الوقت ليعود إلى حريته، وأنا لم أكن سجينا عاديا كنت سجينا يحصون أنفاسه، ويتنصتون على كلماته ويزرعون الميكروفونات والعدسات في حجرة معيشته، وكنت اخشى أن أقترب من أحد حتى لا يختفي، وأتحاشى زيارة الأهل والأصدقاء حتى لا يتعكر صفو حياتهم، وأبتعد عن الأماكن العامة حتى لا يلتف الناس حولي، فيذهبون وراء الشمس.

ولكن بعد فترة وبالتدريج عدت إلى حريتي وعدت إلى الناس وعدت إلى الحياة العامة، وياليتني ما عدت.

فالناس جميعا كان في حلقها مرارة من الهزيمة والاحتلال، وحديثهم كله شكوى وألم ويأس من طرد المحتل الإسرائيلي، وبجانب هذه الأحاسيس كانت هناك أنات ضحايا الثورة الذين خرجوا من السجون والمعتقلات ضحايا القهر والتلفيق والتعذيب.

وحتى الذين لم يدخلوا السجون ولم يجربوا المعتقلات، ولم يذوقوا التعذيب والهوان كانوا يشعرون بالخوف، ويتحسبون الخطى والكلمات، وعرفت ساعتها كم كانت جريمة الثورة في حق الإنسان المصري بشعة.

وعرفت ساعتها أي مستنقع ألقينا فيه الشعب المصري.

فقد حريته.. فقد كرامته.. فقد أرضه.. وتضاعفت متاعبه.. المجاري طفحت.. المياة شحت.. الأزمات اشتعلت.. الاخلاق انعدمت.. والإنسان ضاع.