الإستيلاء على رخام مقبرة الأمير محمد علي لتزيين قبر عبد الناصر

منوعات

بوابة الفجر



روى لنا الاستاذ عمرو الخربوطلي - أحد أشهر جامعي التحف و النوادر في مصر- أن الرخام الذي يزين قبر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر هو في الأصل كان رخام مقبرة الامير محمد علي توفيق ، وبحسب ما رواه الخربوطلي فقد ظل حكام مصر وملوكها علي مر التاريخ يهتمون اهتماما خاصا بمقابرهم ويضعون فيها كل غالي وثمين .. وحتي اسرة محمد علي التي حكمت مصر لفترة طويلة، حرص ملوكها وأمراؤها علي تزيين مقابرهم بالنقوش المحلاة بماء الذهب وبكل ما هو نفيث من الثريات الفاخرة والزخارف الاسلامية الي الالوان الرائعة التي ما ان تراها حتي تبوح لك بفخامة وجمال تلك المقابر.. لكن هناك أميرا من الاسرة العلوية هو محمد علي توفيق الذي لم يستطع تحقيق حلم حياته في الجلوس علي عرش مصر، ولم يهنأ ايضا بعد مماته بقبره الذي كانقد اعده بنفسه والسبب ،حكاية لها العجب .
كان الامير محمد علي توفيق قد جهز قاعة للعرش في قصره الأنيق الذي يقع علي ضفاف النيل في جزيرة الروضة ظنا منه انه سيحكم مصر في يوم من الايام، وكانت كل الظروف وقتها مناسبة .. فكان أكبر أبناء الأسرة العلوية سنا, واكثرهم ثراء, بجانب علاقته الطيبة بالسفارة البريطانية .. لكن وبعد فاة الملك فؤاد لجأت الأسرة المالكة إلى استصدار فتوى من الأزهر الشريف ليتم حساب عمر الملك فاروق بالسنين الهجرية لانها أقصر من السنين الميلادية حتى يسارعوا في وضعه على عرش مصر وليفوتوا الفرصة علي الأمير محمد علي الذي اصبح للمرة
الثانية وليا للعهد.لكن الملك فاروق ظل لمدة تزيد عن اربعة عشر سنة دون أن يرزق بمولود ذكر لذلك فقد تجدد حلم الأمير محمد علي مرة اخري في حكم مصر، لكن امله خاب عندما جاء الي الدنيا الامير أحمد فؤاد عام 1952 الذي حل محله في ولاية العرش، وبذلك فقد الامير محمد علي الامل الاخير في حكم مصر.
وفي مقابر الخديوي توفيق التي اقامها في منطقة المجاورين امام منطقة الدويقة
علي طريق الاوتوستراد والتي دفن فيها هو وزوجته وابناءه واحفاده وعددا من الامراء والاميرات، شيد الامير محمد علي قبرا لنفسه واحضر من اجل ذلك رخاما ثمينا من ايطاليا يليق بمدفنه لكنه توفي في تركيا بعد قيام ثورة يوليو بسنتين عن عمر يقارب من اثنين وثمانين عاما حيث دفن هناك.في عهد الرئيس انور السادات طلب أفراد الاسرة المالكة نقل رفات الامير محمدعلي من تركيا ودفنه في مقبرته في مصر، لكنهم عندما جاءوا برفاته لم يجدوا 
الرخام الفاخر الذي كان قد احضره الامير من الخارج، ولم يجدوا ايضا اللوحة الرخامية الثمينة التي كانت تعلوا قبره والتي كان محفورا عليها : 
(لا اله الا الله محمد رسول الله) .. فاين ذهبت يا تري ؟ ومن اخذها ؟
الذين شيدوا قبر الرئيس جمال عبد الناصر هم الذين نزعوا الرخام الفاخر منقبر الأمير محمد علي ليجملوا به مقبرة عبد الناصر .. ولا احد يعرف السبب حتي الان ؟
ربما لان مدفن الامير محمد علي وقت وفاة عبد الناصر كان خاليا، وظن من فعل ذلك بأن جثمانه سيبقي في تركيا الي الابد ولن يعود يوما الي مصر،او السبب هو وفاة عبد الناصر المفاجئ ولضيق الوقت بحثوا في المقابر الفاخرة عما يجملوا به قبر الرئيس فلم يجدوا غير قبر الامير محمد علي توفيق ؟
علي كل حال .. اذا كانت ثورة يوليو قد صادرت اموال واراضي ما عرف وقتها بطبقة الاقطاع لتحقيق العدالة الاجتماعية إلا أن مصادرة ما في المقابر لم يكن من ضمن اهداف الثورة، واعتقد ان هذا الامر كان لن يرضي الرئيس جمال عبد الناصر نفسه لو كان سئل قبل وفاته .. 
رحم الله الجميع .