سقوط 1373 مطلوباً أمنياً خلال عام بعد مراقبة لصيقة

السعودية

السعودية - أرشيفية
السعودية - أرشيفية


قال اختصاصيون في مجال علم النفس: إن التحاق الشباب بالتنظيمات الإرهابية يؤكد سذاجة الكثير منهم وإمكانية التغرير بهم.


في البداية قال الدكتور محمد بن عبدالله المطوع - وكيل كلية العلوم الاجتماعية للدراسات العليا بجامعة الإمام محمد بن سعود: إن هناك أسبابا متعددة لالتحاق الشباب بمثل هذه التنظيمات الإرهابية، ومن أهمها ضعف التنشئة منذ الصغر أو غيابها، مما يسفر عن شخصية ضعيفة قابلة للتصديق دون تمحيص أو تفكير، مما يجعل انخراطها في خلايا الإرهاب أمرًا سهلًا لأنه يسهل إقناعها، ولذلك يأتي دور المدرسة لتصميم البرامج الوقائية للنشء من هذا الفكر المنحرف الخطر ويكملها دور العلماء والدعاة الربانيون. 


ومن الأسباب الانفتاح الفضائي وسهولة التواصل عبر وسائل التقنية التي دخلت كل بيت.. كما أن التنظيمات الإرهابية تلجأ للسذج من الشباب وتغرر بهم لسهولة إقناعهم والتغرير بهم رغم أنني لا أحب كلمة التغرير بهم لأن معظمهم تجاوزوا الثامنة عشرة من العمر فأصبحوا مكلفين ومسؤولين عن أفعالهم.. وأما كيفية الوقاية من هذا الداء فإنها تتمثل في إعداد البرامج الوقائية على عدة مستويات: الأسرة والمدرسة والجامعات والمجتمع، والتي تحتاج إلى تظافر جهود الجميع لحماية شباب الوطن ومن ثم الوطن شريطة أن تناسب البرامج المستوى العقلي لكل مرحلة عمرية، ويكون تركيزنا على الوقاية مع عدم إغفال للبرامج العلاجية كالسجن ونحوه.


أما الأخصائي النفسي ماجد الهذلي فقال: إن أحد أهم الأسباب التي تجعل من الشباب يجنحون للفكر المتطرف أو للانخراط في الجماعات الإرهابية مثل داعش ليس كما يظن البعض لجهلهم أو حداثة أعمارهم فقط، فالمتتبع يعلم جيدًا أن هناك فئات كثيرة من المتعلمين انضمت لهذه التنظيمات ولعل من الخطأ أن نرجع سبب أنضمامهم لعامل واحد فقط فهناك العديد من العوامل ومن أهمها اعتماد تلك التنظيمات الإرهابية على أساليب واستراتيجيات نفسية مثل أساليب الإقناع وتغيير الاتجاهات فعندما يترك الشاب لمواقع التواصل الاجتماعي دون رقابة ودون حوار ومناقشة، قد يجد فيها من يخاطب عقله ويجب على ما يدور بذهنه بغض النظر عن مدى صحة الإجابة.


وأضاف أن التنظيمات الإرهابية قد تستخدم أساليب نفسية تستميل الفكر فعلى سبيل المثال لا الحصر عندما يُبث في هذه المواقع روح الإحباط حول القضايا المجتمعية، ويستثار غضب الشباب فيها وينشأ لها الهاشتجات وتغلق جميع الحلول، كما يزعمون ثمّ يأتي من يقدم الحلول في قالب ديني لكي يكون مستساغا ومناسبا لثقافة المجتمع ومن السهل تقبله، ومن ثم يربط هذا الحل بقيم دينية ودنيوية مثل العدالة والصدق وتكافؤ الفرص والشهادة كقيمة دينية عليا من ثم يعرض نماذج لشباب استطاعوا التغيير بالهرب والانضمام لهذه التنظيمات الإرهابية، ويرسم لهم دور البطل والمخلص والمحرر للأمة، وكيف أنهم ضحوا والتضحية أيضًا إحدى القيم المٌهمة، والتي تجعل الشباب يرى أنه أصبح يحقق ذاته من خلال تلك الأفكار التي تبث.


وأشار إلى أن كل تلك الأفكار تصب لهدف عام لديهم وحل أبدي وهو قيام دولة خلافة فيرتبط الشاب بهذه الأهداف ويتبنى الفكر الجماعي، ويغيب عنه فكره الحر المستقل، هم يستخدمون أساليب وطرقًا نفسية لإشباع حاجات الشباب النفسية مثل الحاجة للانتماء وتحقيق الذّات وأعني الذكور، وأيضًا الإناث، فالخطر واحد على شبابنا، لذلك كان من المهم علينا محاربة هذا الفكر عبر فتح قنوات النقاش مع الأبناء والشباب لمعرفة الأفكار الدخيلة عليهم ومحاربتها.


تمكنت الجهات الأمنية خلال العام المنصرم من إسقاط 1373 شخصًا من المشتبهين المنتمين للفئة الضالة وتنظيمات إرهابية مثل «داعش»و»القاعدة» ومطلوبين كانوا يحاولون العبث بأمن واستقرار البلد، حيث كانت لهم الجهات الأمنية بالمرصاد وتتبعت خطواتهم وأحبطت تخطيطاتهم المختلفة.


وبهذا يرتفع عدد الموقوفين في قضاياالفئة الضالة بمختلف المناطق والمحافظات إلى 5268 شخصًا حسب نافذة تواصل بنهاية العام المنصرم مابين سعوديين ووافدين.