«بداية جديدة».. مبادرة نسوية لمساندة المطلقات فى مواجهة المجتمع

العدد الأسبوعي

طلاق - تعبيرية
طلاق - تعبيرية


المطلقة ليست مُعقدة ولا «خطافة رجالة»

قالت نجلاء أحمد، صاحبة مبادرة «بداية جديدة» المهتمة بمواجهة نظرة المجتمع السلبية للمطلقات، إن وصمة العار التى تطارد المرأة بعد انفصالها عن زوجها هى السبب الرئيسى فى إطلاق المبادرة؛ للتصدى لاكتئاب مابعد الطلاق، وحتى الآن انضم لنا نحو ١٢٣.

عقدنا بعض التدريبات والورش التأهيلية النفسية للمطلقات ولأطفالهن، هدفها الرئيسى هو وضع خطط إيجابية، تتيح لهن التعامل مع المجتمع، وذلك بتوفير إحساس الكمال الجزئى لهن، فالمطلقة لا ينقصها شىء حتى تنخرط مع المجتمع، فهى جزء أصيل منه، وليس بالضرورة أن يكون الطلاق بسبب السيدة، فالتجارب أثبتت أن أغلب حالات الطلاق سببها الرئيسى الرجال.

ونسعى إلى استخدام جميع الوسائل القانونية التى تتيح للمطلقة الحصول على نفقة شهرية لها ولطفلها من طليقها، وكذلك إنشاء مقر للمبادرة، وتحويلها إلى جمعية مشهرة تحت الإشراف المباشر للجهات الحكومية ووزارة التضامن، بحيث نستطيع توفير معاش شهرى أو مساعدة غير القادرات على إيجاد فرص عمل مناسبة، وندرس الآن تخصيص رقم حساب بنكى للتبرع لصالح المطلقات.

ومن المتوقع أن يخضع ذلك الحساب البنكى للإشراف الحكومى، وسيساعد المطلقات كما سيوفر قروضاً بدون فوائد؛ بهدف مساعدة غير القادرات على إنشاء مشاريع تجارية متناهية الصغر وصغيرة ومتوسطة، بحيث توفر مصدر ثابت للرزق، ونحن كمبادرة تساعد النساء فى المقام الأول ندرس فتح أبوابنا أمام رجال الأعمال، ونسعى للتواصل الدائم والمثمر مع العديد منهم بهدف توفير فرص عمل لديهم للمطلقات أو لأبنائهن القادرين على العمل.

وأوضحت «عياد»، أن هناك بعض المطلقات القادرات ماديًا ويقدمن الدعم المادى والمعنوى طوال الوقت، وتهتم المبادرة بنشر جميع الطاقات الإيجابية التى تبرز فى نماذج عديدة من المطلقات اللائى آثرن التضحية من أجل أولادهن بالشرف والاحترام، واستقبلنا خلال الأيام الماضية ترحيبات عديدة من استشاريين قانونيين ونفسيين أبدوا استعداداتهم للانضمام إلى المبادرة.

ومنحنا ذلك مزيدًا من الثقة، أتاحت انضمام عدد كبير من المطلقات إلينا، والمبادرة ليست معادية للرجال كما أشيع، ولا نحرض السيدات على الطلاق كما اتهمنا البعض، لكن هدفنا الوحيد هو محاربة الأحكام التى يطلقها المجتمع جُزافًا، وخصوصًا السيدات المتزوجات، على المطلقات، بحيث يتم تصنيف المطلقة على أنها «معقدة» أو «خطافة رجالة» أو «سيئة السمعة».

وروت «عياد» لـ«الفجر» قصة طلاقها، فاعترفت بأنها واجهت العديد من الصعوبات والسخافات مع الأهل قبل الطلاق، وللأسف انحصر خوفهم فى ما سيقوله المجتمع، فكلام الناس لا يرحم، وكأن المطلقة لا يجب لها أن تعيش بمفردها، ويجب دفنها، فذلك أفضل من أن تتم محاسبتها على كل خطواتها، إلا أن رؤية الأهل اختلفت بعد الطلاق، ووجدت تشجيعاً لم أتوقعه من والدى ووالدتى بفكرة إطلاق المبادرة، فأغلب الرجال رافضون حتى الآن قبول فكرة أن المرأة بالفعل تحررت من قبضتهم، فيلجأ بعضهم إلى ممارسة الضغوط على النساء من خلال النفقة، وأغلب هؤلاء الرجال ظالمون للمطلقة ولأولادهم، يبخل على مطلقته وأبنائه بالنفقة بينما يمارس هو طقوس حياته بكل أريحية، حتى أنه يسعى من جديد إلى تأسيس منزل زوجية آخر بتكاليف باهظة ويتجاهل حق أولاده ومطلقته.