قصة "الشفرة النوبية" التى شلت اتصالات الجيش الإسرائيلي فى حرب أكتوبر

أخبار مصر

أحد جنود سلاح الإشارة
أحد جنود سلاح الإشارة في حرب أكتوبر


كشفت وكالة "سبوتنيك" الروسية، عن تفاصيل خطة الاتصالات بين مراكز الجيش المصري خلال حرب أكتوبر 1973، موضحة أن الجيش المصري ابتكر طريقة ذكية لحرمان الجيش الإسرائيلي من التقاط شفرات الأوامر السارية بين قيادات القوات المصرية تعتمد استخدام اللهجة النوبية غير المكتوبة التي يصعب فهمها في سلاح الإشارة.

وأوضحت الوكالة، أن الجيش الإسرائيلي في حرب أكتوبر، كان متفوقا في مجال الاتصالات والتقاط المعلوات والرسائل السارية بين أفراد وقيادات الجيش المصري، ومع قلق القيادات المصرية من هذه المسألة، ظهر الصول أحمد إدريس، الذي اقترح على قياداته هذه الفكرة والتقى الرئيس الراحل أنور السادات.

وسرد الصول إدريس تفاصيل الخطة، قائلا: قلت لقادتي إن اللغة النوبية تنقسم إلى قسمين بين أهلها وهي "لهجة نوبة الكنوز"، و"لهجة نوبة الفديكا"، ويعود أصل "الكنزية" إلى اللهجة "الدنقلاوية" نسبة إلى دنقلة في السودان، بينما يعود أصل "الفديكا" إلى اللهجة "المحسية"، التي كان يتحدث بها سكان شمال السودان…فأبلغ قادتي الفكرة لرئيس الأركان الذي بدوره عرضها على الرئيس أنور السادات ووافق على الفور وفوجئت باستدعاء الرئيس الراحل لي".

وأضاف إدريس: "وصلت لمقر أمني لمقابلة الرئيس السادات وانتظرت الرئيس بمكتبة حتى ينتهي من اجتماعه مع القادة، وعندما رأيته كنت أرتجف نظراً لأنها كانت المرة الأولى التي أرى بها رئيسا لمصر، وعندما قابلني وشعر بما ينتابني من خوف وقلق اتجه نحوي ووضع يده على كتفي ثم جلس خلف مكتبه وتبسم لي وقال: فكرتك ممتازة…لكن كيف ننفذها؟ فقلت له لابد من جنود يتحدثون النوبية وهؤلاء موجودون في النوبة، وعليه أن يستعين بأبناء النوبة القديمة وليس بنوبيي 1964، وهم الذين نزحوا بعد البدء في بناء السد العالي لأنهم لا يجيدون اللغة…هم موجودون بقوات حرس الحدود…فابتسم السادات قائلاً: بالفعل فقد كنت قائد إشارة بقوات حرس الحدود وأعرف أنهم كانوا جنوداً بهذا السلاح".

وأوضح إدريس أنه بعد عودته إلى مقر خدمته العسكرية، علم أنه تم الاتفاق على استخدام النوبية، كشفرة وأنهم قرروا الاستعانة بالمجندين النوبيين، الذين بلغ عددهم حوالي 70 مجنداً من حرس الحدود لإرسال واستقبال الشفرات، وتم تدريب الجميع، وذهبوا جميعاً وقتها خلف الخطوط لتبليغ الرسائل بداية من عام 1971 وحتى حرب 1973".

وأكد إدريس أن السادات طالبه بعدم الإفصاح عن هذا السر العسكري، وهدده بالإعدام لو أخبر به أحداً، موضحا أن هذه الشفرة استمرت متداولة حتى عام 1994 وكانت تستخدم في البيانات السرية بين القيادات.

وتابع: كانت كلمة "أوشريا" هي الكلمة الأشهر في قاموس الشفرات النوبية بحرب أكتوبر/ تشرين، ومعناها العربي "اضرب"، وجملة "ساع آوي" تعني "الساعة الثانية"، وبتلقي كافة الوحدات كلمة "أوشريا" وكلمة "ساع آوي"…بدأت ساعة الصفر لينطلق الجميع كل في تخصصه دون أن تدرك القوات الإسرائيلية ماذا يجري بالضبط.