ماهو الحوار الوطني السوداني الذي يشارك فيه "السيسي" ؟

تقارير وحوارات

مؤتمر الحوار الوطني
مؤتمر الحوار الوطني السوداني




في إطار تنامي العلاقات المصرية السودانية، يشارك الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم الإثنين في ختام أعمال مؤتمر الحوار الوطني ‏السوداني تلبية للدعوة الموجهة من الرئيس السوداني، عمر البشير.‏

ويشارك في ختام أعمال مؤتمر الحوار الوطني عدد من رؤساء الدول الإفريقية، ورؤساء عدد من المنظمات الإقليمية والدولية، ‏تتويجاً للعرس السوداني بإنهاء صراعاته الداخلية بين كافة أطيافه ومتصارعيه.‏

وتقدم "الفجر" خلال السطور التالية لمحة سريعة حول  التعريف بـ"الحوار الوطني السوداني" وأساسياته. 

ما هو الحوار الوطني السوداني؟

مشروع أطلقه الرئيس السوداني عمر البشير في 27 يناير 2014 للحوار الوطني بين مكونات الشعب السوداني السياسية المدنية ‏والعسكرية المختلفة، مطلقا عليه اسم "الوثبة"، قاطعته مكونات سياسية رئيسية بينها حزب الأمة القومي المعارض بزعامة الصادق ‏المهدي، وسط اتهامات بعدم وجود إرادة حقيقية عند الحزب الحاكم لإنجاح الحوار.‏

وقد جاء الحديث عن الحوار الوطني في السودان في أعقاب مظاهرات احتجاجية في سبتمبر 2013، قتل فيها حوالي مئتي شخص، ‏وسبقت تلك الاحتجاجات محاولة انقلابية فاشلة في نوفمبر 2012.‏

كما شهدت الخرطوم في السادس من أغسطس الماضي، الجمعية العمومية الأولى للحوار الوطني بحضور الأحزاب المسجلة كافة ‏والحركات المسلحة الموقعة على اتفاقيات السلام، وخاطبها الرئيس عمر البشير، وجاءت هذه الجمعية تتويجاً لمؤتمر الحوار الوطني.

أساسيات الحوار

يقوم الحوار الوطني على خمسة ركائز أساسية هي:‏

‏" السلام والوحدة "‏

تعد قضية الحرب والنزاعات المسلحة في السودان من أهم تعقيدات الأزمة السودانية والتي ألقت بظلالها على وجه الحياة العامة في ‏مستواها السياسي والاقتصادي والاجتماعي على نحو منظور.‏

ففي إقليم دارفور، ما تزال الحرب التي اندلعت في مارس 2003 مستمرة، أما في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق فتدخل الحرب ‏عامها السادس.‏

‏"الحريات الأساسية والتنظيم السياسي"‏

هناك مجموعة من القوانين والسياسات التي تحتاج إلى معالجة، من بينها قانون الأمن الوطني الذي تشتكي منه المعارضة، إلى جانب ‏قوانين أخرى بحاجة إلى معالجة بما يسمح بممارسة الحريات العامة والخاصة دون رقيب أو مانع.‏

‏" الاقتصاد والخروج بالمجتمع السوداني من الفقر"‏

يواجه السودان ظروفا اقتصادية معقدة للغاية زاد من حدتها انفصال جنوب السودان في 2011 وذهاب نفطه الذي كان يشكل أكثر من ‏‏75% من الإيرادات العامة للدولة. ‏

كما أن السودان يعاني من ديون متراكمة بلغت أكثر من 46 مليار دولار، في وقت يعيش فيه أكثر من 46% من مواطنيه تحت خط ‏الفقر، وترتفع فيه نسبة البطالة بشكل كبير. ‏

‏" قضية الهوية السودانية"‏

نظراً للصراعات الداخلية في السودان بين السلطات الحاكمة والمعارضة، نجد الهوية السودانية ضائعة بين انتماءات المتصارعين.‏

‏" العلاقات الخارجية "‏

تتأرجح علاقة السودان الخارجية بين الانفتاح على بعض الدول ومعاداة أخرى خاصة الولايات المتحدة الأميركية التي وضعت اسمه ‏ضمن قائمة الدول الراعية للإرهاب، وتختلف الحكومة والمعارضة في كيفية التعاطي مع القضايا الدولية المهمة.‏

المشاركين في الحوار الوطني

ويشارك في فعاليات الجلسة الختامية للحوار الوطني ممثلين عن نحو 85 حزب سياسي و35 حركة مسلحة إضافة إلى مجموعة من ‏الشخصيات القومية المستقلة.‏

فمن البداية وأعلن حزب المؤتمر الوطني الحاكم، والحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل بزعامة السيد محمد عثمان الميرغني، وحزب ‏المؤتمر الشعبي بزعامة الدكتور حسن الترابي، مشاركتهم في الحوار.‏

وذلك إلى جانب أحزاب منشقة عن حزب الأمة القومي المعارض، وهي خمسة أحزاب: الحزب الاتحادي الديمقراطي، وحزب منبر ‏السلام العادل، وحزب الحقيقة الفدرالي، وحزب البعث العربي، والحزب الاشتراكي الناصري.‏

يضاف إليها حركات دارفور الموقعة على وثيقة الدوحة لسلام دارفور، التي تحولت إلى أحزاب مثل: حزب التحرير والعدالة القومي ‏برئاسة التجاني سيسي، وحزب التحرير والعدالة برئاسة بحر إدريس أبو قردة، والاتحاد الاشتراكي السوداني الديمقراطي، والحركة ‏الشعبية جناح السلام، وغيرها من الأحزاب الصغيرة التي يصل مجملها إلى 85 حزبا بحسب أوراق الحوار الوطني.‏

هذا وقد أعلنت قوى سياسية قاطعت الحوار في وقت سابق مشاركتها في الجمعية العمومية، وهي تحالف قوى المستقبل للتغيير الذي ‏يضم مجموعة من القوى والأحزاب السياسية أبرزها "حركة الاصلاح الآن، منبر السلام العادل"، إلى جانب القيادي البارز بحزب ‏الأمة القومي مبارك الفاضل المهدي.‏

 الغائبين عن الحوار الوطني

ويتغيب عن هذا الحشد قوى رئيسية في المعارضة ممانعة للانخراط في مؤتمر الحوار، وأبرز هذه القوى حزب الأمة القومي بزعامة ‏الصادق المهدي الذي انخرط في تحالف "نداء السودان"، والذي يرفض المشاركة في أي حوار دون حلّ النزاعات المسلحة.‏

كما يتغيب عن الجلسات الختامية للحوار، الحركات المسلحة الرئيسية بدارفور وهي حركة العدل والمساواة بزعامة الدكتور جبريل ‏إبراهيم وحركة جيش تحرير السودان بزعام مني أركو ميناوي وحركة عبد الواحد إبراهيم، والاخيرة ترفض من حيث المبدأ الدخول ‏في حوار مع الحكومة وتتمسك بخيار إسقاط النظام.‏

رؤساء مشاركين في الجلسة الختامية ‏

وحرص عدد من رؤساء الدول الإفريقية، على مشاركة السودان لعرسها بحضور الجلسة الختامية للحوار الوطني السوداني في ‏الخرطوم، حيث  يحضر 5 رؤساء دول هم: " الرئيس عبد الفتاح السيسي، ورئيس موريتانيا محمد ولد عبد العزيز، رئيس تشاد إدريس ‏ديبي إتنو، رئيس أوغندا يوري موسفني، رئيس اثيوبيا مولاتو تشومي".‏

كما يحضر مبعوثون من الصين وروسيا، بالإضافة لممثلين للجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، وممثلين للأمم المتحدة ‏والمنظمات الإقليمية والدولية وممثلي السفارات بالخرطوم.‏