ما مصير العلاقات "المصرية السعودية" بعد تصويت القاهرة لصالح القرار الروسي في سوريا؟

وصوتت مصر لصالح المشروع الروسي بشأن الأزمة السورية في مجلس الأمن إلى جانب الصين وروسيا وفنزويلا في مقابل "فيتو" أمريكي بريطاني فرنسي، حيث جاء تصويتها بناءًا على محتوي القرارات وليس من منطلق المزايدات السياسية التي أصبحت تعوق عمل مجلس الأمن"- بحسب ما قاله مندوب مصر لدى الأمم المتحدة، عمرو أبو العطا، في بيان للخارجية.

ويدعو مشروع القرار الروسي إلى الاسترشاد بالاتفاق الأمريكي الروسي لإيصال المساعدات إلى المناطق المحاصرة، ويحث الأطراف على وقف الأعمال العدائية فورًا، والتأكيد على التحقق من فصل قوات المعارضة السورية المعتدلة عن "جبهة فتح الشام" (النصرة سابقا) المصنفة إرهابية كأولوية رئيسية، كما يهدد باتخاذ "مبادرات أخرى" إذا لم يُحترم.

وأثار موقف مصر  في مجلس الأمن انتقادات سعودية وقطرية واسعة، حيث وصف المندوب السعودي لدى الأمم المتحدة عبدالله المعلمي، تصويت مندوب مصر لصالح مشروع القرار الروسي، بـ"المؤلم".

من جهتها وصفت مندوبة دولة قطر لدى الأمم المتحدة علياء آل ثاني الموقف المصري بـ"المؤسف"، مشيرة إلى أن الأهم الآن هو التركيز على ما يمكن فعله لمواجهة فشل مجلس الأمن في حل الأزمة السورية بعد استخدام روسيا "الفيتو"، للمرة الخامسة".

قال مصطفى زهران، الباحث في الشئون الخارجية، إن هناك مشكلة حقيقية واضحة  في العلاقات "الخليجية- المصرية"، بشكل عام وبخاصة العلاقات "المصرية- السعودية" خلال الفترة الأخيرة، موضحًا أن الملف السوري أصبح عائقًا بشكل كبير في اكتمال دائرة العلاقات ما بين مصر والسعودية، خاصة بعد التقارب "التركي- السعودي".

وأضاف"زهران"، في تصريحات لـ"الفجر"، أن السياسة الخارجية المصرية في حالة ارتباك وحائرة تجاه الملفات الخارجية، لافتًا إلى أن تصويت مصر بمجلس الأمن لصالح  مشروع القرار الروسي، قرارًا ليس مدروسًا وليس عليه اجماع من أصحاب القرار بمصر، متسائلاً كيف بلد بحجم مصر تقبل بعدم إدانة الممارسة الروسية داخل سوريا؟.

واستبعد "زهران"، تأثر العلاقات المصرية- السعودية"، بتصويت مجلس الأمن، ولكنه قد يحدث حالة ارتباك في العلاقات على المستوى السياسي، نظرًا  لأن "السعودية" تعرف مكانة وأهمية مصر، خاصة أنها بحاجة لمساندتها في ملف اليمن ولو بشكل محايد، واصفًا العلاقة بأن: "حالة الربيع السياسي ما بين مصر والسعودية بدأت تنقشع وبدأ وجود حالة من المد والجزر بين الجانبين".

في السياق ذاته أكد اللواء جمال مظلوم، مستشار مركز الخليج للدراسات الاستيراتيجية، أن  التصويت لروسيا بمجلس الأمن، ليس له تداعيات سلبية بشأن العلاقات "المصرية- السعودية"، بالرغم من اختلاف الرؤى في هذا الشأن إلا أن العلاقات ستظل كما هي، ولم تشهد الفترة المقبلة أي تطورات سلبية بين الجانبين.

وأضاف"مظلوم"، في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن الموقف السوري بشكل عام فيه اختلاف ما بين الرؤية "المصرية والسعودية" منذ فترات طويلة.

وعن الهجوم الحاد الذي شنه الجانبين السعودي والقطري ضد مصر، أشار "مظلوم"، إلى أن ما يتداول من تصريحات وشن هجوم من قبل الجانبين "السعودي- والقطري"، تجاه مصر ما هو  إلا آراء فردية لا تمثل أصحاب القرار السعودي، معلقًا: "زوبعة وهتعدي".

ورأت الدكتورة نهى بكر، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية وخبيرة العلاقات الخارجية، أن تصويت مصر لصالح مشروع القرار الروسي في مجلس الأمن الدولي، جاء لصالح وحدة سوريا، حتى إذا كان المقابل استمرار الرئيس بشار الأسد لفترة، موضحة أنه حرصًا على موقف سوريا وليس من أجل "الأسد" كما يزعم البعض.

وأضافت"بكر"، في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن موقف مصر ثابت منذ اندلاع ثورة التصحيح في 30 يونيو، والجانب السعودي يتفهم وضع مصر برغم اختلاف وجهات النظر في الملف السوري، بل تساندها وتدعمها، مشيرة إلى أن مصر عضوًا "غير دائم" في مجلس الأمن، فبالتالي تصويت مصر في إطار العضوية غير الدائمة.