بعد اتهامها لمصر بدعم الإرهاب.. خبراء: إثيوبيا تماطل لاستكمال سد النهضة والتصعيد العسكري "وارد"

تقارير وحوارات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


استكمالًا لتوتر العلاقات المصرية الإثيوبية، اتهمت إثيوبيا أمس، مصر بشكل مباشرا بدعمها للإرهاب، لتدخل الدولتين في صراع جديد، يضاف لصراعهما الأكبر حول أزمة سد النهضة.

اتهامات مباشرة

ووجهت إثيوبيا اتهامًا لمصر واريتريا بتمويل جماعة "الأورمو" المعارضة، وقال  جيتاتشو رضا، المتحدث باسم الحكومة الإثيوبية، في مؤتمر صحفي بعد إعلان فرض حالة الطوارئ في البلاد، "هناك دول متورطة بشكل مباشر في تسليح تلك العناصر وتمويلها وتدريبها".

وذكر المتحدث بالاسم إريتريا، التي لها نزاع حدودي قديم مع إثيوبيا، ومصر التي تخوض مفاوضات عصيبة معها بشأن اقتسام مياه النيل وحل أزمة سد النهضة، ووصفهما بمصدرين لدعم "العصابات المسلحة"، لكنه قال إن من المحتمل أن تلك العناصر التي تؤيد المسلحين في الداخل تعمل دون دعم حكومي رسمي، وليست "أطرافا رسمية". 

علاقة مصر بجماعة "الأورمو"

من جانبه، وصف مصطفى أمين عامر، متخصص في الجماعات الإسلامية، الاتهامات التي قذفتها الحكومة الإثيوبية ضد مصر بـ"الواهية"، قائلًا: "إثيوبيا تلقي الاتهامات ضد مصر جزافًا، فمصر ليس لها علاقة بجماعة الأورمو، فهي جماعات إسلامية مستوطنة في إثيوبيا من قديم الأزل، وتعاني من غياب اهتمام الحكومة الإثيوبية لها باعتبارها إقليات مسلمة، لذلك يقع الخلافات بينهم".

وأكد عامر، لـ"الفجر"، أن إثيوبيا قذفت تلك الاتهامات في ذلك الوقت لمحاولة توتر العلاقات مع مصر، لتعطيل حل أزمة سد النهضة واستكمال بنائه، بما يتعارض مع الاحتياجات المصرية.

الموقف المصري من اتهامات إثيوبيا

فيما قال طارق فهمي، أستاذ العلاقات الدولية، أن الاتهام الإثيوبي لمصر، ينذر بتصعيدات قد تصل لقطع العلاقات بين البلدين، مشيرًا إلى أن البلدين سيستخدما أوراق الضغط لدى كل منهما حتى يثبت أحدهما نصره على الطرف الآخر.

وأضاف فهمي، لـ"الفجر"، أن مصر تلتزم الهدوء حتى لا تعكر صفو العلاقات بشكل يضر بحل أزمة سد النهضة، مؤكدًا أن ذلك ما تسعى إليه إثيوبيا، وهو التلويح بمفاوضات بناء السد، متابعًا: "مصر ستلتزم بالهدوء، ولكن حين تتعدى إثيوبيا على مصر وتتهمها بشكل مباشر، سترد مصر وبكل قوة، وتلك الاتهامات الإثيوبية بداية لانقطاع للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين للأبد".

مماطلات إثيوبية.. ورد مصري عسكري

وذكر حسني السيد، المحلل السياسي، أن اتهام إثيوبيا لمصر بدعم الإرهاب سافر سيؤدي إلى تدهور العلاقات المصرية الإثيوبية، إلى حد قد يصل للتدخل العسكري بين البلدين.

وأكد السيد، لـ"الفجر"، أن تهديدات إثيوبيا في ذلك الوقت أداة لمحاولة إفشال مفاوضات سد النهضة المقامة بين البلدين، حتى تستكمل بناء السد، مشيرًا إلى أن مصر لن تقف مكتوفة الأيدي أمام مماطلات إثيوبيا، قائلًا: "مصر لديها القدرة للرد العسكري على تهديدات إثيوبيا، ولكنها تتوخى الحذر بسبب سد النهضة، وفي حل تجرؤ إثيوبيا في التدخل السافر مرة أخرى، أتوقع رد مصر عسكريًا".

اتهام إثيوبي ونفي مصري

وكان قد انتشر عبر وسائل الإعلام، أن الخارجية الإثيوبية قد استدعت الأحد، السفير المصري في أديس أبابا، أبو بكر حفني، للتشاور بشأن مزاعم دعم القاهرة لجبهة تحرير "الأورومو"، وتحدث وزير الخارجية الإثيوبي إلى السفير المصري بعد انتشار تسجيل مصور على الإنترنت يظهر أعضاء في جبهة التحرير "أورومو" المحظورة على المسرح بجانب مصريين، بحسب ما قال التلفزيون الإثيوبي.

وبدوره، نفى السفير المصري في إثيوبيا أبو بكر حفنى، فى تصريحات صحفية توجيه حكومة أديس أبابا أى اتهامات رسمية للحكومة المصرية بدعم جماعات إثيوبية معارضة، مشيرا إلى أن ما نشر فى هذا الإطار غير دقيق، وأن الدبلوماسية المصرية تتعامل بحكمة وهدوء فى هذا الملف.