كذبت لإرضاء زوجها!

الفجر الطبي

كذبت لإرضاء زوجها
كذبت لإرضاء زوجها


تزوّجت زوجي لإخلاصه في عبادة الله ، وحبّه للإسلام ، وفى هذا الوقت كنت أعرف بأنه ليس حسن الهيئة، وهذا الأمر لم يقلقني، وقد سألني كثيرا عما إذا كنت أجده حسن الهيئة، وأنا أجيبه بالإيجاب حتى لا أجرح مشاعره، لكنّي أكذب وأشعر بالسوء الشديد من ذلك، وأخاف من أن آثم لقولي هذا، وأنا أرى أنه قبيح تمامًا، لكني أحاول تذكر صفاته الحسنة حتى يهنأ البيت، فهل آثم بكذبي لحماية مشاعره ؟ فإن الحقيقة ستؤذيه إيذاءً شديدًا ؛ لأنه لا يتمتّع بقدر كبير من الثقة في مظهره .


الجواب:
أختي الكريمة – وفّقك الله ، ورزقك حياة زوجيّة سعيدة هنيئة – إنّ إقدامك على الزّواج لهذا الغرض لنعمة وتوفيق من الله سبحانه وتعالى لك ، فاشكريه عليه يُدِمْ عليك نعمته ، ويزدك من فضله .

أمّا ما سألت عنه من الكذب لإرضاء زوجك ، وحماية مشاعره ، فلا حرج عليك في ذلك ؛ لقول رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم : (لَيْسَ الْكَذَّابُ الَّذِي يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ فَيَنْمِي خَيْرًا أَوْ يَقُولُ خَيْرًا) . أخرجه البخاريّ (2692) .

وفي رواية مسلم : (لَيْسَ الْكَذَّابُ الَّذِي يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ وَيَقُولُ خَيْرًا وَيَنْمِى خَيْرًا) . قَالَ ابْنُ شِهَابٍ : (وَلَمْ أَسْمَعْ يُرَخَّصُ في شيء مِمَّا يَقُولُ النَّاسُ كَذِبٌ إِلاَّ في ثَلاَثٍ : الْحَرْبُ ، وَالإِصْلاَحُ بَيْنَ النَّاسِ ، وَحَدِيثُ الرَّجُلِ امْرَأَتَهُ ، وَحَدِيثُ الْمَرْأَةِ زَوْجَهَا) .

قال الشّيخ ابن عثيمين في شرح رياض الصالحين (1/1790) عند شرح هذا الحديث : "كذلك من المصلحة : حديث الرجل زوجته ، وحديث المرأة زوجها فيما يوجب الألفة والمودّة ، مثل أن يقول لها : أنت عندي غالية ، وأنت أحبّ إليّ من سائر النساء ، وما أشبه ذلك ، وإن كان كاذبًا ، لكن من أجل إلقاء المودّة ، والمصلحة تقتضي هذا" انتهى .