تفاقم ظاهرة الاعتداء على المدرسين .. وخبير تربوي: 4 أسباب ورائها

تقارير وحوارات

مدرسة - أرشيفية
مدرسة - أرشيفية


لم يمضي شهر على بداية العام الدراسي إلا وشهدت مدارس وزارة التربية والتعليم إنتشار ظاهرة الاعتداء على المدرسين، والتي سجلت حسب إحصائيات الوزارة 50 واقعة اعتداء هذا العام الدراسي.

ولتسليط الضوء على تلك الكارثة، رصدت "الفجر" أبرز الحوادث المدرسية التي وقع خلالها اعتداءات على المدرسين خلال السطور التالية.

الاعتداء على مدير مدرسة 

وفي الاول من أكتوبر، اعتدت ولية أمر طالب على مدير مدرسة طارق بن زياد بالمقطم بالضرب والسباب، لعدم السماح لها بدخول المدرسة، وبعد لجوء المدرسين إلى الشرطة تم تحرير محضر ضد مدير المدرسة.

 اقتحام مدرسة بالقليوبية بالسنج والاسلحة البيضاء 

وفي 7 من أكتوبر، قامت مجموعة من البلطجية حاملين الأسلحة البيضاء والسنج باقتحام مدرسة عمر مكرك الابتدائية بالخصوص بالقليوبية، أثناء اليوم الدراسي، واعتدوا على المعلمين بالمدرسة.

وأسفرت المشاجرة عن إصابة 4 مدرسين وعاملة بالمدرسة وتحطم عدد من نوافذ المدرسة وسيارتين للمدرسين، وعن سبب المشاجرة روايتين إحداهما قالت زيادة رسوم المجموعات التقوية، وفرض إدارة المدرسة على جميع التلاميذ الدخول فى المجموعات، على حد قول الأهالى، بينما أكدت الرواية الثانية أن السبب هو خلاف بين زوجين على حضانة طفل رفضت المدرسة تسليمه للأب.

 الاعتداء على مدرس بالضرب 

وفي 12 أكتوبر، شهدت مدرسة طلعت حرب الثانوية الصناعية، التابعة لإدارة العجوزة التعليمية في الجيزة، اقتحام ولي أمر وابنه لفناء المدرسة والاعتداء على أحد المدرسين.

وكشف مصدر مسئول بإدارة العجوزة التعليمية عن تفاصيل وأسباب الحادث، أنها كانت بسبب مشاداة كلامية بين المدرس واحد الطلاب بسبب تأخره، وادعى الطالب أن المعلم طلب منه مقابل لتغاضيه عن تأخره المستمر، واشتبكا بالأيدي على خلفية المشكلة، ثم فر الطالب مسرعا؛ وقام بإحضار ولي أمره؛ واقتحما المدرسة، وقاما بالاعتداء على المدرس، وإحداث إصابات به؛ وتم نقله إلى أقرب مستشفى لتلقي العلاج وتحرير محضر بالواقعة.


إنهيار منظمومة التعليم..وفقدان الثقة في المدرسة

ومن جانبه قال الدكتور كمال مغيث، الخبير التربوى والباحث بالمركز القومى للبحوث التربوية:  أن سبب وجود وانتشار ظاهرة الاعتداء على المدرسين ترجع لأربع أسباب، الاول في إنهيار منظومة التعليم، فالمدرسة والمدرس لم يعدوا مثل سابق عهدهم، فهيبة المدرس ضاعت وأصبحت المدرسة كوقت فراغ لم يضيف للطلبة جديد، وأولياء الامور فقدوا  الثقة في المدرسة والمدرسين، لذلك نسبة الاعتداءات زادت بشكل مسئ لمنظومة التعليم ككل.

الوضع الاقتصادي..الدروس الخصوصية

وأضاف مغيث في تصريحه لـ"الفجر" أن السبب الثاني هو سوء الاوضاع الاقتصادية، فالوضع المادي المتدني للمدرسين، يجعلهم يلجأوا لتحسين أوضاعهم ذاتيا من خلال الدروس الخصوصية، التي جعلت أولياء الأمور يتحكمون فيهم بالاموال، لذلك اصبح الاعتداء عليهم ومعاملتهم معاملة سيئة امر طبيعي.

تشريع قانوني.. نظرة المجتمع

واستكمل قائلاً: السبب الثالث يرجع لعدم وجود عقوبة قانونية تحمي المدرس من الاعتداء عليه، فتشديد العقوبة سيردع البعض من الإقبال على إهانة المدرسين.

وتابع: تدني نظرة المجتمع للمعلم، السبب الرابع وراء انتشار ظاهرة الاعتداء على المدرسين، والسبب في تلك النظرة هو الإعلام والاعمال السينمائية التي أظهرت المعلم بصورة مبتذلة، جعلت صورته مهزوزة في المجتمع.

الإعلام والتليفزيون..وتصدير العنف

ومن الناحية النفسية قالت الدكتورة، سامية خضر، أستاذة علم النفس، أن سبب انتشار ظاهرة الاعتداء على المدرسين، هو الإعلام والأفلام والمسلسلات التليفزيونية، مؤكدة أن المستوى الأخلاقي الذي تقدمه الأفلام السينمائية تسببت في إنهيار الاخلاق للشعب المصري الذي لم يفرق بين مدرس أو بلطجي في المعاملة.

وأشارت في تصريحها لـ"الفجر" أن سياسة العنف التي تصدرت للشعب المصري من الإعلام المصري والذي يظهر في برامج التوك شو او الافلام سبب إنتشار الظاهرة.

انهيار المستوى الأخلاقي 
وقال دكتور جمال فرويز، أستاذ الطب النفسي، في تصريحه لـ"الفجر" أن إنهيار المستوى الأخلاقي المنحدر في مصر، وراء انتشار ظاهرة الاعتداء على المدرسين، وذلك الإنهيار بسبب تقليد المصريين الاعمى للافلام التي انتشرت عن البلطجية، فنجد قبل اعتداء أولياء الأمور على المدرسين، كان يوجد اعتداء من المواطنين على الأطباء، وكذلك على رجال الشرطة، وتلك الاعتداءات المتكررة تكشف عن الإنهيار الأخلاقي الذي وصل له الشعب المصري.

القانون لا يحمي المدرسين

ومن الناحية القانونية، قال محمود كبيش، أستاذ القانون، أن القانون لا يملك في طياته أي تشريع يجرم الاعتداء على المدرسين، فقانون العقوبات الحالي به عقوبة الاعتداء على مبنى حكومي جناية "مدرسة"، والاعتداء على موظف عام "مدرس" تكون جنحة مشددة، وإذا حمل البلطجي سلاحا فتزداد العقوبة، وقد تصل من 3 سنوات إلى 15 سنة حسب نتيجة الاعتداء.