محمود الضبع: "سيتم الاعتماد تمامًا على الكتاب الرقمي في 2040" (صور)

الفجر الفني

جانب من الحفل
جانب من الحفل


أقامت الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية برئاسة الأستاذ الدكتور محمود الضبع، صباح اليوم، ندوة بعنوان "انتصار أكتوبر.. رؤية الأنا ورؤية الآخر"، وذلك بقاعة الندوات بمبنى دار الكتب بكورنيش النيل.


وقد تحدث الضيوف من خلال جلستين ترأس الجلسة الأولى أ.د. محمد عفيفي أستاذ التاريخ بجامعة القاهرة والأمين العام السابق للمجلس الأعلى للثقافة، وتحدث فيها اللواء سمير عزيز طيار مقاتل أثناء حرب أكتوبر عن دور القوات الجوية في حرب أكتوبر، والعميد أحمد متولي الذي استعرض حرب أكتوبر في أرشيف القوات المسلحة، وأ.د. أحمد الشربيني وتحدث عن وثائق حرب أكتوبر في الأرشيف العبري.


أما الجلسة الثانية فقد ترأسها أ.د. محمد صبري الدالي أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة حلوان، وتحدث فيها كل من:د. فتحية أمين وتناولت حرب أكتوبر في الصحافة الإيرانية، وأ. طلعت الشايب، والدكتور أنور إبراهيم اللذان استعرضا الشهادات الروسية حول حرب أكتوبر.


وبدأت الندوة بالسلام الجمهوري ثم بكلمة افتتاحية للدكتور محمود الضبع الذي توجه بالشكر لضيوف المنصة وللحضور وقال أنه يقدر حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه بعد اختياره لرئاسة الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية.

ومن جانبه ذكر الضبع أنه بحلول عام 2040 سيتم الاعتماد تماما على الكتاب الرقمي، وبهذا الصدد تحاول الهيئة الآن جاهدة الاستفادة بالخطط الإجرائية والاستراتيجية لتصبح دار الكتب بوابة معرفية ضخمة ومتطورة من خلال خطة إدارة ترتكز على العلم بالتشاور مع أصحاب الخبرة.


وأكد الضبع أن حرب أكتوبر مازالت تمدنا بروح العزيمة رغم مرور 43 عامًا عليها، وبالرغم من أن المجتمع المصري فقد كثيرا من ملامح هويته لدرجة أن كل منا أصبح بمثابة آخر للآخر، وقد اختلفنا حتى في تعريف المفاهيم كمفهوم الأمانة مثلا وصارت المفاهيم تحتاج منا إلى إعادة ضبط إلا أنه يمكن استعادة ما فقدناه من خلال قراءة التاريخ قراءة سياسية وثقافية.

وفى معرض حديثه توجه الأستاذ الدكتور أحمد زكريا الشلق مقرر الندوة ورئيس اللجنة العلمية لمركز تاريخ مصر المعاصر بدار الكتب، بالشكر للدكتور شريف شاهين رئيس مجلس إدارة دار الكتب والوثائق السابق، حيث كان صاحب فكرة إقامة الندوة.


كما ذكر الشلق، أن مرحلة الإعداد لهذا الحدث استغرقت وقتًا طويلًا، وذلك لتكون الندوة إضافة حقيقية للمعرفة بتاريخنا المعاصر موثقة بأبحاث علمية وخلاصة تجارب شهود عيان عاصروا الحرب وشاركوا فيها.

ومن جانب آخر استشهد الأستاذ الدكتور محمد عفيفي رئيس الجلسة الأولى بمقولة أحد المؤرخين الكبار، بأنه على قدر التحدي تأتى الاستجابة ومن هنا جاءت عظمة انتصار أكتوبر التي تعتبر الانتصار العربي الوحيد في القرن العشرين، مشير أن الحرب قد وقعت في شهر رمضان المبارك، وهو شهر مقدس عند المسلمين مما زادها أهمية.


ومن جانبها أرادت إسرائيل أن تمحو تلك الحقيقة فذكرت في كل مصادرها أنها حرب "كيبور" أو يوم الغفران وهو يوم مقدس لليهود، وانتقل ذلك إلى المصادر الغربية، وكأن الحرب كانت اعتداءً على اليهود فى يومهم المقدس!، من هنا جاءت أهمية عنوان الندوة "رؤية الأنا ورؤية الآخر".

أما اللواء طيار سمير عزيز طيار مقاتل فقد بدأ حديثه بأن القوات الجوية المصرية تم محوها فى 1967 لأننا لم نأخذ زمام المبادرة، وأضاف قائلًا: "كنت أحد الذين سافروا الجزائر لإحضار طائرات وكان لديهم 6 طائرات ميج21 وعدد من الميج17 وكانت مفككة وتم تجهيز 24 طائرة أحضرناها يوم 14 يوليو".

واستطرد اللواء عزيز، أن الميج 21 كانت خردة والميج 17 زيرو ومع ذلك فقد استخدمناها في ضرب الإسرائيليين لمدة يومين ضربًا مبرحًا من خلال مطار المنصورة الذى كان من أفضل المطارات الحربية وقتها.

وتابع عندما جاء السادات لزيارتنا وكان وقتها الفريق أول محمد صادق وزيرًا للحربية، قيل لنا إذا سألكم السادات أخبروه أننا غير مستعدين للحرب وذلك حتى لا نحارب دون أن نكمل تسليحنا، ولكننا أخبرناه أننا جاهزون وطلبنا مزيدًا من التجهيزات والتسليح، ولا أنسى وجه السادات وهو يقول: "بصوا يا ولاد احنا هنحارب باللى معانا"، ومن حسن الحظ أن المزيد من طائرات ميج 21 جاءت قبيل الحرب مزودة بمدافع للاشتباك.


وتحدث الأستاذ الدكتور أحمد الشربينى أستاذ التاريخ المعاصر والحديث بكلية الآداب- جامعة القاهرة عن الوثائق العبرية التي تناولت حرب أكتوبر وقد ضاهى شهادة صف ضابط مصري أثناء الحرب بوثائق إسرائيلية فتطابقت شهادته إلى حد كبير مع الوثائق التي اطلع عليها والتي شملت محاضر اجتماعات رئيسة وزراء إسرائيل آنذاك جولدا مائير ووزارة الدفاع، مشير أنه قد عقدت الجلسة الأولى في مكتب رئيسة الوزراء في تمام الثامنة من صباح يوم 6 أكتوبر 1973، ولم يكن لديهم مخاوف حقيقية من احتمال قيام الجانب المصري بشن حرب رغم إخباريات التعبئة على الجبهة المصرية، ويرجع الفضل في ذلك إلى خطة التمويه المحكمة من الجانب المصري.


و نوه الشربينى، أنه من الأولى بنا كمصريين أن نتيح وثائقنا كمنتصرين في الحرب للاطلاع فنحن أولى من المهزومين بالإتاحة.

كما أضاف، أنه توجد جوانب مثيرة في الحرب وخصوصا فيما يتعلق بالخلاف بين السادات والفريق سعد الدين الشاذلي، وفى المقابل الخلاف بين وزير الدفاع ورئيس الأركان الإسرائيلي.

وتابع، نحن نريد أن نعرف كيف تم إدارة هذا الخلاف وكيف تم تسليح الجيش في وقت قياسي وكيف خضنا الحرب بتكتيكات غير تقليدية.

وقد كشفت الوثائق العبرية عن بدء التحرك السياسي لاحتواء الموقف من خلال الأمم المتحدة في وقت مبكر جدا منذ يومي 7و8 أكتوبر1973، كما سلطت الوثائق الضوء على الدبلوماسية المصرية التي برعت في إدارة الأزمة على المستوى الدبلوماسي، بالإضافة إلى أهمية الدور العربي الموحد في الحرب الذي مازال في حاجة لإلقاء مزيد من الضوء عليه.

وفى نهاية الجلسة الأولى، تم عرض فيلم وثائقي من إعداد إدارة الشئون المعنوية بالجيش المصري عن حرب أكتوبر 1973.

وفى الجلسة الثانية تحدث الدكتور أنور إبراهيم مستشار وزير الثقافة المصري للشئون الخارجية سابقًا عن العلاقات المصرية الروسية قبل وأثناء حرب أكتوبر، وقد أشار إلى أهمية الوثائق والمستندات عند السوفييت وهناك شعار يرفعه الروس دائما أن الوثائق لا تحترق. فالوثائق حتى لو تضمنت وجهة نظر مخالفة لهم لا يتم التخلص منها.

واستطرد الدكتور أنور، أن شهادة السفير السوفييتي لدى القاهرة آنذاك في منتهى الأهمية حيث تعددت زياراته المكوكية بين موسكو والقاهرة قد تعددت لتبادل الرسائل حول صفقات السلاح والاستعداد للحرب، وقد كان للسوفييت دور مهم في نقل الحرب إلى مجلس الأمن المتحدة منذ وقت مبكر بعد اندلاع المعارك. والأرشيف الروسي يحفل بوثائق حول اللواءات العسكرية العربية التي شاركت في الحرب إلى جانب مصر وسوريا.

ومن جانبها تناولت الدكتورة فتحية أمين، ما ورد عن الحرب في الصحافة الإيرانية من خلال صحيفة السياسة الإيرانية والتي كانت تنتهج سياسة تحريرية مختلفة تماما عن سياستها بعد الثورة الإيرانية ونظام الخومينى، وكانت وقتها مساندة لمصر والسادات، أما صحيفة الشرق فقد أبرزت شهادات قادة الجيش الإسرائيلي عن الحرب وصدمتهم من مهارة الجيش المصري ومباغتته لهم.