"نبع الحمراء".. الكنز المجهول في السياحة البيئية بالبحيرة (صور)

محافظات

بوابة الفجر

"نبع الحمراء" بحيرة تقع وسط صحراء منخفض وادي النطرون بمحافظة البحيرة، وهى بحيرة شديدة الملوحة، ورغم ذلك ينبع من وسطها عين شديدة العذوبة وقد قامت المحافظة بوضع سياج حديدي حول هذه العين للحفاظ عليها، ولها قدرة على شفاء بعض الأمراض الجلدية مما جعلها ضمن خطة السياحة العلاجية بمحافظة البحيرة.

وتضم المنطقة أربعة أديرة هم "السريان، الأنبا بيشوي، البراموس، أبو مقار" كما تضم آثارا وكنائس من القرن السابع الميلادي، وكان هناك مقترح بتحويل المكان إلي مزار سياحي عالمي، بالإضافة إلي ربط المنطقة السياحية بمنطقة صناعات بيئية وحرف يدوية مستمدة من تراث المنطقة، وهي محمية طبيعية وفقا لتصنيف وزارة البيئة.

ففي عام 1998م قامت محافظة البحيرة بالسماح لشركة نبع الحمراء للاستثمار السياحي والعقاري باستغلال المسطح المائي والمساحة المحيطة لإقامة مشروعات سياحية وعلاجية، فضلا عن بعض المشروعات الزراعية، لكنها لم تقم بذلك لاعتراضها على قيام المحافظة في عام 2001 باستخراج الأملاح الصناعية وقامت الشركة برفع دعوى على المحافظة للتوقف عن استخراج الأملاح، رغم أن العقد كان يقضى بحق المحافظة في ذلك، مما دعا الأخيرة إلى رفع دعوى فرعية لفسخ العقد مع الشركة لعدم التزامها بإقامة المشروع السياحي، وعليه حسمت المحافظة الأمر بأنه لا جدوى من الخوض في إقامة مشاريع لاستثمار المنطقة حتى ينتهي النزاع القضائي، وإلي الآن ما زال الحديث عن "نبع الحمراء" مختفي تماما.

ويقول حمدي عز - خبير سياحي "نظرا لأن السياحة البيئية كانت مجرد فكرة وليس منهجا لدى أصحاب المشاريع السياحية أو الحكومات، فقد كان يروج لها بدون معرفة قواعدها ومنهجها، واليوم يجب أن يعي المستثمرون السياحيون والحكومات جدوى تطبيق منهج السياحة البيئية وفهم مرتكزاتها، ووضع القوانين والأنظمة التي تنظم العملية السياحية المرتبطة بها.

حيث أن السياحة البيئية لها أهمية خاصة اكتسبتها من كونها تعمل على تحقيق مجموعة متكاملة من الأهداف وفي نفس الوقت تستمد أهميتها من ذاتها والتي تنبع من طبيعة الممارسة المحافظة على التوازن البيئي وتوفر السياحة البيئية الحياة السهلة البسيطة البعيدة عن الإزعاج والقلق والتوتر الذي تؤثر على كفاءة الإنسان، حيث تقترب به إلى الفطرة الطبيعية والحياة البسيطة الغير معقدة حيث تعد نشاطا إنسانيًا تعمل على توفير الحياة الجميلة للإنسان وتقدم له العلاج من القلق والتوتر وتوفر له الراحة والانسجام واستعادة الحيوية والنشاط والتوازن العقلي والعاطفي وصفاء النفس وعلاج لأمراض العصر وهذا ينطبق بكافة المعايير على بحيرة نبع الحمراء فهي منطقة إذا أحسن إداراتها ستكون قبلة للباحثين عن السياحة العلاجية والبيئية وهناك في المنطقة أحد المستثمرين قام ببناء قرية بيئية على مستوى جيد وتعتبر القرية البيئية هذه إحدى أربع قرى في منطقة الشرق الأوسط فهناك واحدة في أسوان وأخرى في سيوه والثالثة في الأردن ويجب على الدولة مساعدة مثل هؤلاء المستثمرين في إظهار هذه المميزات للمنطقة وأنها يمكن أن تكون قبلة للسياحة العلاجية والبيئة في مصر والشرق الأوسط.

من جانبه طالب الخبير السياحي - سيد العاصي، بتحويل منتجع نبع الحمراء إلى مزار سياحي عالمي لربط المنطقة السياحية بمنطقة صناعات بيئية وحرف يدوية مستمدة من تراث المنطقة، وبالطبع وضع المكان على الخريطة السياحية سيسهم في حمايته وصيانته، وأشار إلى أن السياحة العلاجية لا تتجاوز 1% من حجم الإنفاق بالقطاع السياحي، رغم وجود المقومات الأساسية والطبيعة 8 أمثال الملوحة في البحار.